يستمر مسلسل حرملك في موسمه الثاني على التوالي في لفت الأنظار وإثارة الجدل بين متابعيه ومنتقديه على حد سواء، بعد موسم أول لم يخلُ أيضاً من بعض الجدل.
موالون ومعارضون في مشهد واحد
منذ بداية الأزمة السورية انقسم الممثلون بين مؤيد ومعارض للنظام، مع اعتكاف البعض الآخر عن إبداء آرائهم السياسية للعلن، إلا أن أبرز الفنانين المعارضين علناً كان بلا شك الممثل جمال سليمان، أحد أبطال العمل الفني في جزئيه الأول والثاني، الذي يعمل في ذات المسلسل مع أبرز الممثلين الموالين، أمثال باسم ياخور وجيني إسبر وهبة نور، في تجربة لا نراها كثيراً في هذا الوقت الذي تحكمه التجاذبات، لا سيما أن المنتجين السوريين ابتعدوا في الفترة الأخيرة عن التعاون مع الممثلين المعارضين، ما أجبر هؤلاء على البحث عن أسواق أخرى للعمل، كحال جمال سليمان الذي اقتصرت أعماله لفترة طويلة على الدراما المصرية، وأمثاله الكثيرين.
الجمهور هو الرابح الأكبر
هدف الدراما الأسمى – كم هو معلن على الأقل - هو التقريب والتآلف بين الشعوب والحضارات، ولعل الدراما السورية تقوم بهذا الدور في الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، وأيضا في ظل التجاذبات السياسية والطائفية في سوريا، حيث يرى كثيرون ممن تصفحنا آراءهم على مواقع التواصل أن مشاركة النجوم السوريين من مختلف التوجهات يعطي بارقة أمل أن تتعمم هذه الظاهرة على واقع المجتمع السوري بأكمله، بعد تسع سنوات أليمة من الصراع بين أبناء البلد الواحد.
سوق العرض يفرض الانقسام
لا يخلو المشهد الدرامي في الوطن العربي من التدخل السياسي، حاله حال أغلب القطاعات الأخرى، حرملك على سبيل المثال لاقى رفضا تاماَ من القنوات السورية الرسمية، التي غيبته عن أخبارها الفنية تماماً في موسميه الاثنين، كيف لا وهي تغيب حتى الأعمال الدرامية التي أنتجتها هي نفسها، في حال تواجد الممثلين " المغضوب عليهم " أمثال جمال سليمان ومي سكاف وغيرهما الكثير. الأمر ذاته ينطبق على القنوات المدعومة تركياَ وقطرياً، حيث حاربوا العمل الفني نتيجة عرضه لواقع البلدان العربية في زمن الاحتلال العثماني، وزاد بعضهم على ذلك بمهاجمة العمل حتى من الناحية الفنية، عبر الأخبار والبرامج التي بثتها منذ بدء العمل.
جدير بالذكر أن مسلسل " حرملك " هو من إنتاج إياد النجار ( كلاكيت ميديا ) وتأليف الكاتب سليمان عبد العزيز وإخراج تامر إسحاق.