وقالت رئيسة لجنة مهرجانات بعلبك الدولية نايلة دي فريج ل "الوكالة الوطنية": "نحن في المهرجانات كلما كانت الصعوبات كبيرة، كلما زادت عزيمتنا وإصرارنا على أن نكمل مسيرتنا رغم الصعاب، وسنبقى صامدين ونؤدي رسالتنا الثقافية في بعلبك".
وتابعت: "هذه السنة كنا نحضر لمهرجان مصغر بسبب الأوضاع المالية ووضع البلد، كان من ضمنه حفلة أجنبية موسيقية مع الأوركسترا الوطنية الفرنسية تحية لبيتهوفن في ذكرى ميلاده ال 250، وكان هناك عمل لبناني كبير بمناسبة مئوية لبنان الكبير، ولكن توقف كل شيء بسبب كوفيد- 19 والمشاكل الصحية وحجر الناس في البيوت، وتوقف حركة الملاحة الجوية في المطار".
وأشارت إلى "أننا شهدنا العديد من المبادرات الثقافية والفنية من البيوت، وبث المعزوفات الموسيقية على اليوتيوب والفايسبوك ووسائل التواصل الاجتماعي، بينما نحن كنا نصر على إقامة حفل في بعلبك ولو من دون جمهور، لأن الوضع الصحي يمنع التجمعات، وعندما اتصل بنا المايسترو هاروت فازليان وقدم لنا مشروعه أعجبنا به، ووافقنا عليه، وخصوصا أن المشاركين كلهم متواجدون في لبنان، واتصلنا بوزارة الثقافة وبالكونسرفتوار لنتأكد أن الأوركسترا الفليهارمونية اللبنانية تستطيع المشاركة في العمل، وتابعنا سائر الاتصالات بكورس الأنطونية وتجاوب الأب توفيق معتوق سريعا، وكذلك تجاوب الأب خليل رحمة بسيدة اللويزة، وكورس الصوت العتيق، وزرنا فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الرئيس الفخري للمهرجان، وأخبرناه بالفكرة، وأبدى كل إيجابية وتشجيع".
وتابعت: "خلال الحفل هناك حوالى 20 دقيقة للأخوين أسامة وغدي الرحباني، ويتخلل العمل مقطع لغبريال يارد من فيلم جبران خليل جيران، ومشاركة للفنان رفيق علي أحمد، ورسوم طلبناها لأطفال بين عمر 5 و 10 سنوات، تبين رؤيتهم لمستقبل لبنان، أما السينوغرافيا التي يتخللها صور من الأرشيف وإبداعات بصرية فهي لجان لوي مانغي".
وختمت دي فريج: "العمل صوتي وبصري وفكرته استثنائية، والهاشتاغ للحفل علّي_ الصوت، أما اسم العمل "صوت الصمود" فهو للدلالة على هذه الصرخة الثقافية والفنية التي تؤكد أن هذا القطاع يجب ألا توقفه الصعاب والتحديات، وهو لا يموت، ولا بد من الإشارة إلى أن مشاركة كل الموسيقيين والفنانين والتقنيين والإعلام وشركات الإعلان بدون مقابل مالي، وهذا يظهر التضامن بين اللبنانيين في هذا القطاع الثقافي، ليس في مهرجانات بعلبك فحسب، بل على المستوى الوطني، ويجب أن يكمل قطاع الثقافة المشوار، فهو نبض لبنان وإبداع اللبنانيين".
فازليان
بدوره قال المايسترو فازليان: "كنا نعيش جميعا قبل أشهر تحت غيمة سوداء، ولم يكن أحد ير أملا، أنا شخصيا كنت على يقين بأن هذه الأزمة سنمر بها ويجب أن نتجاوزها، وعلى أحد أن يقوم بهذا الدفع أو الصدمة ليستعيد القلب نبضه، ومنذ اللحظة الأولى فكرت بأن هذا العمل في مهرجان بعلبك يجب ألا يكون مجرد حفل موسيقي، وإنما رسالة لكل اللبنانيين ولكل الناس في المنطقة، والآن وصلنا برسالتنا إلى كل العالم، بأنه نعم هناك حياة ثقافية موسيقية خلال وبعد كوفيد- 19، وهذه المعابد في بعلبك تقول لي اشتقنا ونريد أن نفرح ونغني ونرقص معك".
وأضاف: "نريد أن نثبت للعالم مجددا أن لبنان هذا البلد الذي يبدو نقطة على خريطة العالم، ولكن أفكار اللبنانيين وشغفهم الفني والثقافي، ورؤيتهم وصمودهم هو أكبر من مساحة بلدهم، إنه بحجم العالم، وهذه الرسالة يشارك فيها بالحفل الليلة 170 عازفا ومغنيا في الكورس، وهذا لم يحصل في العالم أجمع، ففي أوروبا يقدمون حفلات حاليا يشارك فيها بين 30 أو 40 شخصا، هذا أمر سهل، أنا أريد الصعب بهذه المشاركة الكبيرة مع مراعاة التباعد بين العازفين في الأوركسترا، كما نرى هنا في هذه المعابد، كان بإمكانهم بناء بيت صغير، ولكنهم بنوا قلعة استمرت بعظمتها".
وتابع: "أنا أحب وطني لبنان، وأريد أن تنطلق هذه الرسالة من وطني، بأننا كلبنانيين قادرون، أما لماذا الموسيقى، فلأنها أهم شيء في حياتنا، ترافقنا عند شعورنا بالحب، وفي أحزاننا وأفراحنا، ونصلي مع الموسيقى، لأنها تعطينا الأمل والفرحة لكي نحلم، ومن الجميل أن نحلم ونحول حلمنا إلى حقيقة، وقدمنا هذا العمل من دون مقابل لأن الرسالة أغلى بكثير من العائدات المالية" .
ورأى "أننا نكتب دليلا عن كيفية إقامة الحفلات في مثل هذه الظروف في ظل كوفيد- 19، وقد تمر أخطاء، ولكننا نستفيد في كل يوم من أخطائنا لنتجاوزها ونحقق الأفضل، وسنطبع هذا الدليل النموذج، الذي يبين ما فعلنا وأين أخطأنا وماذا يمكننا أن نفعل".
وختم المايسترو فازليان: "هذا العمل لم يكن ليبصر النور لو لم يكن هناك تضامن بيننا، وأحب أن أشكر رئيس الكونسرفتوار الأستاذ بسام سابا الذي أعطانا مع الأوركسترا هذه الفرصة، بل هذا الدفع المعنوي لإقامة هذا العمل، وأقول لكل اللبنانيين شاركونا الليلة عند الساعة التاسعة هذا المشوار، وخذوا هذه الرسالة وافرحوا، وأختم كما تعبر الفنانة جوليا بطرس انتصر لبنان".
أبو مرعي
وعن الإجراءات والتدابير الوقائية المعتمدة خلال التدريبات والحفل، قالت مديرة W. W. R. consulting تانيا أبو مرعي: "رؤية اللجنة المنظمة للحفل والمايسترو هاروت فازليان كانت تشدد على تطبيق أقصى المعايير المعتمدة من منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة العامة في مواجهة كوفيد- 19، في كل التدريبات، وكذلك ستطبق الليلة خلال الحفل، للالتزام بشروط سبل الوقاية من قياس للحرارة، والتأكد بأن الجميع لا يعانون من أي عوارض أو مشاكل صحية، والتشدد بارتداء الكمامات، مع مراعاة التباعد الاجتماعي".
هذا ويشارك فريق طبي وتمريضي من الجامعة اللبنانية الأميركية في قياس الحرارة عند المدخل، وتوزيع الكمامات، والتأكد من الالتزام بالتدابير الوقائية.