أكد الرئيس فؤاد السنيورة في حوار مع إذاعة “صوت العرب” القاهرية، ان “الرئيس سعد الحريري كان أول المستجيبين لمطالب الانتفاضة الشبابية في لبنان، ولذلك قدم استقالة حكومته. فقد قرأ بوضوح دوافع الانتفاضة وأهمية الاستجابة إلى مطالبها شبابها، إذ ان شباب الانتفاضة يتوقعون أن يصار إلى أن تتألف حكومة جديدة توحي الثقة برئيسها وبأعضائها وبسياساتها”.
وقال: “هذا الموقف للرئيس الحريري، لم يقابل من قبل باقي الاحزاب السياسية، وتحديدا من قبل أحزاب التيار الوطني الحر وحركة أمل وحزب الله، بالقدر نفسه من الاهتمام الذي ابداه الرئيس الحريري، لذلك فقد أصر على أن تتألف حكومة من مستقلين يترأسها شخص يتمتع بالصدقية والخبرة في العمل السياسي والحكومي، بما يؤمن توازنا حقيقيا مع رئاستي الجمهورية ومجلس النواب”.
واضاف: “الآن تبرز عقبات في عملية التأليف التي يقوم بها الدكتور حسان دياب، فهو على ما يبدو، يعاني من المطالب والقيود العديدة التي يضعها ممثلو الأحزاب التي سمته للتأليف، وهذا الأمر يظهر المدى الذي وصلت إليه تلك الأحزاب في الإنكار وعدم الاعتراف بما حصل نتيجة الانتفاضة الشبابية، وأداؤها يبين القصور في فهم تلك المتغيرات”.
ونبه الرئيس السنيورة الى أن “المسائل المطروحة في لبنان الآن قد تعدت مرحلة ترف الاختيار والانتظار”، مستغربا أن “بعض السياسيين والأحزاب يتصورون أنه ما زال بإمكانهم الاصرار على مطالبهم أو وضع المزيد من الشروط والتسبب بالكثير من التعقيدات التي تجعل من تأليف الحكومة عملية مستعصية ان لم تكن مستحيلة”.
وتابع: “لبنان بحاجة الى دعم حقيقي من اشقائه واصدقائه ليتخطى المشكلات التي أصبح في أتونها الآن، وهذا الامر لا يكون الا بالعودة الى استعادة الثقة بالدولة وبقدرتها على أن تكون صاحبة القرار في لبنان لا الدولة الضعيفة والخاضعة لإملاءات الأحزاب الميليشياوية والمذهبية والطائفية. ما يحتاج إليه اللبنانيون اليوم، هو أن تبادر تلك الأحزاب الطائفية والمذهبية الى التعبير الصحيح عن فهمها للمشكلات من خلال إرادة صلبة وحازمة بهدف إيجاد الحلول وتبني الإصلاحات وتصويب البوصلة نحو ما فيه مصلحة لبنان واللبنانيين”.