أكد المدير التنفيذي لمؤسسة “رينه معوض” النائب ميشال معوض أن قصة المؤسسة قصة إيمان حوّلت فاجعة استشهاد الرئيس رينه معوض إلى مؤسسة حملت قضية الانسان في لبنان “تيبقى اللبناني بأرضو”، وقصة ايمان يكسر واقع الإحباط واليأس والاستسلام ويحول الصعوبات والتحديات الى رؤية وفعل وإنماء، فعل إيمان بلبنان، لبنان الانسان، لبنان الأرض، لبنان الوطن الذي لن نتخلى عنه، فعل إيمان بالإنسان اللبناني الذي برهن في كل انحاء العالم من اميركا الى استراليا انه حين يعطى الحماية والفرصة وتتأمن له البيئة المناسبة يحقق الإنجازات ويكتب قصص نجاح استثنائية”.
وأعلن في العشاء السنوي للمؤسسة الذي أقيم تحت عنوان “تيبقى اللبناني بأرضو” بمشاركة حاشدة، ان “رسالتنا في مؤسسة رينه معوض حماية الانسان في لبنان واعطائه الفرصة كي يعيش بكرامة وينجح في بلده، بين اهله “تيبقى اللبناني بأرضو”.
وذكر معوض ان الناس يسألوه في الجنوب والبقاع والجبل وكسروان وجبيل وغيرها: “لماذا تعملون كمؤسسة رينه معوض وتنفذون مشاريع لدينا”، مضيفًا: “تعرفون لماذا يسألونني ذلك؟ لأن اللبنانيين اعتادوا ان كل طرف يعمل في منطقته، لطائفته ولمصالحه، فيما أفخر أن مؤسسة رينه معوض كسرت هذه المعادلة، وكافة الحواجز السياسية والمناطقية والطائفية، ففي مؤسسة رينه معوض طائفتنا لبنان وكافة مناطق لبنان ولا نقبل تجزئة الانسان في لبنان”.
وذكر معوض: “من رميش إلى عكار ومن بيروت إلى عرسال استفاد من مشاريعنا أكثر من 365 ألف انسان في سنة 2018، حيث تابعنا نماذج من مشاريعنا التي تغير في كل يوم حياة آلاف اللبنانيين، وهذا كله بفضل الشركاء والداعمين من المؤسسات الدولية والقطاع الخاص اللبناني والانتشار اللبناني والسلطات المحلية وكل الاعلام، وطبًعا بجهد فريق عمل مؤسسة رينه معوض الذي يضم 220 شابًا وشابة يؤمنون بقضيتنا ويحملون رسالتنا”.
معوض لفت الى انه “على الرغم من أهمية ما تنفذه المؤسسة فإنها ليست مجرد مشاريع تنفذها بخبرة واحتراف بل تحمل رؤية تنموية واستراتيجية واضحة لتطبيقها، رؤية مبنية على حماية الفئات الأكثر ضعفاً في مجتمعنا، مثل تأمين الدعم المدرسي للأطفال العاملين لكن همنا في التعامل مع هذه الفئات وغيرها تأمين ضمانة الاستمرارية وديمومة النتائج”، مواصلًا: “فلسفتنا تدريبهم على الصيد واعطائهم صنارة كي يصبحوا منتجين ويحفظوا كرامتهم وليس تقديم سمكة تشبعهم ليوم لكن تبقيهم جوعى في بقية الأيام”.
وشرح معوض تفاصيل مشروعين يفصّلان بالعمق كيفية عمل المؤسسة وتفكيرها:
الأول تنفيذ مشروع ترميم مرفأ الصيادين في جونية الممول من الـUSAID بقيمة بلغت حوالى 237 ألف دولار، والذي يطال مباشرةً حوالى 100 عائلة لا تملك مدخولًا الا من الصيد السمك، لكن عمليا وعلى أرض الواقع تضاعف هذا المبلغ: أولًا لأنه شجع البلدية على إضافة مبلغ على مبلغ الـUSAID، اما ثانيًا والاهم الى جانب ترميم المرفأ وتجهيز مشغل كي يرمم الصيادون بأيديهم قوارب وشبكات الصيد فإن المشروع أنجز مطبخًا صناعيًا للـcatering ورمم قوارب للسياحة ووظف 15 شخصًا، معظمهم سيدات من عائلات الصيادين ما يؤمن مدخولا إضافيا يوميا ودائما للصيادين ويمول صندوق تعاونيتين. وأوضح انه “في النتيجة فإن مجموع المستفيدين من الخدمات الجديدة في هذا المشروع يفوق 29 ألف شخص: من صيد السمك وبيعه، من رحلات القوارب من مرفأ جونية، من تصليح القوارب والخدمات المتصلة فيها وغيرها…”، مؤكدًا ان “الخلاصة ليست في تنفيذ المشروع انما الأساس في تحريك دورة اقتصادية متكاملة بمبلغ يعد نسبيًا ضئيلًا جدًا”.
اما المشروع الثاني الذي تحدث عنه معوض فهو “مشروع دعم تصدير البطاطا اللبنانية لدول الاتحاد الأوروبي بتمويل من دولة هولندا التي دفعت مشكورةً نحو مليون دولار”. ولفت الى انه بموجب اتفاق مع الاتحاد الأوروبي يحق للبنان تصدير 50 ألف طن من البطاطا سنويا من دون دفع رسوم جمركية عليها لكن قبل هذا المشروع لم يكن لبنان يصدر حتى كيلو واحدًا من البطاطا الى دول الاتحاد الأوروبي لأن انتاج المزارعين اللبنانيين لم يكن بالنوعية المطلوبة ولا بالمواصفات الأوروبية. فقامت “مؤسسة رينه معوض” بتدريب المزارعين حتى طوّروا انتاجهم وأمنت الأسواق الأوروبية المطلوبة لتصريف الإنتاج.
واكد ان النتيجة كانت في السنة الأولى (2018) تصدير 20 طن بطاطا كخطوة نموذجية، اما في الـ2019 فسيصل الرقم الى 200 طن مع خطة تصاعدية تصل عام 2020 الى ألف طن، وعام 2021 الى 3000 طن، وعام 2022 الى 5000 طن وابتداءً من عام 2023 أكثر من 10 آلاف طن، وبالتالي فإن “مؤسسة رينه معوض” لم تعطِ المزارعين سمكة انما علمتهم ودربتهم لتقديم افضل إنتاج وأمنت لهم الأسواق وأصبحوا يعرفون كيفية التصدير عمليًا، وهذا الطريق الوحيد لتطوير القطاع الزراعي في لبنان لتغيير المنطق السائد من “كيف نريد تصريف انتاجنا الى كيف نريد تطوير انتاجنا كي تفتَح له الأسواق العالمية”.
وشدد معوض على ان هذين المثلين يؤكدان ان طبيعة المشاريع واهميتها تكمن في خلق دورة اقتصادية لا ينتهي مفعولها مع انتهاء تنفيذ المشروع، انما يستمر وتتضاعف نتائجه وبالتالي تتحقق التنمية المستدامة.
وأشار الى ان استراتيجية المؤسسة بنيت على خلق إطار شفاف ومحترف: شفاف لبناء الثقة ومحترف لبناء القدرة على التنفيذ، معتبرا ان هذا الإطار الشفاف والمحترف أسّس لشراكة استراتيجية مع المؤسسات الدولية المانحة من جهة، والقطاع الخاص اللبناني من جهة ثانية، الانتشار اللبناني، والسلطات المحلية والمجتمع الأهلي، وكذلك الإعلام اللبناني كشريك دائم.
وشدد معوض على ان هذه الشراكة التي اثبتت فعاليتها ونجاحها غيّرت واقع حياة اشخاص وعائلات ومجتمعات وقرى وبلدات، واهمية العشاء السنوي الثالث انه يشكل أحد أبرز عناوين هذه الشراكة وتحديداً مع القطاع الخاص اللبناني. وتوجه الى القطاع الخاص قائلًا: “أنتم القطاع الخاص بإعلان ثقتكم وتقديم الدعم لمؤسسة رينه معوض ساهمتم كشركاء أساسيين برفع عدد المستفيدين من 95 ألف شخص عام 2016 الى 365 ألف شخص سنة 2018 والخير لقدام”!
وأضاف: “كل مساهمة قدمتموها استطعنا استثمارها مع المؤسسات الدولية المانحة كي نضاعف مساهمتها في المشاريع التنموية معنا، وباسم الـ 365 ألف مستفيد أتوجه لكم بالشكر من القلب، شكرا لشراكتكم وشكرا ولمساهمتكم التي تكبر سنة بعد سنة رغم كل الظروف الاقتصادية والمالية التي تعانون منها كما يعاني منها البلد، واقدّر هذه السنة خصوصًا انه بدلاً من ان تترددوا زدتم دعمكم لنا، شكراً لثقتكم بمؤسسة رينه معوض”.
وختم معوض: “أوجه شكرًا خاصًا لمن بنت المؤسسة على اكتافها وواجهت كل التحديات ولولاها لما كنا هنا اليوم، شكر خاص لرئيستنا نايلة معوض التي آمنت وضحت ولم تقبل ان يذهب استشهاد رينه معوض هدرًا، فحولته الى فعل ايمان حقيقي بلبنان وبالإنسان تيبقى اللبناني بأرضو”.