حركة اتّصالات بلا بركة.. إلا بتنازلٍ لإيران؟

حركة اتّصالات بلا بركة.. إلا بتنازلٍ لإيران؟
حركة اتّصالات بلا بركة.. إلا بتنازلٍ لإيران؟

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

بات من الواضح لكل المعنيين بالملف اللبناني على الساحة الدولية، ان الدور الايراني، يُعتبر المعطّل الاساس، للاستحقاقات المحلية وللحلول التي يجري العمل على انضاجها… في الساعات الماضية، أقرّ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، صاحب الموقف الاكثر ليونة من ايران عادة، بهذه الحقيقة. اذ اعرب الجمعة في حديث الى “النهار” و”لوموند” و”وول ستريت جورنال”، بعد انتهاء مؤتمر “بغداد 2” في عمان، على متن طائرة الرئاسة الفرنسية التي نقلته من العاصمة الاردنية الى باريس، أعرب عن قناعته منذ البداية بأن “المشكلتين اللبنانية والسورية لا يمكن حلهما إلا في إطار محادثات هدفها تقليص التأثير الإقليمي لإيران”.

انطلاقا من هنا، تشير مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، الى ان ثمة اتصالات دولية محورُها أزمة لبنان السياسية – الرئاسية، ستدور بقوة في المرحلة المقبلة، بعد انتهاء الاعياد، لولبُها باريس، لمحاولة بلورة تصوّرٍ ما، لوضع حد للشغور، ولعلّ أبرز هذه الاتصالات، اجتماعٌ يجري التحضير له يضم ممثلين عن الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وقطر في العاصمة الفرنسية. على اي حال، اكد ماكرون امس أنه سيتخذ “مبادرات في الأسابيع المقبلة بشأن لبنان”.

وليست جامعة الدول العربية بعيدة من هذه الحركة، بل هي تواكبها ايضا، وقد ابدى الامين العام للجامعة أحمد ابو الغيط من بيروت منذ يومين “استعداد الجامعة العربية للقيام بدورها على صعيد الحوار بين اللبنانيين لحل الانسداد السياسي بالبلاد”.

لكن وفق المصادر، فإن من الضروري عدم تكبير حجر الرهانات على حلولٍ ستخرج بها هذه الدينامية، لمعضلة الفراغ في قصر بعبدا. ذلك ان المشاركين فيها، يتشاركون الرؤية والقراءة ذاتها للوضع اللبناني، حيث يعتبرون ان لا بد من رئيس نزيه نظيف الكف قادر على الاصلاح، ويشددون أيضا على ضرورة ان يكون هذا الرئيس “سيادي” الهوى.. هم لا يريدونه من الخط المناوئ لمحور الممانعة في المنطقة، الا انهم يتمسكون بضرورة ألا يتساهل مع “الدويلة” كما حصل في السنوات الماضية، بحيث وصل حزب الله بسلاحه وخبرائه العسكريين والمقاتلين الى الميادين العربية كلّها، وتمكّن ايضا من ارسال الممنوعات الى أراضيها.. ويعتبرون ان بسط الدولة اللبنانية سيادتها على الـ10452 ومحاربة التهريب على انواعه، والتمسك بالطائف والشرعية الدولية، يجب ان تكون حاضرة في صلب خطاب الرئيس العتيد.

المتحاورون الدوليون في قضية لبنان، على “قلب واحد” اذا في ما يخص هذه النقاط كلّها، لكن ايران، التي قال ماكرون انها تعطّل التفاهم اللبناني، ليست حاضرة بينهم ولا “تُعجبها” هذه المواصفات. عليه، تتابع المصادر، واذا لم يتخلّ الخارج عن تصوّره للرئيس العتيد للتوصّل إلى “تسويةٍ” او “صفقةٍ” ما مع ايران، واذا بقيت طهران أيضا على اصرارها على رئيس “صديق للمقاومة” في لبنان، فإن الحركة الخارجية العتيدة كلّها، ستبقى عصية عن تحقيق اي خرق في الستاتيكو السلبي الرئاسي القائم، تختم المصادر.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى