بري لا يحبّ التغيير: وقاحة حماية المدعى عليهم

بري لا يحبّ التغيير: وقاحة حماية المدعى عليهم
بري لا يحبّ التغيير: وقاحة حماية المدعى عليهم

لا يحبّ رئيس مجلس النواب، نبيه بري، التغيير وهذا واضح أساساً في ثباته على مواقفه، في ‏موقعه، واعتماده على نفس العدّة السياسية والنيابية ووجوهها منذ عقدين أو أكثر من الزمن. عدّل ‏بري في طاقم مرشّحيه هذا العام، فحلّت 4 أسماء جديدة مكان أخرى، 3 منها في دائرة الجنوب ‏الثالثة، وهم أنور الخليل المستبدل بالمرشح المصرفي مروان خير الدين، ياسين جابر المستبدل ‏بناصر جابر وعلي بزي المستبدل بأشرف بيضون. إضافة إلى المرشّح قبلان قبلان بدل النائب ‏محمد نصر الله في دارة البقاع الثانية.‏

لا يحبّ الرئيس نبيه بري التغيير لكنه مضطر هذا العام إلى مسايرة اللبنانيين وتقديم مشروع ‏انتخابي حمل العديد من العناوين، مجرّد عناوين لا أكثر من دون آليات ولا خطوات عملية جاء ‏في أبرزها اتفاق الطائف وتطبيق إصلاحاته وعدم المسّ بحقوق المودعين والتمسّك بحق بحدود ‏لبنان البحرية وثرواته النفطية. ومن المهم أيضاً ذكر البرنامج الانتخابي لكتلة الرئيس نبيه بري ‏‏"استكمال التحقيق في قضية انفجار مرفأ بيروت من دون تغطية أي مرتكب". ‏

ينقلنا هذا البند الأخير من برنامج الرئيس نبيه بري الانتخابي إلى نقطة أساسية وهي أنّ اثنين من ‏المدّعى عليهم في انفجار مرفأ بيروت مرشّحان على لوائحه الانتخابية. النائبان علي حسن خليل ‏وغازي زعيتر، الأول مدّعى عليه وصادرة بحقه مذكرة توقيف غيابية، والثاني مدّعى عليه ‏ومعرقل أساسي للتحقيقات، مشتركان في تقديم 15 دعوى وطلب وإجراء قضائي الهدف منها ‏وضع حدّ للتحقيق وفرملته وضرب القضاء وإبعاد الحقيقة عن متناول اللبنانيين من الضحايا ‏وسواهم.‏

يمكن للرئيس نبيه بري وحركة أمل وكتلة التنمية والتحرير ومن يدورون في فلكها، تبنّي أي ‏موقف أو خطاب في الإعلامات وفي بياناتهم السياسية حول الإصلاح والتغيير والتعديل، لكن ليس ‏بمقدورهم ممارسة هذا الكمّ من الكذب وبهذا المستوى من الوقاحة التي تصل حدّ الفضيحة. ‏فالرئيس بري وحليفه الأول حزب الله مسؤولان عن تعطيل التحقيق قضائياً، عن ممارسة الضغوط ‏السياسية والقضائية على القاضي طارق البيطار، ومسؤولان عن تهديده في قصر العدل، وعن ‏أحداث الطيونة التي أدّت إلى مقتل 7 أشخاص من مسلّحين ومدنيين، وعن البلبلة التي أثارتها ‏وتهديد السلم الأهلي ونقل الفتنة من الإعلام والمنابر إلى الشوارع.‏

لا يحبّ رئيس مجلس النواب، نبيه بري، التغيير لذا هو مستمرّ أساساً في موقعه منذ ثلاثين عاماً ‏فرافق ما لا يقلّ عن ستّ أجيال من اللبنانيين كرئيس أوحد لمجلس النواب حتى بات البعض يقول ‏إن خروج الرئيس من هذا الموقع يستوجب دفع خلواً لتحرير هذا المنصب من مستأجر القديم ‏الجديد. ‏

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى