ولأول مرة، بات المرض، الذي يقتصر عادة على أفريقيا، منتشرا في 14 دولة على الأقل في أوروب، فضلا عن خمسة بلدان أخرى، خارج القارة السمراء.
Advertisement
ويعد جدري القردة مرضا معديا يسببه فيروس ينتقل إلى الإنسان من حيوانات مصابة، خصوصا القوارض. لكن الفيروس اكتشف للمرة الأولى عام 1958 بين مجموعة من قردة المكاك كانت تجرى عليها بحوث، ومن هنا سمّي المرض جدري القردة، كما أوضح المعهد الوطني للصحة والبحوث الطبية الفرنسي (إنسيرم).
وتتشابه أعراض العدوى مع أعراض الجدري، وهي الحمى والإرهاق والبثور التي تنتشر في الوجه والجسم.
وكان آخر انتشار كبير خارج إفريقيا في عام 2003، عندما تسببت كلاب البراري الحاملة لجدري القردة في أكثر من 70 حالة في الولايات المتحدة، لكن تم احتواؤه بسرعة حينها، بحسب مجلة "الإيكونوميست".
واقتصر انتشار المرض في أوروبا سابقا على المسافرين الجدد من أفريقيا، أو على اتصالاتهم الوثيقة.
وكانت الحالة الأولى التي تم العثور عليها في بريطانيا هذا الشهر تتعلق بشخص سافر مؤخرا من نيجيريا.
ونادرا ما يقتل هذا المرض الفيروسي، البالغين الأصحاء عند علاجه مبكرا، بحسب منظمة الصحة العالمية، لكنه قد يكون خطيرا على الأطفال والنساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة.
تقول المجلة إن المرض تسبب بالوفاة في الآونة الأخيرة بنسبة لا تتعدى 3 إلى 6 في المئة من الحالات المصابة، مشيرة إلى أن هذا المعدل زاد بسبب الرعاية الصحية السيئة في العديد من البلدان الأفريقية.
وأشارت أنه لم ترصد أي حالة مسجلة لأي شخص توفي بسبب جدري القردة، خارج القارة السمراء.
وبحسب الخبراء، فإن من المرجح أن السلالة السائدة في الكونغو، أكثر خطورة من سلالة غرب أفريقيا التي تنتشر الآن خارج القارة. .
ينتقل جدري القردة في أغلب الأحيان عن طريق ملامسة الجلد للجلد أو السوائل الجسدية أو المواد الملوثة، مثل الملابس والفراش.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن "انتقال العدوى يمكن أن يتسارع" خلال أشهر الصيف، حيث تكثر المهرجانات والحفلات، وأوصت بغسل اليدين جيدا وتوفير معدات الحماية للعاملين الصحيين.
ويتم نصح الأشخاص المصابينن والمتصلين بهم، بالعزل لمدة 21 يوما، وحثت المنظمة، السلطات الصحية على تتبع المخالطين لتقليل انتشار المرض.
لكن الفيروس الذي ينقل المرض ليس سريع الانتشار ولا يتحور بسرعة مثل كورونا أو الإنفلونزا، مما يعني أنه من غير المحتمل أن يصبح فجأة أكثر خطورة، كما أن الدول الغربية تعرف كيف تتعامل معه، حيث يمكن أن يساعد التطعيم الأشخاص على التعافي حتى بعد إصابتهم بالعدوى.
وتتتبع بلدان عدة حاليا المخالطين للمصابين بغرض تلقيحهم.
ورغم أنه من المحتمل أن تستمر الحالات في الارتفاع، فمن غير المرجح أن يؤدي جدري القردة إلى قرارات بالإغلاق على غرار ما حدث خلال جائحة كورونا.