مرصد مينا- لبنان
لم يمض اسبوع على انتشار مقطع فيديو لأب وهو يحمل طفلته بيد وآلة الأوكسجين بيد أخرى في طرابلس شمال لبنان، مناشدا “أصحاب الضمائر” مساعدته في توفير الأكسجين لطفلته المصابة بالربو، حتى انتشرت على مواقع التواصل صورة “موجعة وتفطر القلوب” لرجل لجأ إلى المسجد فجر اليوم الأربعاء، للاستفادة من فترة توفر الكهرباء لتشغيل آلة أوكسجين يحتاجها.
وتداول ناشطون ووسائل إعلام محلية، صورة نشرها إمام وخطيب جامع الامام “علي بن أبي طالب” في بيروت، “حسن مرعب”، يظهر خلالها رجل غزا الشيب ذقنه، وهو يجلس على عتبة داخل المسجد يقرأ في القرآن، بينما أنبوب التنفس مثبت على أنفه وموصول بآلة أوكسجين أمامه.
وحسبما نقلت وسائل إعلام محلية فقد لجأ الرجل فجر الأربعاء إلى أحد مساجد العاصمة اللبنانية بيروت، عند موعد صلاة الفجر، للاستفادة من توفر الكهرباء من أجل تشغيل آلة أوكسجين يحتاجها جراء إصابته بمرض الربو، وسط تقنين قاس في ساعات التغذية بالتيار يتخطى 20 ساعة يومياً في خضم انهيار اقتصادي غير مسبوق.
إمام المسجد، أرفق الصورة بتعليق قال فيه إن “أحد المصلين مصاب بمرض الربو.. لجأ الى المسجد فجراً لتشغيل آلة الأوكسجين ليستفيد من فترة تشغيل مولد المسجد (مما اضطرنا لعدم إطفائه بعد انتهاء الصلاة من أجله)، وذلك لعدم توفر الكهرباء ولا اشتراك المولدات في منزله”.
وأضاف “ألا لعنة الله على من أوصلنا الى هذا الحال”.
يذكر أن حادثة مماثلة وقعت قبل أيام، حيث انتشر مقطع فيديو لأب وهو يحمل طفلته بيد وآلة الأوكسجين بيد أخرى في طرابلس شمال لبنان، وهو يناشد “أصحاب الضمائر” المساعدة لتشغيل آلة لتوفير الأوكسجين لطفلته المصابة بالربو، بعد الانقطاع الدائم للتيار الكهربائي وإطفاء مولدات الكهرباء إثر فقدان مادة المازوت.
كما انتشرت مقاطع فيديو مماثلة لكثير من المواطنين الذين يطرقون الأبواب بحثا عن كهرباء لتشغيل آلات الأوكسجين لأولادهم مع عبارة “بابا بدي أتنفس”.
يشار إلى أن لبنان يواجه لبنان منذ ثلاثة عقود على الأقل مشكلة متفاقمة في قطاع الكهرباء ذي المعامل المتداعية، ما يجبر غالبية المواطنين على دفع فاتورتين، واحدة للدولة وأخرى مرتفعة لأصحاب المولدات الخاصة، التي تعوض نقص إمدادات الدولة.
وتراجعت تدريجاً خلال الأشهر الماضية قدرة مؤسسة كهرباء لبنان على توفير التغذية، ما أدى الى رفع ساعات التقنين لتتجاوز 22 ساعة يومياً في بعض المناطق. ولم تعد المولدات الخاصة، على وقع شحّ الوقود، قادرة على تأمين المازوت اللازم لتغطية ساعات انقطاع الكهرباء، ما اضطرها بدورها الى اتباع تقنين.
وتغرق المناطق كافة في ظلام دامس، فيما تنتشر بشكل شبه دوري مقاطع فيديو وصور لأشخاص يناشدون المعنيين التدخّل لتوفير الكهرباء من أجل تشغيل ماكينات الأوكسجين لأطفالهم أو أفراد عائلاتهم، خصوصاً في مناطق لا تتوفر فيها المولدات الخاصة. وكانت استغاثة رجل نهاية الشهر الماضي في مدينة طرابلس (شمال) لإنقاذ طفلته المصابة بالربو قد أشعل تحركات احتجاجية في الشارع.
ويُعد قطاع الكهرباء الأسوأ بين مرافق البنى التحتية المهترئة أساساً. ويُشكل إصلاحه أحد مطالب المجتمع الدولي الرئيسية لدعم لبنان. وقد كبّد خزينة الدولة أكثر من 40 مليار دولار منذ انتهاء الحرب الأهلية.