قيمة فنية كبيرة فقدها الوسط الفني المصري والعربي صباح السبت، برحيل الفنان حسن حسني إثر تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة، دخل على إثرها المستشفى وتوفي بداخله.
الفنان الذي رحل عن عمر يناهر الـ 81 عاما، في ظل الاختلاف حول السنة التي ولد فيها، بعدما ذكر البعض أنه من مواليد عام 1931. إلا أن الكتاب الذي حمل اسم "المشخصاتي" وقدمه الكاتب طارق الشناوي بمناسبة تكريم حسن حسني بالدورة الـ 40 لمهرجان القاهرة السينمائي، ذكر أن الراحل من مواليد الـ 19 من شهر يونيو عام 1939.
وأكد الشناوي لـ"العربية.نت" أن الراحل أخبره أنه من مواليد 1939، ولكنه رغم ذلك يعلم أن بعض المشاهير لا يرغبون في الإفصاح عن أعمارهم الحقيقية وتكون لديهم الرغبة في الظهور بعمر أصغر.
مكتبة فنية ضخمة قدمها الراحل حسن حسني الذي تقترب أعماله من 500 عمل فني وهو رقم ضخم، من الصعب أن يصل إليه فنان آخر، ومع استمرار مسيرته لسنوات طويلة كانت هناك كواليس لا تنسى.
وليس غريبا أن يكون هناك إصرار من النجوم الشباب على الاستعانة بحسن حسني في أعمالهم التي تحمل بطولتهم، ولعل ما ذكره رامز جلال من قبل عن كونه ظل لثلاثة أيام في سيارته أمام منزل حسن حسني كي يقنعه بالمشاركة معه في فيلم "مراتي وزوجتي"، هو خير دليل على ذلك.
ويبدو أن ما حدث عام 1994 يفسر الأمر، حينما كان حسن حسني يشارك في مسرحية "حزمني يا" التي تتصدر فيها فيفي عبده المشهد، ويشاركها البطولة حسن حسني وشريف منير ومدحت صالح ومحمد هنيدي، حيث روى الناقد الفني طارق الشناوي لـ"العربية.نت" تفاصيل ما حدث.
وقتها لم يكن هنيدي سوى فنان شاب يبحث عن كتابة اسمه بين الكبار، ويبدو أن النص الخاص بالمسرحية لم يكن ليحقق طموحه الذي يسعى إليه، فهو دور بسيط للغاية.
قرر هنيدي أن يترك المسرحية بالفعل ويبلغ الجميع باعتذاره - حسب ما أكد الشناوي-، إلا أن حديثا دار بينه وبين حسن حسني تسبب في تغيير المسار، حيث قال له الراحل "أنا براهن عليك انك هتبقى النجم القادم.. اصبر شوية".
وقرر حسني أن يبتكر ويطور دور هنيدي في النص المسرحي، ومن هنا جاءت فكرة "القرين"، وأن يرتدي الثنائي نفس الملابس، وهو ما تسبب في نجاح كبير لدور "حمامة" الذي قدمه هنيدي.
وأكد الشناوي أنه خرج من المسرحية كمشروع بطل، وبالفعل شارك عام 1997 بفيلم "إسماعيلية رايح جاي" وحقق نجاحا كبيرا، قبل أن تأتي البطولة الأولى عام 1998 بفيلم "صعيدي في الجامعة الأميركية".
تركيبة خاصة ساهمت في تكوين الراحل حسن حسني، حيث لم يكن يشاهد أعماله على الإطلاق، وفسر ذلك في لقاء تلفزيوني سابق بكونه لا يشبه زملاءه الذين يهرعون إلى رؤية مشاهدهم بعد تصويرها.
فهو يثق في نفسه ويعلم ما يقدمه جيدا أمام الكاميرا، لذلك لا يرغب في أن يشاهد نفسه مرة أخرى، وحينما يكون لديه شك خلال التصوير، لا يجد حرجا في إيقاف التصوير وطلب الإعادة، ولم يذهب مطلقا لحضور عرض خاص من أجل مشاهدة فيلم قدمه.
كما أنه كان سريع الغضب، وهو ما ذكره الراحل عزت أبو عوف من قبل، حينما كان الثنائي في كواليس عمل مسرحي، وكان أبو عوف لا يؤدي بشكل جيد، فغضب منه حسن حسني.
أبو عوف قرر أن يمازح حسني بشكل غير معتاد، فأعد لنفسه كوبا من القهوة ولكنه وضع شطة بداخلها، وذهب للحديث مع حسن حسني، فنصحه الأخير أن يركز قليلا وأن يشرب القهوة كي تزيد تركيزه، فما كان من أبو عوف إلا أن يرد عليه قائلا "طب اتفضل اشرب يا أستاذ".
وحينما أمسك حسني بالقهوة وحصل منها على رشفة، قام بإلقائها بشكل غاضب وركض خلف عزت أبو عوف كي يتشاجر معه بسبب هذا الأمر.