هلع من المصنع إلى صور بسبب كورونا.. و”الصحة” تُسلّمها لـ”الحزب”!

هلع من المصنع إلى صور بسبب كورونا.. و”الصحة” تُسلّمها لـ”الحزب”!
هلع من المصنع إلى صور بسبب كورونا.. و”الصحة” تُسلّمها لـ”الحزب”!

قدوم 400 طالب لبناني من ايران الى لبنان عن طريق المصنع اثار حالة من الهلع من مجدل عنجر الى صور ،في ظل “تكتم” من وزارة الصحة وتسليمها الامر الى “حزب الله” في حين يرتفع عداد المصابين بالكورونا في لبنان مع قصور في مكافحة المرض لاسباب عدة.

على إثر قرار وزير الأشغال ميشال نجار بتوقيف الملاحة الجوية بين مطاري بيروت وايران، تعطلت الرحلات الجوية بين طهران وبيروت، فعاد “الوهج” هذه المرة الى بوابة المصنع الحدودية بين لبنان وسوريا ليس نقل مقاتلي “حزب الله” الى الداخل السوري بل لنقل ما بين 400 و700 طالب لبناني يقيمون في إيران للدراسة الدينية او الجامعية. وما إنتشر الخبر ومع وصول الدفعة الاولى من هؤلاء والبالغة 55 طالباً عن طريق نقطة المصنع حتى دب “الهلع” في نفوس وعقول البقاعيين والجنوبيين مروراً بالعاصمة بيروت وضاحيتها. وما يثير الاستغراب والخوف في الوقت نفسه، تكتم وزارة “الصحة” عن حالة هؤلاء وتوقيت عودتهم جميعاً والعدد الحقيقي لهم وتحصر الملف بيد “حزب الله” الذي يعتم بشكل كامل على الموضوع.

“قنابل بشرية” موقوتة!

ويصر “حزب الله” على حصر كل ما يتعلق بالملف الايراني به ولا يسمح لأحد بالتدخل في اي تفصيل ايراني في لبنان. وتؤكد اوساط متابعة ان لبنان مقبل على “إنفجار” “كوروني” خطير مع الدخول التدريجي لـ400 طالب لبناني يقيمون في إيران للدراسة وهؤلاء وصل منهم 55 منذ يومين الى نقطة العبور الحدودية البرية المصنع وآتين من طهران الى الى دمشق عبر مطاري البلدين. وفي اسئلة محيرة ولا أجوبة لها، تؤكد الاوساط ان ما يثير الاستغراب عن سبب عودة هذا العدد الكبير من لبنانيين إيران دفعة واحدة ولو عبر التدرج في الوصول؟ وتشير الى ان السؤال الرئيسي هو : هل تكفي الإجراءات المتواضعة التي قام بها الامن العام بالتعاون مع موظفي واطباء وزارة الصحة على المصنع؟ وهل فعلاً لا يتضمن هذا العدد الكبير من الطلاب اي إصابة بالكورونا وخصوصاً ان معظم الطلاب ولا سيما الذين يتابعون العلوم الدينية يتمركزون في قم؟

والسؤال الاخطر وفق الاوساط هو المتابعة لهؤلاء الطلاب بعد وصولهم، وخصوصاً ان المنطق الطبيعي للامور ان يخضعوا للحجر الصحي والعزل الالزامي للتأكد من عدم حضانتهم للفيروس ونقله الى اقربائهم والمحيط العائلي ولا سيما أنهم يتوزعون بطبيعة الحال على الضاحية والبقاع والجنوب؟

“الصحة” آخر من يعلم!

ومن الطبيعي في ملف صحي خطير كهذا ان يتم التواصل مع وزارة الصحة ووزيرها الذي استبق وصول الطلاب الـ55 الى المصنع بجولة تفقدية و”ردح” ما ردحه عن الاجراءات وان الصحة وموظيفها يقومون بما يلزم! وفي حين تردد ان الدفعة الاولى من العائدين هم طلاب يدرسون في الجامعات الإيرانية، وعادوا الى البلاد بعد إقفال جامعاتهم، دعت السفارة اللبنانية في ايران أبناء الجالية اللبنانية المتواجدين في مختلف المحافظات والمدن الايرانية لتوخي أقصى درجات الحذر واتباع الارشادات الطبية والصحية التي تعلن عنها وزارة الصحة الايرانية ومنظمة الصحة العالمية. ولفتت انتباه اللبنانيين في ايران الراغبين بالعودة الى لبنان الى أن الرحلتين القادمتين مباشرة من طهران الى بيروت ستكونان يومي الاثنين 2 آذار والاربعاء 4 آذار. والمفاجىء في كل ما تقدم ان وزارة “الصحة” ولدى تواصل “جنوبية”، معها اكد مسؤول فيها ان ملف العائدين وكل ما يتعلق به من معلومات هو ملك “حزب الله” حصراً ونحن كوزارة مهمتنا تأمين الاجراءات الصحية اللازمة والتأكد من خلو اي من العائدين من “كورونا” وليس لنا شأن آخر!

أهالي في قرى العباسية و طورا وأرزون و شحور و صريفا طلبوا من المجالس البلدية في هذه البلدات متابعة حالات العائدين و فرض عليهم الحجر المنزلي و لو بالقوة

 في المقابل تؤكد الاوساط ان “حزب الله” يتكتم حول هذا الملف وبالتالي يكتنفه التعتيم الاعلامي وعبر مواقع التواصل الاجتماعي كذلك يتم التعتيم عن اسماء الوافدين وقراهم. ومعلوم ان عدد الطلاب اللبنانيين في الجامعات وفي الحوزات الدينية لا يتجاوز 1000 طالب بالاضافة الى وجود بعض طالبي العلوم الدينية مع زوجاتهم واولادهم ويتمركزون في جلهم في قم التي تعتبر المنطقة الايرانية الاولى الموبوءة بـ”كورونا”.

من البقاع

وما إن أشيع خبر وصول باصات قادمة من مطار دمشق تنقل عائدين لبنانيين من ايران عبر نقطة المصنع الحدودية حتى دب الرعب عند البقاعيين، فتصاعدت أصوات تُحذر من استمرار سياسة اللامبالاة، ما دفع رؤوساء بلديات القرى المجاورة لرفع الصوت والتحذير.

على إعتبار أن نقطة المصنع تشكل لأبناء مجدل عنجر والصويري مصدر عيش. ما دفع ناشطون واعلاميون الدخول الى مركز الأمن العام حيث يتم استقبال الوافدين وختم تأشيرات دخولهم، والكشف عن الاجراءات الوقائية التي تقوم بها وزارة الصحة، ليتبين أن الأمن العام هو من قام بتجهيز غرفتين للحجر وعيادة لطبيب الوزارة المناوب وتأمين سيارة اسعاف تابعة للأمن العام، حتى أن المسكات والمعقمات لم تقدمها وزارة الصحة، انما تم تأمينها من مديرية الأمن العام، بحسب ما أكد مصدر أمني، ولفت الى أن مهمة مندوبي وزارة الصحة والمتطوعين تنحصر في أخذ قياس حرارة الوافد.

الخوف طاغ

ربما لا تجد موظف أو عنصر في الأمن العام اللبناني أو موظف ومعقب معاملات وصرافين لا يعبّرون عن تخوفهم من التقاط عدوى “كورونا”، بعدما تحول العائدون اللبنانيون من الجمهورية الاسلامية الايرانية الى مطار دمشق الدولي ومنه الى لبنان، وعلمت “مناشير” من مصادر أن عدد الوافدين الى لبنان من ايران قد يصل الى 700 وافد، منهم 400 طالب كانوا في جامعات ايران بعدما اقفلت ايران جامعاتها ومدارسها عادوا الى لبنان. هكذا وضعت حكومة دياب نفسها أمام خيارين بمثابة الإعدام العلني للبنانيين، اما بقاء لبنانيين بعيداً من وطنهم وأهلهم، واما العودة والسماح لهم باختلاطهم مع ذويهم ونقل عدوى مرجحة، لتتملص من استحداث خيار ثالث في تجهيز أبنية مستشفيات أو مدارس موجودة أساساً في العديد من المناطق اللبنانية ولم يتم افتتاحها.

بلبلة لدى عناصر الامن العام

أما المشهد الأكثر إثارة حالة “الهلع” وسط موظفي الأمن العام فور اكتشافهم أن من ينجزون تأشيراتهم هم زوار وطلاب كانوا في قم الايرانية. ما ادى الى بلبلة بين الموظفين، سرعان ما انتقل الخوف الى العاملين في محيط مركز المصنع ما أثار بلبلة بينهم وعن الامكانات اللوجيستيه المتوفرة لدى عناصر الأمن العام تمنع انتقال الفيروس بحال كان أحد العائدين يحمله. وأكد مصدر أمني متابع لـ”مناشير”، أن عدد الذين دخلوا الى لبنان 55 طالباً وثلاثة أشخاص كانوا كلهم في ايران”، يقترح الموظف في الامن العام لأن الاجراءات غير كافية، يفترض أن تكون الالية تأمين مركز للعزل، ينقل اليه العائدون من الدول التي يتفشى فيها الوباء مباشرة، من دون احتكاكهم بعناصر الامن العام او المواطنين” . وقال” كل ما يمكننا فعله ومخولون عمله هو أخذ حرارة الوافدين الفحص العادي، وتعبئة استمارة قدمتها الوزارة لنا، لكل وافد بعد أخذ حرارته والتأكد أن الحرارة طبيعية، بعدها يطلب منه عزل نفسه في المنزل اسبوعين، واخذ كامل بينات هوياتهم واقاماتهم وارقام هواتفهم”. وتابع المصدر” ليس لدينا معلومات مسبقة أن هناك وافدين من ايران قادمون من مطار دمشق، نحاول قدر الامكان الاسراع في انجاز معاملات دخولهم لتخفيف الاحتكاك بين العناصر والقادمين”.

عراجي

وأكد رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي، لـ”مناشير” أن العزل الذاتي المنزلي غير كاف في بعض الحالات، وأشار الى أنه قام بجولة تفقدية في مطار رفيق الحريري الدولي على أجهزة السكانر، وكذلك في المصنع وتبين أن هذه الاجراءات محدودة، ان من حيث الوقاية خاصة في موضوع التعقيم الدوري للأجسام المسطحة، وأن المتطوعين والموظفين العاديين غير كافيين لا يفون بالغرض، بل نحتاج اضافة اليهم اشخاص اختصاصيين”، وعن عودة اللبنانيين من ايران، قال عراجي “هؤولاء مواطنون لبنانيون من حقهم العودة الى بلادهم، حتى ان كان لبناني مصاب في اي دولة في العالم مجبرة حكومته أن تقدم له العلاج”.

مسؤول في وزارة الصحة: ملف العائدين وكل ما يتعلق به من معلومات هو ملك “حزب الله” حصراً ونحن كوزارة مهمتنا تأمين الاجراءات الصحية اللازمة والتأكد من خلو اي من العائدين من “كورونا

وقال: “يجب على الحكومة أن تستحدث مراكز للحجر والعزل، في اماكن لا تشكل حالة ازدحام، وقال خلال اجتماع لجنة الصحة والهيئات الطبية والصحية واختصاصيين، “تقدمنا توصيات لوزير الصحة، كلها علمية خالية من أي شيء سياسي وتصب في مصلحة الوقاية من الفيروس، توصية بضرورة تأهيل مباني لمستشفيات منها مبنى مستشفى مشغرة في البقاع الغربي ليتم استخدامه للحجر بدلاً من أن تبقى شاغرة، وهناك مباني في مناطق اخرى تحتاج فقط للتأهيل من مستلزمات الحجر فقط، وعند ثبوت اية حالة يتم نقلها الى مستشفى الحريري الجامعي، توصية بضرورة الزام المدارس بكيفية الوقاية ومكافحة الانتشار، حتى رفعنا توصية بخصوص الاعلام والزام وسائل الاعلام باعتماد الارشادات للمواطنين بشكل مكثف”. وأمل أن تسارع الحكومة لتبني هذه التوصيات بأسرع وقت ممكن الوضع لا يحتاج الى التسويف والانتظار”.

بلدية مجدل عنجر

وانطلق رئيس بلدية مجدل عنجر سعيد ياسين ينطلق أن معبر المصنع يقع عقارينا في خراج المجدل ويشكل لأبنائنا مصدر عيشهم الأساسي، وقال :”أبناء البلدة، يشكلون 90 في المئة من الموظفين والعاملين والصرافين والمعقبين في منطقة المصنع، ومهددين من انتقال الفيروس عبر أي قادم”. وقال ياسين” نطالب الوزارات المعنية الاستنفار وتحديداً وزارة الصحة لأن ترفع من نسبة جهوزيتها وامكاناتها في نقطة المصنع، وأن تؤمن المعقمات الميدانية، للكراسي في الباحة وللكنتوارات والجدران وأي جسم معرض للمس من قبل الوافدين، خاصة الاجسام المسطحة لأنها الاكثر قدرة على الاحتفاظ بالفيروس لوقت اطول، وأن يتم رش محيط المركز بشكل دوري. واستحداث نقطة بين مركزي الامن العام السوري واللبناني، ليتم تزويد الوافدين قبيل دخولهم لبنان المعقمات والكمامات”.

وكانت بلديات وناشطون أصدروا بياناً طالبوا فيه وزارة الصحة القيام بواجبها وبتقدير الوضع جيداً وتأمين كل ما يلزم والا سنضطر الاعتصام لعدم دخول اي شخص عبر المصنع أت من ايران. وطالب العاملين في المصنع معقبي معاملات وصرافين التقيد بالارشادات الصحية”.

 صور

وفي صور وعلى أثر خبر وصول طلاب وزوار من إيران إلى لبنان عبر معبر المصنع البري مع سوريا، اورد موقع “تيروس” ان أهالي في قرى العباسية و طورا وأرزون و شحور و صريفا قد طلبوا من المجالس البلدية في هذه البلدات متابعة حالات العائدين و فرض عليهم الحجر المنزلي و لو بالقوة.

عراجي: العزل الذاتي المنزلي غير كاف في بعض الحالات وإجراءات مطار رفيق الحريري الدولي والمصنع محدودة من حيث الوقاية خاصة في موضوع التعقيم الدوري للأجسام المسطحة

ونقل عن الاهالي ان في حال لم تقم البلديات بذلك، فإنهم سيعتصمون أمام المقار البلدية مطالبون الوزارات المعنية بتنفيذ الحجر في مستشفى الحريري الحكومي. ويقول الاهالي ان :”صحة ابنائنا أهم اليوم من أي اعتبارات و كان الأجدى بالدولة الإيرانية و الدولة اللبنانية الإتفاق على معالجة الحالات المصابة في اماكن تواجدها، لا إرسالها لنقل العدوى إلى الناس”. وابدوا استغرابهم لماذا لا يتم إعادة المصاب الايراني الى بلاده؟

 

 

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى