الراعي: مجتمعنا اللبناني يعاني من الحقد وكأنه لم يتعلم من الماضي

الراعي: مجتمعنا اللبناني يعاني من الحقد وكأنه لم يتعلم من الماضي
الراعي: مجتمعنا اللبناني يعاني من الحقد وكأنه لم يتعلم من الماضي

بارك البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد ظهر اليوم، مسيرة القربان المقدس التي انطلقت من كنيسة الصرح البطريركي في بكركي ومرت بكافة رعايا مدينة جونيه بتنظيم من كهنة الرعايا، لمناسبة عيد القربان المقدس.

 

وبعد رفع الصلاة والسجود امام القربان القى الراعي تأملا قال فيه:" يا رب نحن اليوم في عيد القربان المقدس الذي أردته أن يكون معنا في كل مكان وكل زمان، نجدد إيماننا بحضورك وبوجودك معنا كرفيق درب، ونجدد إيماننا بحبك اللامتناهي ورحمتك، لذلك وفي دموع عالمنا الذي نعيشه اليوم وفي مشاكلنا العالمية والوطنية، نلتجأ اليك بصرخة كل العالم، وصرختنا بنوع خاص من لبنان، فالعالم كله معذب فتكت فيه جائحة كورونا، وشلت كل الحركة وزادت الفقر والجوع والمرض، لذلك نحن نلتجىء اليك في هذا الزياح المقدس، ومن كنيسة الى كنيسة في ظل ظروف منعتنا من إقامة الاحتفال المعهود، والسبب هو فيروس كورونا".

 

واضاف: "ولكن اليوم نستعيض عن الاحتفال بالمرور أمام الكنائس وصولا الى جونيه، ونعتبر هذه المحطات التي نمشيها سويا، محطات لكل لبنان والعالم، فالكثير من الناس يحملون الوجع والمعاناة، ولكن نحن نقول لك يا رب أن العالم تعب، لذا نلتمس منك إبادة هذا الفيروس، وأن يتعظ العالم ويقرأ علامات الأزمنة ويعرف الناس معنى حياتهم ووجودهم. أنت الذي علمتنا أن لا قوة أمام قوتك، لا سلاح ولا مال ولا سلطة، فنلتمس منك أن تمس قلوب الخطأة والأشرار".

 

وتابع: "ونحن في وطننا لبنان، في هذه الأرض التي آمنت بك والغنية بكنيستك والتي هي جزء من الأراضي المقدسة والتي وطأتها أنت بأقدامك البشرية، نلتمس منك في هذا الوقت الذي يعاني منه مجتمعنا اللبناني من الحقد، وكأنه لم يتعلم من الماضي، نلتمس أن تعطينا نعمة المحبة. نحن نعلن ايماننا بك يا رب لأنك أداة الوحدة وعلامة الوحدة. وكلما رأينا جسدك في القربان نتذكر أن القربانة كانت حبة قمح جُمعت وطُحنت وخُبزت فصارت القربانة، وكذلك الخمر، فأنت يا رب علامة الوحدة وينبوع الوحدة، لذا نطلب منك أن تساعد شعبك ليتحلى بالشجاعة لتخطي الخلافات والأزمات، ونبتهل اليك في سر القربان الذي فيه علمتنا كيفية مرضاة الآب السماوي، ولكن اليوم معظم العالم وضعت الله جانبا واستغنت عنه، فعلمنا جميعا سر التقوى ومرضاة الله".

 

وختم: "وأخيرا يا رب في زمن الجوع، وكما قلت لنا أن الجوع الحقيقي هو الجوع الروحي والجوع الى جسدك الوليمة المقدسة لكل الناس، مهما تنوعت اختلافاتنا وانتماءاتنا الوطنية والسياسية. نضع اليوم جميع هذه النوايا في قلبك المقدس فاقبلها صلاة بإسم الجميع، لك المجد الى الأبد".

 

ومساء احتفل الراعي برتبة السجود للقربان المقدس في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى