أعلنت وسائل إعلام إيرانية أن خفر السواحل الإيراني احتجز سفينة إماراتية بعد تجاوزها الحدود المائية بين البلدين.
محليا، تكثفت الاتصالات لاسيما من قبل الرئيس نبيه بري نحو التكليف وتشكيل الحكومة. وينتظر أن يكتمل المشهد مع الزيارة الثانية للرئيس إيمانويل ماكرون، في ظل تحرك لوزير فرنسي في بيروت اليوم. مصادر نيابية أشارت ل"تلفزيون لبنان" إلى تقاطع الورقة الفرنسية مع ما يحمله الرئيس الحريري من عناوين إصلاحية تبدأ بالكهرباء والاتصالات والتدقيق المالي.
وإلى الشأن الحكومي، حال الطوارئ مستمرة والجيش عمل على معالجة إشكالات في عدد من المناطق لاسيما في خلدة وسعدنايل.
وإلى حال الطوارئ، يدخل لبنان غدا حال الإقفال للأسواق والمحال التجارية باستثناء السوبرماركت والصيدليات والأفران، فيما يبقى المطار في حركة دائمة. ويسجل ارتفاع في أعداد المصابين بكورونا، وقد طلب وزير الصحة عدم إدخال مصابين إلى المستشفيات إلا لأصحاب الحالات الصعبة.
ووسط استمرار المساعدات الخارجية للبنان منذ انفجار مرفأ بيروت، أعلنت تركيا استعدادها لترميم وإعادة تأهيل دور العبادة من مساجد وكنائس في محيط المرفأ.
وفي المرفأ، اطلاق هيئة التنسيق الوطنية لمساعدة ضحايا انفجار بيروت، وتنسيق جهود ترميم المنازل المتضررة. وبدءا من الاثنين تبدأ غرفة عمليات ميدانية بتلقي الاتصالات.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"
لأن وباء كورونا على درجة عالية من الجنون لامس معها عدد الإصابات الستمئة، ولأن تفلت ولامبالاة وعبث الكثير من اللبنانيين واضحة وضوح الشمس، لأجل ذلك تبقى الآمال معلقة على الإقفال العام الذي يسري مفعوله صباح غد ويستمر أسبوعين، لعل هذا الإجراء يفرمل الإندفاعة الكورونية ويحد من الإصابات. فهل سيلتزم اللبنانيون بالإجراءات المطلوبة، إن لم يكن رأفة بأنفسهم فبأطفالهم وأحبائهم صغارا كانوا أم كبارا.
في السياسة، يبقى الملف الحكومي الشغل الشاغل، وهو تلقى جرعة إنعاش حركت جموده من خلال اللقاء الذي عقده الرئيسان ميشال عون ونبيه بري، وأسس لاستمرار التواصل في الساعات المقبلة.
بعد الاجتماع صدر نفي عن رئاسة الجمهورية لمعلومات تحدثت عن مطالبة الرئيس عون بحكومة أقطاب. وفي تغريدة له اليوم أعلن رئيس الجمهورية سعيه لتمثيل الشارع المنتفض في الحكومة.
وفي عين التينة، لفت زوار الرئيس بري إلى مساع جدية على الخط الحكومي، مشددين على ضرورة تشكيل حكومة قوية ومتفق على برنامج عملها.
وفي معلومات للـ NBN نقلا عن مصدر سياسي متابع لحركة المشاورات، أن ثمة ورقة فرنسية وضعت بأيدي المسؤولين، جاءت حصيلة اتصالات اجراها الرئيس ايمانويل ماكرون. وأشار المصدر إلى أن هناك تقاطعا بين أفكار الرئيس سعد الحريري والورقة الفرنسية التي تتضمن عناوين اصلاحية، ويمكن وصفها ببرنامج يبدأ بالإتفاق على تشكيل سريع لحكومة سميت GOUVERNEMENT DE MISSION.
وفي المعلومات أيضا، أن حراك الرئيس بري يقوم على إجراء اتصالات ومشاورات للاتفاق على برنامج اصلاحي موحد. وأكدت أن اللقاء بين رئيس مجلس النواب ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل غير مستبعد.
وفي الشأن الحكومي أيضا، برزت مواقف أميركية عبر عنها ديفيد هيل غداة زيارته لبيروت، بإشارته إلى أن الولايات المتحدة استطاعت أن تتعامل في السابق مع حكومات لبنانية كان فيها "حزب الله"، معتبرا أن السؤال هو عما إذا كانت ستكون هناك حكومة قادرة جديا على الاصلاحات.
أما إقتصاديا وماليا، الوضع لا يزال على حاله وصورة القادم من الأيام تبدو قاتمة، صورة عززها كلام نقل عن مصدر رسمي أكد فيه أن مصرف لبنان لا يستطيع مواصلة دعم الوقود والقمح والدواء لأكثر من الأشهر الثلاثة المقبلة. وإذا ما وصلنا فعلا إلى هذا السيناريو السوداوي، فإن ذلك يعني بحسب خبراء الإقتصاد مضاعفة أسعار السلع بشكل كبير ومتواصل، وفقدان المواطن جزءا من قدرته الشرائية، بما سيؤدي إلى تفاقم الجوع وما يستتبعه من فوضى إجتماعية.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"
في كل بيت عاشوراء، وفي كل قلب كربلاء. تحل الذكرى بعبرة وعبرة، تحيينا بتعاليمها، ونحييها بمعانيها ثورة وإيثارا، والتزاما بنهج سيد الشهداء الذي ضحى بنفسه وأهل بيته قرابين لكي ينجو الدين وتنجو الانسانية.
تحل عاشوراء هذا العام وسيف الامام الحسين ما زال يمتشقه المقاومون، ومنبره يعلوه العارفون، وراياته مرفوعة في كل ساحاتنا والميادين. ومراسم الإحياء برسم جديد يزيد من وهجها، وإن ضيقت الأوبئة على المحبين.
تحل عاشوراء هذا العام والتعاليم المأخوذة منها هي التضحية بمواكب حزننا لكي لا نحزن إمامنا باصابة المؤمنين بكورونا، وهم المصابون بالكثير من البلاءات، نحييها في بيوتنا وقلوبنا المعتصرة على الجموع الحسينية، المتطلعة إلى تعاليمها وأهدافها الحاضرة في كل بيت ومجلس رفعناه باسم سيد الشهداء.
نحييها هذا العام، وككل عام، مع حفيد الامام الحسين عليه السلام سيد المقاومين، السيد حسن نصرالله الذي يفتتح المجالس العاشورائية باطلالة عبر "المنار" عند الثامنة والنصف مساء.
عند السادسة من صباح الغد، يبدأ الاقفال العام لأسبوعين، ضمن خطة الدولة لمواجهة جائحة كورونا المستفحلة، والوضع على حاله بازدياد عداد المصابين، وعدم تجاوب المواطنين، واستخفاف بعض المعنيين.
سياسيا، ورغم جدية المعنيين، فلا جديد على خط تأليف الحكومة، ولا حسم في شكلها ولا اسم رئيسها إلى الآن، وإن كان الرئيس سعد الحريري- المرفوض من قبل "القوات اللبنانية" والذي لا يبدي "التيار الوطني الحر" حماسة له- هو أبرز الأسماء المطروحة.
وعلى العناوين المتفق عليها، تتواصل اللقاءات وتتفعل المشاورات على أعلى المستويات في الأيام المقبلة لتذليل العقبات، أملا بتحقيق اختراق قريب، عسى أن يحظى البلد بحكومة فاعلة، بعد أن فعلت كل أنواع الأزمات فعلها بالبلد وأهله.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"
قبل عشرة أيام من العودة المرتقبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان، يرتسم مشهد المواقف الحكومية داخليا على الشكل الآتي:
على مستوى الثنائي الشيعي، الرئيس نبيه بري أعلن بوضوح أنه يسمي سعد الحريري لرئاسة الحكومة، كاشفا أن الأخير ليست لديه شروط، وقائلا: من لديه غير الحريري حاليا فليقدمه. أما "حزب الله"، فأشار باسمه النائب محمد رعد إلى أن آخر وصف مطروح خارجيا هو حكومة مهمات مستقلة، لافتا إلى أن الحديث عن حكومة وحدة وطنية تجمع كل الأفرقاء يبدو أنه انسحب من التداول، في وقت كان النائب حسن فضل الله يكشف أن رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" التقى الرئيس الفرنسي مرتين.
على الخط "الاشتراكي"، صمت جنبلاطي، على وقع تسريبات عن رغبة بعدم عودة الحريري، يؤكد متابعون أنها لا تعبر عن موقف نهائي، على جري العادة.
أما "القوات" التي صار عنوان علاقتها بالحريري في المرحلة الأخيرة "بونجور حكيم"، فيبدو أنها ليست في وارد العودة عن رفض تسمية الحريري.
بالنسبة إلى "التيار الوطني الحر"، لا هم إلا تأليف حكومة منتجة وفاعلة وإصلاحية، كما قال جبران باسيل الأحد الفائت، مضيفا: أنا شخصيا منذ زمن لم أعد معنيا بالوزارة، ونحن في "التيار" غير راغبين أبدا، لا مباشرة ولا غير مباشرة، بالمشاركة بحكومة ليس فيها شروط الانتاجية والفعالية والإصلاح برئيسها وأعضائها وبرنامجها.
وبالوصول إلى الحريري، الذي لم يدل حتى الآن بموقف واضح لناحية الرفض أو القبول، فحديث عن ورقة "بيت وسطية" تتقاطع مع أخرى فرنسية، من دون تفاصيل.
هذا على خط القوى السياسية. أما رئاسيا، فتواصل مستمر بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب، في وقت شدد الرئيس ميشال عون اليوم على أنه يدعو ويسعى إلى مشاركة كفاءات تمثل صوت الشارع المنتفض في الحكومة الجديدة.
في كل الأحوال، الملف الحكومي مهم، لكنه ليس الأهم، لا بل تتلاشى أهميته بالمطلق، تماما كقيمة أي عنوان سياسي، أمام هول الألم. ألم من آخر مظاهره اليوم، مشهدا وداع: الأول لشاب في مقتبل العمر، والثاني لرب عائلة، يجسد رحيلهما كل آلام الشعب اللبناني، ليس فقط من جراء انفجار المرفأ، بل بفعل انفجار الإنسانية في قلب كل من كان السبب منذ ست سنوات وأكثر، وهو ما سيبينه التحقيق، وحكم القضاء.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"
... وفيما سماء السياسة ملبدة باليأس وانسداد الآفاق أمام الحلول الخلاقة التي من شأنها إخراج البلاد من الكوارث التي هي فيها، حرك الرئيس نبيه بري المستنقع الراكد بتوجهه أمس إلى بعبدا بتفويض مضمر من "حزب الله"، حاملا اسم الرئيس الحريري لترؤس الحكومة المقبلة، معتبرا إياه الورقة الذهبية الوحيدة والأخيرة للإنقاذ. وقد دعم بري منطقه بثلاثة جواكر: حكم المحكمة العلمي وغير المستفز، فشل تجربة حسان دياب ومن ورائه مشروع الثامن من آذار بقيادة "حزب الله"، وسمعة الرئيس الحريري وعلاقاته العربية والدولية.
وجاء الكلام الذي رمي بتنسيق زمني ذكي، عن تقاطع ايجابي بين الفرنسيين وبري ومن يمثل، ليصب في هذا التوجه. إذ حكي عن "ورقة السفير فوشيه" لإعطاء السيناريو طابعا تنفيذيا، علما بأن الورقة المذكورة، ليست فعليا سوى الرؤيا الفرنسية أو اقتراح الحل الذي وزعه الرئيس ماكرون على القادة السياسيين الأساسيين يوم التقاهم في قصر الصنوبر.
ويغيب الطابخون في الظلام أي رأي مرجح للبنانيين المنتفضين منذ 17 تشرين، وكأن هؤلاء استقالوا من مطالبهم بالتغيير، أو أن زلزال 4 آب أخرجهم من المعادلة، معيدا إلى الطبقة السياسية الكلمة الفصل في تقرير مصير لبنان.
في السياق يدعي موزعو سيناريو الحل، بأن الرئيس بري يحظى بموافقة الحريري، وهو سيحاول تسويقه لدى "حزب الله" والرئيس ميشال عون، بما يوحي وكأن الحريري يستميت للعودة إلى السرايا. كما تكلموا عن ورقة للحريري شبيهة بالورقة الفرنسية، فيما الحقيقة أن لا ورقة للحريري، وما يتداول به تحت هذا المسمى هي شروطه المعروفة للعودة. وقد أضاف اليها شرط تسليم سليم عياش قاتل والده إلى الدولة.
في الانتظار، كارثة الرابع من آب تتفاقم بفعل بطء الحلول، خصوصا لجهة إعادة الترميم والإعمار قبل فصل الأمطار. ويأتي الاجتياح الكارثي للكورونا ليزيد من ضيق اللبنانيين صحيا ومعيشيا، بعدما امتلأت المستشفيات وأعيد فرض إغلاق البلاد والأرزاق لمدة أسبوعين بدءا من الغد.
في الأثناء، جنازات ضحايا 4 آب تتوالى مجللة بالأسود كل المناطق، لكن المشهد الأكثر كسرا للقلوب تجسد اليوم في مشهد فتيان في الرابعة عشرة من العمر يحملون على أكتافهم نعش رفيقهم الياس الخوري ابن الرابعة عشرة، إلى مثواه الأخير، في لوحة سوريالية حزينة، بينما يزهو "ختيارية" الكوارث ويغرقون في كراسيهم يخططون لابتداع وسائل جديدة للموت، بعدما استنفدوا مخزون الأمونيوم.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"
لو كان هناك وكالة تصنيف سياسية دولية، فأين يصنف لبنان؟. وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني صنفت لبنان عند RD لاحتمال التعثر عن سداد إصدارات العملة الأجنبية طويلة المدى.
في السياسة، لبنان ليس أفضل حالا فهو متعثر عن الوفاء بما يعد به: يعد بحكومة اختصاصيين وخبراء فيأتي بحكومة مستشارين. يعد بإصلاحات فلا يحقق أيا منها. يعد بقضاء مستقل، وها هي التشكيلات القضائية تنام نوم أهل الكهف.
تقول "فيتش" إن تقدم لبنان في الإصلاح وإعادة هيكلة الديون، يتطلب تضافرا أكبر بين النخب السياسية والاقتصادية، لكن إذا كانت النخب السياسية مختلفة في ما بينها، فكيف ستتفق مع النخب الاقتصادية؟.
اليوم هناك فرصة فهل تتحقق؟.
مثلما هناك متهم واحد في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، هو سليم عياش، وفق ما حكمت المحكمة الدولية، يبدو أن هناك متقدما واحدا من المرشحين المفترضين لرئاسة الحكومة هو الرئيس سعد الحريري. وبالونات الإختبار تنحسر تباعا: فالأسماء السنية التي طرحت الأسبوع الفائت تختفي شيئا فشيئا، ولا مناورات من خلال استقبالات لشخصيات سنية لاستفزاز الحريري كما كان يحدث قبيل تكليف الرئيس حسان دياب. هذه المرة، ترف تضييع الوقت ممنوع لأن الجميع في الداخل مجبر بشروط ومهل خارجية:
فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يعود مطلع أيلول لمشاركة لبنان في الذكرى المئوية للبنان الكبير، ولا يعقل أن تحل الذكرى ويحل الضيف الكبير من دون حكومة جديدة أو على الأقل رئيس مكلف.
وهناك مجموعة من الزلازل لا تتيح تضييع الوقت، فهناك زلزال المرفأ وما خلفه من دمار. وهناك زلزال كورونا الذي ترتفع إصاباته بشكل مخيف. وهناك الزلزال النقدي والمالي حيث تتضاءل مقدرة مصرف لبنان على دعم الوقود والقمح والدواء، واليوم أعلن أنه غير قادر على ذلك لأكثر من ثلاثة أشهر.
إنطلاقا من هذه المعطيات شغلت المقرات محركاتها: العراب، وربما الإشبين السياسي، الرئيس نبيه بري، بدأ المشاورات قبل الإستشارات فزار الرئيس عون وسمى الرئيس الحريري، وكان نقاش مع رئيس الجمهورية واستمهال لثمان وأربعين ساعة، مر منها حتى الساعة ست وثلاثون ساعة، فهل ينضج الجواب في عين التينة غدا ويحمله رئيس "التيار" جبران باسيل من عين التينه إلى بعبدا؟.
الرئيس بري يدرك أن مهمته ليست سهلة، هو لا شك تذكر أنه في كانون الأول الفائت، وقبل تسمية الرئيس حسان دياب، أبدى استعداده لتأمين "لبن العصفور" للرئيس الحريري، لكن الظروف لم تكن متوافرة، فهل تتوافر اليوم؟.
الرئيس الحريري الصامت عن الكلام المباح، يفهم من أجوائه انه يضع مسبقا ثلاثة عناوين: الأول أن يقبل به شارع 17 تشرين وشارع 4 آب. والثاني أن يشكل حكومة من فريق عمل منسجم ووفق ما هو يراه، والعنوان الثالث أن تطلق يد الحكومة في العمل.
لكن ليس كل شيء داخلي، فبالإضافة إلى السقف الفرنسي الذي وضعه الرئيس ماكرون، هناك الشروط الذي تحدث عنها وكيل الخارجية الأميركية ديفيد هيل، في خلاصة زيارته للبنان، ومن أبرز ما خرج به من انطباعات أن القادة اللبنانيين يتجاهلون مسؤوليتهم المتمثلة بالاستجابة إلى احتياجات الناس، وقاوموا أي نوع من الإصلاحات الرئيسية العميقة المطلوبة، على غرار الشفافية والمساءلة، اللتين نطالب بهما مع أصدقاء لبنان الآخرين، ووضع حد للفساد المستشري في ذلك النظام الذي يخدم نفسه.
ومن الشروط التي تحدث عنها هيل: إذا تم تشكيل حكومة يهيمن عليها "حزب الله" أو يشارك فيها، سنضطر إلى مراجعة تغييرات عدة عن كثب، ولكننا نركز بشكل فعلي على أن تكون الحكومة قادرة على تحقيق ما يطالب به الشعب اللبناني لناحية التغيير.
في المحصلة، عوامل داخلية وخارجية تشير إلى أن التشكيل، بعد التسمية، ليس نزهة، والبداية من هذا الملف حيث رئيس الجمهورية غرد داعيا إلى مشاركة كفاءات تمثل صوت الشارع المنتفض، في الحكومة الجديدة.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"
اليوم تخرج الياس خوري من المدرسة، خمسة عشر يوما تحمل وجعها ابن الخمسة عشر عاما، حاصلا على شهادة عليا بلغت السماء. تلميذ "مدارس يسوع ومريم" زار ملاعبه وصفوفه، وحلق فوقها للمرة الأخيرة مرفوعا على أكف أصحاب الصبا، مشلوعا من قلوب الأهل والرفاق، تاركا ضحكته وديعة على جدران المدرسة. مراسم تشييعه كانت مسيلة للدموع، ساحبة للروح.
وحكاية المرفأ لم تزل تنزف ضحايا ومراسم حداد، آخرهم غسان حصروتي الذي صادق اهراءات القمح عاملا فيها ثمانية وثلاثين عاما، إلى أن ودعه ذووه اليوم في مأتم مهيب.
وعلى هذه الخسارة في الأرواح ودمار الممتلكات، فإن كل ما يرمم في السياسة لن يكون كما قبل الرابع من آب، وذلك مع شقوق مالية بدأت بالترجمة عمليا، فمصرف لبنان وفق وكالة "رويترز" لن يدعم الوقود والقمح والدواء أكثر من ثلاثة أشهر. أما وفقا لوكالات التصنيف الدولي، فإن مؤسسة "فيتش" العالمية، خفضت تصنيف سندات لبنان بالعملات الأجنبية إلى المرتبة ما قبل الأخيرة، وهي مرتبة التعثر المقيد.
وفوق هذه العلامات المتدنية ماليا، فإن مداولات مجلس إدارة صندوق النقد، وتبعا لمعلومات "الجديد"، وصفت لبنان بالدولة الهشة التي قد تتحول إلى دولة فاشلة. وقد أشار رئيس بعثة الصندوق إلى لبنان مارتن سريزولا، إلى غياب الاتفاق اللبناني على الإصلاحات بين المصالح المتنازعة، تلك المصالح لم تعد متنازعة في المال وحسب، بل عادت إلى تنازع وتحاصص وتشريك على القطع السياسية المتناثرة، وعلى توليف الحكومة قبل تأليفها.
وعلى دماء اهراءات بيروت، وفقدان دعم القمح، فإن المطحنة السياسية اشتغلت من غير اعتبار لكل ما سلف وسبق، ولكل الشهداء والجرحى والمنكوبين، وقبل ذلك لكل ثورة السابع عشر من تشرين التي أصبحت مكونا يقوده الشعب. لكن محركات الرئيسين ميشال عون ونبيه بري تجاوزت وجود هذه القوة المقررة، حيث جاءت دعوة رئيس الجمهورية إلى مشاركة كفاءات تمثل صوت الشارع المنتفض في الحكومة الجديدة، كمن يدعو ضيفا إلى وليمة عشاء، فيما أضحت الثورة هي تسونامي الناس الجارف الذي وجب استشارته وإشراكه كتحصيل حاصل، وضمن حكومة مستقلين ومحايدين لا متنكرين بثوب مدني.
لم يعد الحراك حراكا، بل بات وجودا استقر على اسم تشرين، ونبضه غير خاضع لتسوية بتوزير وحصة وتمثيل رمزي، ليتفرغ السياسيون إلى اقتطاع الحصص وتوزيعها على الأحلاف.
والتأليف قبل التكليف معركة تدور رحاها حاليا، من الإليزيه إلى المقار اللبنانية. وعلم أن الرئيس ايمانويل ماكرون أجرى اتصالات بمرجعيات سياسية في لبنان، حيث تقصى الحقائق من التوافق على ترشيح اسم الرئيس سعد الحريري، لكن ماكرون أبلغ أن "القوات" و"الاشتراكي" و"التيار" يعارضون عودة الحريري، ما سوف يعني أن الإجماع على اسمه غير مكتمل، وهذا سيحتم طرح خيارات بديلة منها ربما تأجيل زيارة ماكرون في أيلول لبيروت.
وبتأجيل أو تثبيت الزيارة، وباسم الحريري أو آخرين، فإن ماكرون وديفيد هيل والاوروبيين وضعوا خاريطة طريق لأي وزارة جديدة، وأعلنوها حكومة لا تشبه سابقاتها، على عاتقها بند تنفيذ الإصلاحات، تنال رضى الشارع، تمثل المجتمع المدني لا الزعماء، ب"حزب الله" أو من دونه.
ولا تستقيم هذه المواصفات مع "جائحة" عون وبري لتنظيم حكومة فيها كل الرعونة السياسية وكل فسادها. وإذا كانت سوف "تلبس" إلى سعد الحريري، فإن زعيم تيار "المستقبل" سيأتي مزنرا "بنيترات" سياسية متفجرة، وسيكون شريكا لمافيا حكم عائدة إلى قبضتها ما قبل السابع عشر من تشرين.
ولما وضع ماكرون وهيل مقادير الحكومة الجديدة، فإن الغرب أفقد القوى السياسية قدرتها على المناورة، وأسقط مطالبها بالحصص، وانتزع من ميشال عون الاستشارات وخطفها إلى صوبه في انتظار التوافق.
إنه سباق اليوم مع الوقت. وللمرة الأولى يدلي طلال أرسلان بعبارة مفيدة من عين التينة عندما قال إن الرهان على الوقت أصبح مكلفا. أما كلام سمير جعجع لمناسبة صدور قرار المحكمة الدولية، فلا هو مكلف ولم يعد يفيد، وهو إذا استخلص أن جريمة اغتيال رفيق الحريري ليست ببسيطة، فإن احدا في الجمهورية سيبادله التوصيف، وسيقول له: إن جريمة قتل رشيد كرامي أيضا لم تكن بسيطة. وإذا جعجع يعتبر أن المجرم في اغتيال الحريري طليقا، فإن المجرم في اغتيال كرامي.حر طليق خرج بعفو عام، وكاد أن يصل إلى رئاسة الجمهورية.