أكدت كبيرة علماء منظمة الصحة العالمية الدكتورة سوميا سواميناثان أنه قد تم الاختبار السريري لجميع اللقاحات ضد فيروس كورونا المُستجد، التي تم تطويرها حتى الآن، وجرت على أشخاص بالغين تزيد أعمارهم عن 18 عامًا أو في حالة واحدة 16 عامًا، ولهذا السبب لم يتم السماح حتى الآن بحصول الأطفال أقل من هذه السن على جرعات اللقاح الحالية لحين إجراءات اختبارات سريرية، والمتوقع أن تبدأ قريبا.
جاء تصريح الدكتورة سواميناثان خلال لقاء أجرته معها فيسميتا جوبتا سميث، في الحلقة رقم 25 من المجلة المتلفزة "العلوم في خمس"، التي يبثها موقع منظمة الصحة العالمية على "تويتر" بغرض التوعية والتثقيف بشأن كل ما يتعلق بفيروس كورونا المُستجد، والذي تناول بالتفصيل كل المعلومات عن السلالات المتحورة من الفيروس وجدوى اللقاحات المضادة للفيروس وهل تجدي نفعًا ضد السلالات الجديدة.
وأضافت الدكتورة سواميناثان أنه سيتم الحصول على مزيد من البيانات حول الأطفال في الأشهر المقبلة، موضحة أن الاختبار شمل الأشخاص المصابين بالمرض للتأكد من أن اللقاحات آمنة وفعالة.
وقالت الدكتورة سواميناثان إنه يتم عادة اتباع هذه الخطوات في الاختبارات السريرية حيث يتم البدء بمتطوعين من البالغين، لأنه في حالة وجود أثر جانبي غير متوقع لا يعرف العلماء عنه، فإنه لا يمكن أن يكون الأطفال أول من يتعرض له.
كبار السن والأمراض المزمنةوأردفت الدكتورة سواميناثان قائلة إنه نظرًا لأن كوفيد-19 مرض أكثر خطورة وفتكًا لدى كبار السن، فقد حرص جميع المطورين على تضمين كبار السن والأشخاص المصابين بأمراض زمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب. وبالتالي، فإن الموافقات صدرت لتطعيم البالغين وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، بعدما أكدت الاختبارات السريرية أنها فعالة وآمنة لهم.
وأشارت سواميناثان أيضا إلى أن الإمدادات من اللقاحات محدودة عالميًا، وتستهدف في البداية أولئك الأكثر عرضة للخطر. لذا فإنه بحلول الوقت الذي تحصل فيه منظمة الصحة العالمية على البيانات الخاصة بالأطفال، فإنه سيكون هناك المزيد من اللقاحات المتاحة. وستضع منظمة الصحة العالمية حينذئذ الإرشادات الخاصة بالتطعيم للأطفال. ولكن حتى الآن، فإن اللقاحات متاحة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 18 عامًا.
تعبيرية
وحول المناعة لدى الأشخاص المتعافين من كوفيد-19، قالت الدكتورة سواميناثان إنه من المعروف أن معظم الأشخاص المصابين بكوفيد-19 يطورون استجابة مناعية، ولكن هناك مجموعة فرعية من الأشخاص، خاصة أولئك الذين أصيبوا بعدوى خفيفة جدًا وأحيانًا لا يعرفون ذلك لأنها في الغالب تكون بدون أعراض، فإن هؤلاء الأشخاص لديهم استجابة مناعية أقل قوة مقارنة بأولئك الذين تعرضوا لحالات شديدة، والذين تكونت لديهم استجابة جيدة من الأجسام المضادة. لذلك بشكل عام، توصي منظمة الصحة العالمية حاليًا بأن يحصل الأشخاص على لقاح إذا كانوا ضمن تلك المجموعة ذات الأولوية، بغض النظر عما إذا كانوا قد أصيبوا بعدوى سابقة أم لا.
وأضافت الدكتورة سواميناثان أن الأمر الجيد هو أن جهاز المناعة يتعرف على نفس المستضد، أي نفس البروتين للفيروس، لذا، حتى لو كان الشخص قد سبق أن أصيب بعدوى كوفيد-19 وحصل الآن على لقاح، فإن اللقاح سيعمل كمعزز ويؤدي إلى تقوية الاستجابة المناعية، من خلال كل من استجابة الأجسام المضادة وكذلك استجابة الخلايا التائية.
تعبيرية
وفيما يتعلق بالآثار الجانبية الشائعة لمجموعة اللقاحات الحالية، قالت الدكتورة سوميا سواميناثان إن ما يحدث عندما يذهب الشخص لتلقي اللقاح في عيادة ما، فإنه يتم اتباع ترتيبات محددة منها أن يتم الانتظار لفترة معينة في العيادة، لأن مقدمي الرعاية الصحية ينبغي عليهم مراقبة تأثير اللقاح على الشخص وما إذا كان هناك أي رد فعل تحسسي أم لا، وحتى يمكنهم الاعتناء بمن تظهر لديهم أي أعراض تحسسية تجاه اللقاح.
وشرحت أن الأعراض الشائعة بعد التطعيم عادة ما تكون ألمًا أو وجعًا أو احمرارًا أو تورمًا في الذراع في موضع الحقن، وربما يصاب متلقي جرعة اللقاح بحمى منخفضة الدرجة، أو ألم في الجسم أو صداع أو مجرد شعور بعدم الارتياح، موضحة أنها أعراض متوقعة لأن الجهاز المناعي للجسم هو الذي يتفاعل مع هذا المستضد الذي تم وضعه في الجسم ويستعد جهاز المناعة لمكافحته.
وأضافت الدكتورة سواميناثان أن هذه الأعراض شائعة بشكل عام وتستمر عادة يومين أو ثلاثة أيام على الأكثر.
وقالت إنه بعد تجاوز الأيام الثلاثة أو الأربعة الأولى، إذا ظهر على متلقي اللقاح أي شيء غير عادي أو إذا استمرت أي من هذه الأعراض أو كان لديه أعراض أخرى غير معتادة لا يعاني منها عادة، فإنه ربما يكون من المفيد الذهاب إلى نفس العيادة التي حصل فيها على اللقاح ليتم فحصه.