صدرت أمس طبعة جديدة للنسخة الفرنسية من رواية أغاثا كريستي البوليسية "عشرة عبيد صغار"، أحد الكتب الأكثر مبيعاً في العالم، ولكن بعنوان يخلو من كلمة "عبيد".
يأتي ذلك، بعد أن بادر أحد ورثة الكاتبة البريطانية الشهيرة بتغيير اسم النسخة الفرنسية لرواية الجريمة بقلمها معتبرا أنه قد يبدو مهينا للبعض في الظروف الحالية.
وبناء لقرار جيمس بريتشارد، وهو من الجيل الثاني من أحفاد الكاتبة، والذي يدير شركة Agatha Christie Limited المالكة لحقوق الإرث للكاتبة، أصبح اسم الرواية "كان عددهم عشرة".
وبرر بريتشارد موقفه قائلا : "حينما تمت كتابة الرواية كانت اللغة مختلفة وتم استخدام عبارات تم نسيانها اليوم. تستند القصة على أغنية للأطفال ألفها شخص آخر غير أغاثا كريستي، أعتقد أن الاسم الأصلي لم يستخدم أبدا في الولايات المتحدة. لقد تم تغييره في المملكة المتحدة في الثمانينيات واليوم نقوم بتغييره في جميع أنحاء العالم".
وأضاف في حديث لإذاعة "آر تي إل": "حتى لو شعر أحد بالإهانة بسبب الكتاب فهذا كثير جدا"، معبرا عن قناعته بأن الكاتبة كانت ستدعم قراره لأنها لم يعجبها أن شخصا ما يعاني بسبب كتابها.
وأشارت دار النشر التي أصدرت الكتاب إلى أن فرنسا كانت إحدى الدول القليلة التي استخدمت الاسم الأصلي للرواية التي نشرت لأول مرة في بريطانيا عام 1939 تحت اسم Ten Little Niggers.
وتجدر الإشارة إلى أن أغاثا كريستي (1890-1976) نشرت هذه الرواية عام 1939 وكان عنوانها "عشرة عبيد صغار". لكنّ النسخة الأميركية منها التي صدرت عام 1940 حملت بموافقة الكاتبة عنوان "وفجأة لم يبق منهم أحد"، واشتهرت الرواية في دول أخرى ناطقة باللغة الإنجليزية تحت الاسم الأخير.
ويأتي حذف اسم عبيد انسجاما مع ما تدعو إليه حركة "حياة السود مهمة" والتي تهدف إلى التخلّص من العنف ضد الأشخاص السود. وتنظّم الحركة مظاهرات ضدّ مقتل أفراد من العرق الأسود من قبل ضباط الشرطة بشكل منتظم، بالإضافة إلى مشاكل أخرى تتركز حول التنميط العنصري وعنف الشرطة واللامساواة القائمة على العنصرية في النظام القضائي في الولايات المتحدة.