خرجت تظاهرات الاحد في ريف دير الزور مطالبةً بخروج كل الميليشيات الإيرانية، وقوات النظام،
واسفرت عن قتل اثنين وإصابة العشرات من “قوات سوريا الديموقراطية” إثر إطلاق قوات النظام السوري الرصاص الحي على المتظاهرين عند المنطقة الفاصلة بين مناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية ومناطق نفوذ النظام بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
حتى هذا الحدّ يبدو الخبر طبيعياً في ظل عرض انتفاضة السوريين ضد النظام وحلفائه الذين يدعمونه، الا ان الجديد “واللافت” توقيتاً ومضموناً ان هذه التظاهرات بدأت من ادلب منذ قرابة الاسبوع وهي موجّهة تحديداً ضد الوجود الايراني في سوريا الذي توسّعت رقعته منذ دخول الميليشيات التابعة له الى الميدان مع بداية الحرب.
ولا يبدو ان هذه التظاهرات ستتوقّف، فهي تكبر ككرة الثلج حسب ما تكشف اوساط سياسية عربية مراقبة لـ”المركزية” لتعبر مناطق سورية عدّة تعبيرا عن رفضها لما ترى فيه “احتلالاً ايرانياً” لسوريا يظهر في اشكال عدة، سياسية، اقتصادية (مشاريع بنى تحتية) وعسكرية”.
ولن تنحصر هذه التظاهرات في سوريا فقط كما تُرجّح الاوساط، بل ستتخطى الحدود لتصل الى العواصم العربية التي يتمدد فيها الوجود الايراني، كبغداد وبيروت تحت عنوان: القضاء على النفوذ الايراني في الدولة ونزع سلاح اذرعه العسكرية التي تُضعف الدولة وتسليمه الى السلطات الشرعية”.
ومع ان هذه التظاهرات لا تزال في بدايتها، الا ان حزب الله كَونه جزءا من تنامي النفوذ الايراني في المنطقة، بدأ منذ فترة يتحسّب لتداعياتها وتأثيرها على البيئة الحاضنة له، خصوصاً انها تتزامن مع اشتداد الضغوط على ايران وعليه من خلال العقوبات الاقتصادية المتتالية التي تصدرها واشنطن ضدهما.
ويتردد في هذا المجال، ان حزب الله حلّ منذ فترة “سرايا المقاومة” التي كانت مؤلّفة من عناصر سنّية ومسيحية ودرزية من الحلفاء السياسيين واعاد اختيار مجموعة من الشباب السنّة والمسيحيين وارسل دفعةً منهم الى ايران من اجل الخضوع لتدريبات عسكرية هناك بعدما اقفل مخيمات التدريب في البقاع لاسباب “امنية”.
اما المكوّن الدرزي فلم يلتحق بهذه الدفعة الى طهران، لان ربط النزاع الجديد الذي تم بين حزب الله والحزب “التقدمي الاشتراكي” في عين التينة برعاية الرئيس نبيه بري اثر حادثة قبرشمون-البساتين ، رسم قواعد اشتباك جديدة “سيّجت” الجبل وقراه باسلاك سياسية-امنية لتحييده عن الصراعات القائمة في لبنان والمنطقة.
اما الهدف من كل ذلك، فتشير المعلومات، الى ان حزب الله الذي يستشعر الخطر الداهم على ايران وعليه، بات يحتاج الى قوّة منظّمة في المناطق مؤلّفة من مكوّنات سياسية حليفة غير شيعية يمكن الاتّكال عليها في المرحلة المقبلة من اجل حماية المناطق وتحصين ساحته من اي خرق امني مُحتمل.