عاد رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط من باريس حيث كان في زيارة خاصة، أجرى خلالها بعض الاتصالات البعيدة من الاضواء على رغم الطابع العائلي للزيارة. وتفيد مصادر قريبة من الزعيم الدرزي “المركزية” انه جد متشائم في هذه المرحلة ومنزعج من الوضع الذي وصلت اليه البلاد، وهو ما يظهر جلياً في تغريداته شبه اليومية، التي لا يوفّر فيها احداً من سهامه باستثناء الرئيس سعد الحريري. ويرى وفق ما تشير الاوساط ان الحل بالترقيع لم يعد ممكناً ولا بدّ من حل جذري ومن اجراء تغيير شامل.
في الموازاة، تشير اوساط نيابية في “اللقاء الديمقراطي” الى ان جنبلاط، الذي اختار منذ انطلاق ثورة 17 تشرين عدم المشاركة في الحكومة والوقوف مع مطالب الثوار، ومعه بعض القوى السياسية كالقوات اللبنانية و”المستقبل”، يميل الى إجراء انتخابات نيابية ورئاسية مبكرة “لأن السلطة السياسية فشلت، والثورة اندلعت من أجل التغيير، تغيرت الحكومة بغض النظر عن شكلها، وتبقى النيابة ورئاسة الجمهورية”.
وتؤكد الاوساط “أن العهد فشل بامتياز والاعلان عن بدأ التنقيب عن النفط لن ينقذه”، لافتة “إلى ان احتمال وجود غاز او نفط هي 22 في المئة ولن نتمكن من الاستفادة منه قبل عشر سنوات، هذا في حال تبين ان لدينا نفط، آنذاك واذا استمر الحكم على هذا المنوال سيكون لبنان انتهى “، مشيراً إلى “أن لدينا سنتين تنقيب وتفتيش عن وجود النفط من عدمه، فإذا وجد النفط يبدأ التحضير للاستخراج من تغيير آليات وبناء محطات، القصة طويلة”.
وتشدد الاوساط في “اللقاء الديمقراطي” على “أن انزعاج جنبلاط وتشاؤمه في محله، فالوضع المحلي غير مريح، البلد يُفلس، والعهد يقوم بالاحتفال بباخرة التنقيب عن النفط، فولكلور، ويجير الانجاز لتياره السياسي، ويغيّب دور قطاع البترول الذي له الجهد في التحضير طوال هذه الفترة، كما يغيّب مجلس النواب كليا، رغم انه قدم العديد من التشريعات في هذا الاطار، ومنها قانون محاربة الفساد في القطاع، وناقش التنقيب في البر ايضا وليس في البحر فقط”، لافتة الى ان “الناس في مكان آخر، منهمكة في كيفية الحصول على اموالها وكيف تحافظ على وظيفتها وعملها ومدارس اولادها وطبابتها وكيف ستواجه الكورونا”.
واعتبرت الاوساط من جهة أخرى، “ان الموضوع يدخل في إطار الخيارات السياسية، إذ لا يمكننا ان نتخذ خيارات سياسية معينة ومن ثم نطلب من المجتمع الدولي ان يقف الى جانبنا، ونطلب استشارة دولية من صندوق النقد الدولي، ثم نكلف استشاريا قانونيا وآخر ماليا وندفع له. فلماذا استشارة الصندوق؟ الامين العام لحزب الله كان واضحا بأنه لا يريد صندوق النقد الدولي، ولكن ما البديل؟ لم يقدم احد بديلا. شكّلت الحكومة خلية ازمة، وننتظر الخطة التي ستقدمها والاجراءات التي ستتخذها. لكن اي اجراء او خطة لا تتضمن ضخا ماليا في البلد سنراوح مكاننا”، مشددة على “أننا نعاني من خلل مالي كبير لا شيء يمكن تعويضه الا ضخ أموال من الخارج. لا يمكننا اتخاذ خيارات سياسية معينة، ونشتم ونهاجم الجميع ومن ثم نطلب مساعدتهم”.
هناك من لا يشعر ان البلد افلس، وما زال يتعاطى فقط في موضوع السلطة، ويكابر، تختم الاوساط.
إلى ذلك، يزور رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” في النصف الاخير من آذار موسكو وسط معلومات عن تغييرات في المنطقة انطلاقاً من الازمة السورية التي تقول اوساط دبلوماسية انها قد تشهد تطورات بعد المواجهات في منطقة ادلب.