افتتح وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن الجناح المخصص لمعالجة المصابين بكورونا في مركز مستشفى الزهراء - المركز الطبي الجامعي، والذي تم تجهيزه تجاوباً مع الدعوة التي وجهتها وزارة الصحة العامة للمستشفيات الخاصة للمساهمة في تقديم الخدمات الطبية، في إطار مواجهة التفشي المحلي لفيروس كورونا.
واطلع حسن على أقسام الجناح المنفصل عن سائر أقسام المستشفى، والذي يضم عناية فائقة للمرضى فيها 8 أسرة مجهزة بالتنفس الإصطناعي، إضافة إلى قسم ثان مجهز بثمانية أسرة للذين لا يحتاجون إلى العناية الفائقة. كما يحتوي على قاعة خارجية مخصصة لإجراء فحوص PCR.
وجال حسن في مختلف أقسام المستشفى، لا سيما القسم المستحدث لغرف العمليات المجهزة بأحدث الأنظمة وقسم الطوارئ ومهبط الهليكوبتر الذي تم استخدامه مرات عدة من قبل القوى الأمنية لنقل حالات مرضية طارئة.
كما عقد حسن اجتماعا مع رئيس مجلس الإدارة المدير العام للمستشفى البروفسور يوسف فارس، نائب رئيس مجلس الإدارة الدكتور حسام بيطار، المدير الطبي الدكتور حسين مشيمش، والأطباء رؤساء الأقسام، في حضور مدير مكتب وزير الصحة الدكتور حسن عمار والمستشار القانوني الدكتور حسين محيدلي.
وأبدى حسن "ارتياحه لما لمسه خلال جولته من إرادة وكفاءة واستراتيجية بهدف تقديم مستوى علمي مميز من جهة، والاهتمام من جهة ثانية بمواكبة التحديات التي يواجهها لبنان سواء أكانت تلك المتصلة بوباء كورونا أم التحديات المستقبلية المتصلة بإعادة لبنان مرجعية طبية مميزة في الشرق الأوسط، لا سيما على صعيد السياحة الاستشفائية"، وقال: "إن هذا الأمر لا يمكن أن يتحقق، إلا بمؤسسات أكاديمية نموذجية تعمل على تقوية كل نقاط الضعف التي يعاني منها النظام الصحي اللبناني، بدءا بتقديم الخدمة الطبية إلى كل فئات المجتمع، إذ من غير المسموح أن يتم حصر الخدمة الطبية الجيدة بالمقتدرين فحسب".
ونوه بـ"ما تسعى إليه إدارة مستشفى الزهراء من أهداف علمية متقدمة وإنسانية تعزز الشعور بالأمان"، وتوقف أمام نقطتين قائلاً: "النقطة الأولى هي الاستجابة السريعة لإدارة المستشفى لافتتاح قسم خاص بكورونا بعد أسبوعين من التواصل معها من قبل وزارة الصحة العامة، لا سيما لناحية توفير ثمانية أسرة عناية فائقة خاصة بالمصابين بكورونا".
وتابع: "الشكر على هذا الحرص الذي يمثل حس الإنتماء الصادق إلى هذا الوطن الذي يعاني وينزف"، وقال: "إن هذه الأسرة التي تضاف إلى عشرة أسرة تم تخصيصها للمصابين بالفيروس في مستشفى سان جورج - الحدت تعطي المواطن اللبناني اطمئنانا إلى أن الدنيا لا تزال بخير، وأن المبادرات الإنسانية أبعد من حسابات الربح والخسارة".
أضاف: "أما النقطة الثانية فكيفية تعامل إدارة المؤسسات الاستشفائية بحكمة مع إصابات الطاقم الطبي التي لا تزال مقبولة في لبنان، وذلك بطريقة ديناميكية علمية ميدانية تحاكي التحدي المتمثل بإمكان حصول ارتفاع في عدد هذه الإصابات".
كذلك، أشاد حسن بـ"الطريقة التي اعتمدتها إدارة مستشفى الزهراء في مراقبة صحة طاقمها الطبي وضمان صحة المرضى".
وخاطب اللبنانيين بالقول: "بعد أسبوع على تجديد الإقفال والتعبئة العامة، لم تسجل النتائج الإيجابية المطلوبة، بل تتراوح أعداد الإصابات بين 500 و700 إصابة، فالوضع غير مطمئن، والنزاع واضح بين الحاجة الاقتصادية ومواجهة التحدي الوبائي".
وأشار إلى أن "المعيار الأول والأخير يتمثل بالتزام الناس ووعيهم بهدف التوصل إلى المواءمة بين الاستمرارية في الحياة العامة ولو بنشاط أقل من النشاط المعتاد، مع التزام الضوابط فلا تتزايد احتمالات تفشي الوباء وخروج الأمور عن السيطرة التامة".
وحيا "المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الراعي لمستشفى الزهراء"، وقال: "ما كان لله ينمو، فالإيمان لخدمة الناس والسعي إلى خدمتهم، وعندما تتجسد النية بهذا الإنجاز نكون بالتأكيد في أمان بأيد أمينة".
من جهته، شكر رئيس مجلس الإدارة المدير العام لمستشفى الزهراء البروفسور يوسف فارس لـ"الوزير حسن زيارته الكريمة لافتتاح قسم كورونا"، لافتا إلى أن "أولوية المستشفى في هذه المرحلة كانت في إنشاء أسرة لغرف عناية مجهزة لاستقبال المصابين بالفيروس، وذلك تلبية لطلب وزارة الصحة العامة في لبنان، برعاية الوزير الدكتور حمد حسن".
كما شكر لـ"حسن تفقده غرف العمليات المتطورة والمجهزة بأحدث الأنظمة"، مشيراً إلى أن "المستشفى يعمل على إنشاء جراحة الروبوت حيث يتدرب عدد من الأطباء في أوروبا وكندا لهذا الهدف"، آملا في "استمرار الزهراء في تقديم الخدمة الفضلى إلى المجتمع اللبناني الحبيب".