جاء في “المركزية”:
دخلت البلاد مع حلول الأعياد مرحلة من الجمود السياسي والمؤسساتي القاتل بعدما تم ترحيل الملفات الى العام المقبل، بدءا من الاستحقاق الرئاسي الذي حافظ على مسيرة تعطيله الاسبوعية نتيجة عدم قدرة اي فريق على ايصال مرشحه، مرورا باجتماعات الحوار التي كان رئيس المجلس النيابي نبيه بري يسعى الى عقدها، وصولا الى ضرب مؤشرات اي انعقاد قريب للحكومة بعد فشل اللجنة الوزارية في الاتفاق على صيغة تسمح بمعالجة الشؤون الملحة حكوميا. الواضح للعيان ان الشهر الاخير من السنة كان بمثابة مرحلة استنزاف، حيث ترافقت هذه المشهدية من المراوحة والتعطيل مع ارتفاع منسوب التفلت الامني مثل غزوة الاشرفية، والاعتدءات على بلدة رميش واراضيها، كما مقتل الجندي الايرلندي في العاقبية من جهة، والارتفاع المستمر في سعر صرف الدولار وتحليق الاسعار من جهة ثانية، الامر الذي ينذر بمزيد من الاضرابات العمالية لمواجهة الواقع المزري.
ومع انسداد افق المعالجات والحلول المحلية يبقى التعويل على الحركة الخارجية علها تكون افضل من المحلية، خصوصا مع ربط ازماتنا بمؤتمرات وقمم لا طائل منها حتى الآن .
عضو تكتل اللقاء الديموقراطي النائب بلال عبدالله يقول لـ”المركزية”: “على رغم هذه الصورة المأسوية التي ستنسحب على السنة الجديدة، يبقى الامل بانقشاع هذه الغمامة السوداوية، ولن نستسلم ابدا للواقع. التعويل يبقى على الحراك الذي يقوده بعض الرجالات الحريصين على البلد، امثال الرئيس نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، فنحن من دعاة هذا الحراك والمعولين على الداخل لعلمنا ان الرهان على الخارج يبقى لمصلحة مهندسيه مهما كانوا”.
ويتابع: “مهما طالت الازمة واشتدت، تبقى التسوية هي الخيار الوحيد المتاح امامنا ولنا، لاننا محكومون بالعيش معا، والسبيل الى ذلك هو الحوار. فلنبدأ بالاتفاق على الرئيس العتيد، ومن ثم ننتقل الى تفعيل المؤسسات الاخرى من تنفيذية وقضائية وسواهما”.
وعن رأيه في سلة الحلول كما يطرح البعض، يقول: “لقد طرح الموضوع يوم انتخاب العماد ميشال عون رئيسا ولم ينجح، ولا أعتقد انه قابل اليوم للتنفيذ سيما وانه يخفي اطماعا مستقبلية. هذا الطرح يعقد النقاش والحوار عوض ان يسهله وهو ينطوي على عمل غير دستوري ويتناقض مع الممارسة الديموقراطية. في أي حال نحن متمسكون بترشيح النائب ميشال معوض كواحد من الخيارات ريثما يكشف الفريق الآخر عن مرشحه، علنا عندها نصل الى توافق على شخص يجسد مواصفات الغالبية السياسية والنيابية المطلوبة ليكون الرئيس المنشود”.
ويختم: “المشكلة كما باتت واضحة هي في عدم اتفاق فريق الممانعة على خيار رئاسي بعد. نتمنى الا تطول هذه الفترة كثيرا وان نبادر مع مطلع العام الجديد الى التعالي فوق مصالحنا واعلاء مصلحة البلاد بانتخاب رئيس لها”.