لا تزال تداعيات الإعلان المفاجئ الذي كشف فيه الرئيس الأميركي، دونالد ترمب تناوله عقار هيدروكسي كلوروكين المضادّ للملاريا والذي انقسم المجتمع الطبي حول مدى نجاعته في مكافحة فيروس كورونا المستجد، تلقي بظلالها على الساحة الإعلامية في الولايات المتحدة والعالم على السواء.
إلا أن ضيفاً فرنسيا شهيراً دخل على خط مفاجأة ترمب، وهو الطبيب الموصوف بحماسته لهذا الدواء منذ تفشي الفيروس التاجي المستجد حول العالم.
فبعد أن رد الطبيب المثير للجدل ديدييه راوول، الذي كان أول المتحمسين لعقار الملاريا هذا، بسخرية على سؤال وجه له حول تناول ترمب للكوروكين، معتبراً أنه ليس طبيبه ولا علم له بما يفعله الرئيس الأميركي، عاد وقلل من كل تلك "الجلبة التي أثيرت حول الموضوع" متسائلا بسخرية لم يتعامل العالم مع "استعمال هذا الدواء" بكل تلك الهستيريا أو الجنون.
حالة من الهستيريا
وفي مقابلة مع إذاعة راديو كلاسيك الفرنسية، أمس الثلاثاء، قال الطبيب الذي يرأس مصلحة الأمراض المعدية في مستشفى مارسیلیا "هناك حالة من الهستيريا الجماعية سواء في الإعلام أو من قبل بعض المسؤولين الصحيين والأطباء حول العالم تجاه " هيدروكسي كلوروكين" الذي يعتبر أحد أكثر الأدوية وصفا واعتمادا في العالم.
كما أضاف كل الأطباء حول العالم وصفوا مرة أو أكثر هذا الدواء، فهو علاج عادي بسيط، "كلاسيكي"، إلا أن كما هائلاً من الهلوسات علقت عليه.
وتابع قائلا:" لقد اتهموه بأنه يسبب سكتة قلبية، وشتى أنواع الأمراض..".
إلى ذلك، اعتبر أن هناك شيئا من الجنون في التعاطي مع هذا الدواء، قائلاً: "كل من يرفض وصف أو معالجة مرضى كوفيد 19 بهذا الدواء مجنون تماما".
وكان ترمب أعلن مساء الاثنين، أنه يتناول منذ حوالي عشرة أيام، على سبيل الوقاية، عقار هيدروكسي كلوروكين المضادّ للملاريا.
وقال للصحافيين في البيت الأبيض "أتناوله منذ حوالي أسبوع ونصف، آخذ حبّة يومياً. في وقت ما سأتوقّف" عن تناول هذا العقار.
كورونا سينتهي ولن يعود بموجة ثانية
يشار إلى أن ديدييه معروف بتصريحاته النارية والتي تسبح عكس تيار الأطباء في فرنسا، فقبل أيام أيضاً اعتبر أن كورونا على وشك الانتهاء، مستبعداً ظهور موجات ثانية للوباء الذي أطاح بأكثر من 300 ألف إنسان حول العالم، على الرغم من تأكيد منظمة الصحة العالمية سابقا أن الفيروس المستجد قد لا يختفي أبداً.
كما أكد مجددا أن الفيروس يتراجع بشكل ملحوظ عالمياً، متوقعاً ألا تسجل إصابات جديدة بشكل كبير، بل انتهاء هذه الأزمة التي خضت العالم برمته.
إلى ذلك، أوضح أن كافة المعطيات العلمية تؤكد أن الفيروس في طريقه إلى الانتهاء، مضيفاً أن بعض الحالات ستظهر بطبيعة الحال هنا وهناك، لكننا لن نشهد بعد اليوم موجات تفش كالسابق، معتبراً أن دينامية الجائحة تراجعت بشكل كبير.