سنة تحلل الدولة وإرساء الدولرة

سنة تحلل الدولة وإرساء الدولرة
سنة تحلل الدولة وإرساء الدولرة

كتبت جويل رياشي في الأنباء الكويتية:

تدخل 2022 عدها التنازلي لجهة انتزاع ورقتها الأخيرة، والدخول في سنة جديدة 2023، يتمنى أبناء «وطن الأرز» ان تأتي أفضل من سابقاتها، لجهة وقف الانهيار الذي ظهرت معالمه منذ أواخر 2019.

لم يختلف 2022 عما سبقه من أعوام أخيرة مضت، لجهة دخول البلاد في مشاهد غير مسبوقة، ومستعادة في القسم الأكبر منها من أيام الحقبة السوداء التي عاشتها البلاد في الحرب الأهلية (1975 – 1990).

لم ينقطع الوقود ومشتقاته، ولكن اسعاره سجلت أرقاما قياسية، وانعكست على وسائل النقل والتدفئة وتأمين التيار الكهربائي.

لم ينقطع الخبز والطحين، الا ان الاسعار بلغت أرقاما غير معهودة، وشهدت مناطق جغرافية معينة زحمة في طوابير الانتظار للحصول على الخبز، جراء مشكلات في توزيع الطحين المدعوم. في المخبز الواحد، توافر الخبز الإفرنجي وغاب الخبز العربي.

لم تنقطع الأدوية الا عن الذي ينتظر تلك المدعومة أسعارها من الدولة، في حين انتشرت بكثافة اعلانات عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن تأمين أدوية من تركيا مرفقة بلائحة أسعارها بالدولار الأميركي.

انهار قطاع الاستشفاء الرسمي عبر الصناديق الضامنة من ضمان اجتماعي وتعاونية موظفي الدولة. وباتت تغطية الفاتورة الاستشفائية عبر هذين الصندوقين لا تتعدى الخمسة في المئة من القيمة.

في حين توافرت الرعاية الطبية الكاملة لمن دفع ثمن بطاقة تأمين بالعملة الصعبة، او لمن تكفل برعاية نفسه دون جهة ضامنة.

2022 كانت سنة تحلل الدولة اللبنانية بإداراتها الرسمية. غاب الموظفون وبعضهم لم يعبأ بترك العمل وفصله من الخدمة، لتكبده مصاريف الانتقال الى مقر عمله. غابت الطوابع الرسمية التي تسير بها المعاملات الإدارية، وتزايدت فضائح الدوائر العقارية ومصلحة تسجيل السيارات والآليات.

ندر الحصول على جواز السفر، وبات تأمين موعد قريب خلال أشهر من الانتظار بمنزلة إنجاز. وكذلك ضربت المصارف طوقا عازلا حول ما بقي من فروع لها. وبات الدخول اليها رهن موعد مسبق، مع ضرورة اجتياز حواجز تفتيش، علما ان القطاع بمعناه الحقيقي انتهى.

وحمل القسم الأخير من السنة معه غياب تأمين صورة المونديال عن شاشات البيوت غير القادرين أصحابها على دفع ثمن الاشتراك بالدولار الأميركي.

وعجزت الدولة اللبنانية عن تأمين مبلغ مالي لنقل الصورة أرضية عبر «تلفزيون لبنان» كما في نسخة 2018 في روسيا، فحرم الناس من متابعة المباريات للمرة الاولى منذ ولوج لبنان عصر التلفزيون.

تناقل اللبنانيون حكايات أزمات عدة، لكنهم عرفوا أفراحا قليلة بينها إحراز منتخب كرة السلة وصافة بطولة آسيا وتأهله لبطولة العالم، وفوز فرقة «مياس» للرقص بالجائزة الاولى لبرنامج تلفزيوني في الولايات المتحدة الأميركية.

سياسيا، انتخب اللبنانيون برلمانا جديدا في ايار، الا ان اعضاء البرلمان أخفقوا في انتخاب رئيس جديد للبلاد اعتبارا من تشرين الاول الماضي.

ماليا، عرف اللبنانيون تسعيرا للخدمات البديهية في يومياتهم بالعملة الأجنبية. والبعض استغنى عن خدمة تأمين التيار الكهربائي عبر المولد لعدم قدرته على تحمل الأكلاف، في حين أطفأ قسم كبير من هؤلاء ثلاجاتهم وأجهزة البتريد كي لا تكويهم الفواتير.

أشياء كثيرة تبدلت في اليوميات، الا ان دورة الحياة لم تتوقف، لدرجة بات السؤال اللازمة «اين الازمة؟» على كل لسان.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى