كتبت نجوى ابي حيدر في “المركزية”:
هي مسألة ساعات وفي الحد الاقصى ثلاثة ايام سيتحدد في ضوئها مصير تحالف التيار الوطني الحر وحزب الله الذي تؤشر مجمل المعطيات المتجمعة في افق العلاقة والخلافات المتراكمة في المرحلة الاخيرة الى احتمال انفراط عقده وقد شارف على السقوط، استنادا الى استنتاجات تكونت جراء بيانات ومواقف حادة صدرت من الطرفين، عززتها معلومات تسربت عن حركة رئيس التيار النائب جبران باسيل في اتجاه بكركي وبعض المواقع الاخرى المؤثرة في القرار.
وفي انتظار اجتماع تكتل لبنان القوي غدا والموقف المرتقب صدوره على الاثر لجهة الذهاب نحو تسمية مرشح والخروج من شرنقة الورقة البيضاء بتبعاتها التي تكسر ظهر التيار وتحمّله مسؤولية في منع انتخاب رئيس الجمهورية المسيحي الوحيد بين دول منطقة الشرق الاوسط، او البقاء في داخلها بعد جردة حساب للربح والخسارة جراء خطوة من هذا النوع ستشكل نقطة الافتراق مع حليف مار مخايل، تقول مصادر سياسية اطلعت على نتائج الاتصالات على هذا الخط حتى اللحظة لـ “المركزية”، ان حزب الله يبدو استشعر جنوح التيار او بالاحرى باسيل نحو كسر الجرة معه، فسارع الى فتح قنوات التواصل التي تحدث عنها الامين العام حسن نصرالله في اطلالته الاخيرة عبر اتصالات ولقاءات ستعقد بين الطرفين، الا ان الامور لا تبدو متجهة في منحى تهدوي، موضحة ان باسيل حينما زار الصرح البطريركي اخيرا عرض على البطريرك الراعي اربعة اسماء لوزراء سابقين في حكومات متعاقبة لتزكية احداها، وكان للبطريرك رأيه لجهة تفضيل واحد من بينها، علما ان الاسماء الاربعة من خارج التكتل، ما تسبب بامتعاض عدد واسع من الاعضاء الذين يرون ان من بينهم من يستحق الترشح خصوصا من يمتلك شبكة علاقات واسعة مع المعارضة والموالاة في آن، يمكن ان تفضي الى الاتفاق حوله.
وعلى الاثر، وبعدما تبلغ الثنائي الشيعي النبأ، طلب باسيل موعدا من السيد نصرالله فكان الجواب بوجوب التفاوض اولا مع المسؤولين في الحزب وتحديدا مسؤول وحدة التنسيق والارتباط وفيق صفا بعيدا من الاضواء، لوضع خريطة طريق، حتى اذا ما تم التوافق يتوج بلقاء باسيل – نصرالله.
جواب الحزب لم يرض باسيل، الذي أسرّ لقريبين منه انه يتجه لخيار تسمية الشخصية التي زكاها البطريرك، فإن فعل في الجلسة الحادية عشرة، تضيف المصادر، سيسدد ضربة قوية للحزب المصّر على الاحتفاظ بقوة الورقة البيضاء بأكثر من 50 صوتا بما يعزز موقعه التفاوضي في الملف الرئاسي في مواجهة فريق المعارضة. وهنا، تتوقع المصادر ان يطلب الحزب من الرئيس نبيه بري عدم الدعوة الى جلسة انتخاب رئاسية الخميس المقبل كما كان يعتزم بري، تلافيا للمحظور باعلان الطلاق بين التيار والحزب وافساحا في المجال امام مروحة اتصالات جديدة قد تؤدي الى رأب الصدع او ارجاء الانفجار في الحد الاقصى.
وتعتبر المصادر، ان باسيل إن اتخذ خيار الطلاق بتسمية مرشحه، فإنه سيدفع الملف الرئاسي والوضع السياسي في البلاد عموما نحو حقبة جديدة مختلفة وقد يصح وصفها بالمفصلية بالنظر الى انعكاساتها الواسعة على اكثر من مستوى، نتيجة انقلاب موازين القوى ونسف التحالفات الحالية، ذلك انه سيكسر جناحا اساسيا من اجنحة حزب الله الذي سيضطر انذاك الى التخلي عن زعيم تيار المردة سليمان فرنجية والتوجه نحو مرشح الخيار الثاني، مستعينا بالرئيس بري موقعا وحنكة سياسية لايجاد اقل المخارج ضررا عليه.
مسار آخر قد يشق طريقه في الجلسة الحادية عشرة الرئاسية، تختم المصادر، سيسبغ عليها طبيعة مفصلية، من جانب فريقي الموالاة بالركون الى موقف باسيل المنتظر، والمعارضة التي بدأت في البحث الجدي عن الخيار الآخر، اذا ثبت ان حظوظ انتخاب النائب ميشال معوض معدومة. الساعات المقبلة لا بد ستكشف النقاب عن المستور وتفرز الخيط الابيض الرئاسي من الاسود التحالفي السياسي.