وافقت لجنة الصحة على ابرام على ابرام معاهدة بين وزارة الصحة والبيئة في جمهورية العراق ووزارة الصحة العامة اللبنانية للتعاون في المجال الصحي واقتراح القانون الرامي الى حماية القاصرين من تناول الكحول ومشروبات الطاقة المقدم من النائب عناية عز الدين.
وكانت جلسة لجنة الصحة العامة والعمل والشؤون الاجتماعية النيابية قد عقدت برئاسة النائب عاصم عراجي والنواب: فادي علامة، امين شري، عناية عز الدين، محمد القرعاوي، بلال عبد الله، علي المقداد، بيار بو عاصي، فادي سعد وماريو عون.
بعد الجلسة، قال عراجي: “بداية أتوجه بالمعايدة الى جميع اللبنانيين وخصوصا الاخوة المسيحيين لمناسبة عيدي الميلاد المجيد والعام الجديد. اليوم، وكما كل ثلثاء، اجتمعت لجنة الصحة وناقشت مشروع قانون واقتراح قانون، المشروع يتعلق بالاتفاقية بين لبنان والعراق وهي تنص على ان يصدر لبنان أدوية الى الجمهورية العراقية. وكما تعلمون، العراق سوق كبير ونحن في لبنان لدينا 11 مصنعا للادوية، والسوق المحلي لا يكفي لهذه المصانع في المرحلة المقبلة. وكما تعلمون، هناك عجز كبير بالميزان التجاري حيث نستورد 20 مليار ونصدر ثلاث مليارات، اي ان الفرق هو 17 مليارا. نحن نحاول الان ان نساعد الصناعة الوطنية لانها توفر فرص عمل جديدة، ويمكن أيضا ان نصدر الى الخارج، خصوصا الى سوق العراق الذي يحتاج الى ادوية بـ 7 مليارات دولار، اي انه سوق كبير. فاذا فتحنا السوق على العراق فهذه خطوة مهمة، أولا نزيد التوظيفات في المصانع ويصبح لدينا مصانع جديدة ونخفف من الفاتورة الدوائية التي تناهز المليار ونصف المليار دولار. والشق الثاني من المعاهدة هو المرضى العراقيين الذين يأتون للعلاج في مستشفيات لبنان، الا اننا وصلنا الى مرحلة حيث كان هناك حوالى 500 الف من الاخوة العراقيين يأتون الى لبنان للعلاج وهذا عدد ضخم بامكانه ادخال عملة الدولار الى لبنان”.
وشدد عراجي على “تنظيم هذه العملية وألا تكون عشوائية”، مشيرا الى “ان وزير الصحة ذهب الى العراق مرتين وتوسط لدى الحكومة العراقية، وتحديدا مع وزارة الصحة والبيئة في العراق، للوصول الى اتفاقية بيننا وبين الجمهورية العراقية على اساس هاتين المسألتين، اي تنظيم عملية مجيء المرضى العراقيين الى لبنان حتى لا يبتزهم احد، وذلك من خلال معرفتهم لأي مستشفى سوف يقصدون وتلقي العلاج اللازم”.
وأعلن ان لجنة الصحة وافقت على مشروع القانون”.
من ناحية ثانية، اعلن عراجي “أنه منذ حوالى ثلاثة اسابيع اجتمعت اللجنة في حضور وزير الصحة والنقباء الذين يهتمون بالشؤون الطبية، (نقيب الصيادلة والمستشفيات والمستلزمات الطبية ومستوردي الادوية ومصنعي الادوية)، وتقرر يومها ان اتواصل مع حاكمية مصرف لبنان لاخذ موعد من الحاكم، كنا ننوي كلجنة صحة ان نتواصل معه من اجل حل مشكلة النقص في المستلزمات الطبية التي تحتاج الى دولارات لاستيرادها من الخارج. منذ ثلاثة اسابيع تقريبا طلبنا موعدا من الحاكم ولغاية اليوم لم يعطنا أي موعد ولا اعرف السبب، ونتمنى عليه ونناشده من هذا المنبر فتح اعتماد لهؤلاء الناس، لاستيراد الدواء والمستلزمات الطبية وكل ما يتعلق بالصحة، والا سيكون القطاع الصحي امام مشكلة كبيرة”.
اما النائبة عز الدين، فقالت: “وافقت اللجنة على اقتراح القانون الذي تقدمت به والمتعلق بحماية القاصرين من تناول الكحول ومشروبات الطاقة. ان خلفية هذا الاقتراح هي علمية طبية صحية واستجابة لمطالب ومعاناة الكثير من الاهل الذين يقولون ان اولادهم يتناولون الكحول او مشروبات الطاقة التي تؤدي الى مشاكل صحية ونفسية واجتماعية”.
اضافت: “نحن نعلم ان القانون اللبناني لم ينص بوضوح على السن القانونية لشراء وتناول الكحول، انما منع القاصرين من الدخول الى الحانات والمرابع ليلا ونهارا، بموجب المرسوم الذي صدر 1963 والذي يحمل الرقم 12222. والاقتراح الذي تقدمت به يحظر شراء وتناول الكحول للقاصرين”.
وتابعت: “لنتحدث عن الخلفيات الطبية، حتى لا يأخذ الامر الى اماكن اخرى، نحن نعلم ان جزءا من دماغ القاصرين مسؤول عن الذاكرة والمشاعر، تقوي الذاكرة فتتحول الى ذاكرة طويلة الامد. وفي مقدمة الدماغ هناك جزء مسؤول عن اتخاذ القرارات واللغة والقدرة على حل المشاكل وأمور كثيرة. هذان الجزءان يتأثران مباشرة بعملية تناول الكحول لدى القاصرين الذين دماغهم يكون في اطار النمو والتطور حتى اوائل العشرينات، واي خلل او اذى او تغير يمكن ان يطرأ على الدماغ قبل هذا العمر فيمكن ان يكون لا عودة عنه”.
وأعلنت انه “وحسب الدراسات العالمية، هناك آثار وحوادث تحول دماغ القاصرين الى دماغ بطيء عند تعاطي الكحول. بالنسبة لمشروبات الطاقة، من الممكن ان يقال ان مكوناتها غير مضرة، لكن الخلطة الموجودة فيها، والتي تخلط مع السكر والكافيين، بكمية عالية يمكن ان يكون لها آثار سلبية وخطيرة جدا على الصحة، ويمكن ان يؤدي ذلك الى ارتفاع الضغط قد يكون مميتا، أو الى بدانة. أثبتت الدراسات الحديثة ان لمشروبات الطاقة آثارا سلبية كبيرة على الشرايين والاوردة وعلى الاوعية الدموية، وجزء منها ممكن ان يحتوي على الكحول ايضا، وهذه الخلطة تصبح اثارها سلبية وخطيرة اكثر”، مشيرة الى حالات وفاة في العالم جراء ذلك، وقالت: “ان بعض زملائنا اخبرونا ان هناك يوميا من 15 الى 20 حالة من القاصرين يدخلون الى الطوارىء في المستشفيات اللبنانية مع ارتفاع في دقات القلب، وهذا طبعا يؤدي الى امور خطيرة على الصحة”.
وختمت: “اذا، لكل هذه الاسباب وحفاظا على القاصرين وعلى الشباب الذين هم أولادنا ومستقبلنا ولاسباب اخرى كثيرة، رأينا انه من الضروري وضع هذا الاقتراح، والزملاء في اللجنة وافقوا عليه ونحن نشكرهم ونتمنى ان يقر في الهيئة العامة، ومن ثم تضع الحكومة كل المراسيم التطبيقية موضع التنفيذ. هذا الاقتراح ينص على عقوبات لمن يخالف ما هو منصوص عليه في الاقتراح، وأقول انه يجب ان يترافق مع حملة توعية عن الآثار الصحية والاجتماعية الخطيرة”.
وتمنت عز الدين للبنانيين أعيادا مجيدة وعاما سعيد.