من سيّء إلى أسوأ.. الأزمات لم ترحم أحد!

من سيّء إلى أسوأ.. الأزمات لم ترحم أحد!
من سيّء إلى أسوأ.. الأزمات لم ترحم أحد!

جاء في “نداء الوطن”:

يُرحّل العام كلّ أزماته إلى العام الجديد، وذاق اللبنانيون خلاله كلّ أنواع المآسي والكوارث. أزمات العام المنقضي لم ترحم أحداً، طالت المريض والطفل والمعوّق والموظّف والعامل، والأخطر الفلتان الأمني حيث بات المواطن يخشى النوم، إذ طالت السرقات المنازل والأموال وبطاريات السيارات، فـ»الحرامية» يتكاثرون كالفطر. وقد أسهمت الأزمات المالية واستفحال آفة المخدّرات والمراهنات في ازدياد أعمال السرقة، حتى بات المواطن ناطوراً أمام منزله، ولجأت أحياء عدّة، في بلدة الدوير مثلاً، إلى الأمن الذاتي. لا تتوقّف أزمات العام الكارثي على الفلتان فحسب، فقد طالت المرضى في أدويتهم، معظم صيدليات النبطية تعاني شحّاً في الأدوية، وقد فقدت بمعظمها عن الرفوف. حتى حليب الاطفال لم يسلم من شرّها، وتحديداً حليب الرضّع. كذلك فقدت أدوية مرضى السرطان الذين باتت أمنياتهم توفّرها. لا يخفي مدير مستشفى نبيه بري الجامعي الدكتور حسن وزني خطورة المرحلة المقبلة، فالأزمات الصحّية تتوالي، تبدأ من الدواء ولا تنتهي عند الجهات الضامنة التي لا تغطّي الفاتورة الاستشفائية. يؤكّد وزني سعي المستشفى التي تضمّ أكبر مركز للسرطان في الجنوب، لتوفير ما أمكن لمرضى السرطان وتأمين الدواء مباشرة للمريض على أن تدفع وزارة الصحة لاحقاً ثمنه. الأزمات الصحّية كانت كثيرة هذا العام، وتحديداً ارتفاع كلفة الفاتورة الاستشفائية وقد خرجت عن قدرة المواطن، فيما تنصّلت الجهات الضامنة من واجباتها بحجّة عدم توفر الأموال، ما جعل الطبابة لمن استطاع اليها سبيلاً.
مالياً، يقفل العام على طوابير الذلّ أمام المصارف لإجراء عمليات صيرفة، بعدما تحلّلت أموال الموظّف «فرق عملة» وسقطت كل أوراق الحلول والخطط الاصلاحية من روزنامة الدولة. يطوي العام أوراقه على كارثة إقتصادية خطيرة، وكارثة إجتماعية قد لا تحمد عقباها، حتى الأسواق التجارية تنهي أيامها على أزمة. فمعظم التجّار عوّلوا كثيراً على حركة نهاية العام، ولكنّ السوق شبه فارغ. لا يخفي أحد التجّار «أنّ الواقع التجاري للمدينة كان مأزوماً، وقد تراجعت حركة البيع بشكل كبير جداً، فالأزمة طالت معظمهم وكثر أقفلوا محالهم، أو لجأوا إلى التخفيضات من دون جدوى». بحسبه، فإنّه يعرض بضاعته «دون كلفة شرائها لجذب الناس ولكن للأسف وضع الناس المالي سيّئ للغاية». ويرحل هذا العام مع أزمات بيئية كارثية تبدأ من أزمة النفايات التي يبدو أنّ لا حل لها، حيث يخشى معظم رؤساء البلديات ومن خلفهم الأهالي تفاقمها أكثر في ظل تراجع الإمكانيات المالية، فمعظم طرقات القرى تحولت مكبّات تغزوها الكلاب الشاردة التي باتت تسرح وتمرح وتنال من المواطنين، بحيث شهدت المنطقة عدداً من هجمات الكلاب الشاردة، فيما دواء «الكَلب» غير متوفر في النبطية. إلى جانب النفايات حلّت أزمة المياه على قائمة هموم المواطن وكلّفته الملايين من دون أن تسلك طريقها نحو الحل، حتى مشاريع الطاقة الشمسية لم تجدِ نفعاً ولن «تشيل الزير من البير»، فبقيت الأزمة على حالها، وظلّ المواطن بلا مياه وكهرباء وسط تحكّم أصحاب المولّدات الخاصة بمصيره. أزمات العام لا تعدّ ولا تحصى ولن تنتهي على الاطلاق مطلع العام الجديد، طالما أنّ الشغور يسيطر على سلطة قرار الدولة والتجّار يتحكّمون بمفاصله وتحكم البلد شلّة من السياسيين الفاسدين. وإزاء هذا المشهد سيحيي الناس احتفالات ليلة رأس السنة في المطاعم «المفوّلة» قافزين فوق الأزمات على قاعدة «ساعة للفرح وعام للحزن»، فيا شعب لبنان العظيم، كل الدعاء بفرج قريب.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى