بين العبقرية والثقة بالنفس التي يصفها البعض بالغرور لعب الفنان محيي إسماعيل أهم الأدوار الدرامية، ونجح في منطقة منفردة، وبرع في تجسيد دور المريض النفسي والمعقد بشكل جعله يطلق على نفسه ملك السيكو دراما ويصنف موهبته على أنها أعلى من ألباتشينو. وفي حوار خاص مع "العربية.نت" تحدث محيي إسماعيل عن موهبته ومشروعه عن الرئيس الليبي معمر القذافي، وتصدره الترند على مدار أسابيع طويلة، كما كشف عن رأيه في سينما الشباب
*في البداية ما شعورك بتصدر الترند لأسابيع طويلة بعد حوار قصير مع أحد المراسلين وهل ترى ذلك عيبا أم حظا سعيدا؟
**أنا لا أعرف الترند ولم أهتم يوما بذلك بالعكس ربما لست متابعا جيدا لما يسمى وسائل التواصل الاجتماعي رغم علمي أن النجوم يتنافسون عليها وأنها أصبحت موضة يتسابق عليها الممثلون، وأنا طوال عمري لم أهتم إلا بفني فقط وأن أكون صادقا وحقيقيا في كل ما أفعله، وربما الحظ ضحك لي وتعب السنين جنيته بسبب جملة عفوية مع مراسل قلت فيها "ها ايه تاني اللي بعده.. وجسدت فيلم الرصاصة في جيبي وكنت عبقري"، فصارت كما تقولون ترند وأنا سعيد جدا به.
*يقال إن هذا الانتشار الأخير عبر السوشيال ميديا عرف الأجيال الجديدة على شخصيتك وأعمالك فما رأيك؟
**طبعا هذا كلام حقيقي، فبعدما شاهد الناس محيي إسماعيل أو بمعنى أصح اكتشفني الجيل الجديد الذي قد يكون غير مهتم بأفلام لم يعاصرها فوجئت بالحب الشديد وأن الأجيال الحديثة "بتفهم كويس جدا" وتقدر الفن والموهبة، وسررت أكثر عندما بدأ الشباب يشاهدون أعمالي ويبحثون عن أفلامي والبرامج التي سجلتها لأنال حظا ربما لم يتوفر لي في الفترة الماضية التي تقدر بسنوات، وكنت أتمنى من زمان بعيد أن يدرك الناس موهبة محيي إسماعيل الدرامية والكوميدية أيضا.
*هل صحيح أنك تعاقدت على عدد كبير من الأفلام بعد تصدرك أحاديث الناس في الفترة الماضية؟
**عرضت علي عشرات الأعمال وجاءتني عروض من نجوم كبار لأشارك بأفلامهم وأدرس هذه المشروعات لأختار ما يناسبني، وطبعا رفضت أي دور لا يرتقي لموهبتي وقدراتي، كذلك أرفض من يحاول وجودي بعمل فني ليستغل موقفا كوميديا تحدث عنه الناس فقط، فأنا ممثل مهم ولن أتنازل عن هذا الوضع.
*لماذا شاركت في مهرجان الإسكندرية الأخير وهل كنت من المكرمين؟
**لم أكرم في المهرجان ولكنني حرصت على المشاركة لأنني أحب هذا المهرجان وكنت ضمن لجنة تحكيم الأفلام العالمية، وهذا تقديرا لخبرتي الطويلة في هذا المجال ومشاركاتي في أعمال خارج النطاق المحلي، وتمتعي بثقافة سينمائية مميزة وضخمة.
*ألم تخجل بعض الشيء من الإعلان عن طلبك شقة من الرئيس السادات بعد فيلم الإخوة الأعداء؟
**أنا لا أخجل من شيء قمت بعمله، وواقعة السادات وذكرها كانت في إطار أن الرئيس شاهد فيلم الأخوة الأعداء ودوري الذي جسدته، وكان مفروضا أنني مريض بالصرع، ومن شدة مفاجأته بأنني سليم وبرعت في دور مريض الصرع طلبت منه الشقة فوافق على الفور ومنحني إياها، وكنت فعلا محتاجا لها بشدة، وذكرت الموضوع حتى تتعلم الأجيال الجديدة الإخلاص في العمل، وأن لكل مجتهد نصيب، وأنه كلما كافحت ستكافأ حتما، وعموما أنا رجل بسيط جدا ولا أفكر في اعتبارات مجتمعية لا تعنيني.
*لك تصريح شهير "أنك أفضل من الباتشينو" فما قصته؟
**القصة حدثت أثناء تكريمي في الولايات المتحدة، نعتني البعض بآل باتشينو السينما المصرية، وهذا أثار غضبي جدا لأنني بالفعل أفضل منه، فقد مثلت منذ 43 عاما أدوارا معقدة ولم يكن هناك ممثل اسمه الباتشينو أصلا وقتها، ولهذا من الظلم أن ألقب بشخص أتى بعدي بسنوات طويلة وقدم أعمالا تشبه ما قدمته بعد سنوات من نجاحي فيها، وأرى المقارنة ظالمة في كل الأحوال، فهو تتوفر له كل الظروف الصحية للعمل في صناعة السينما ويتقاضى ملايين بينما أنا عملت في ظروف ضعيفة جدا وقدمت إبداعات، ولهذا فالمقارنة في صالحي أنا وليس العكس، وأراهن أنه لو شاركت معه بالأوسكار سأفوز عليه بلا شك.
*لماذا تخصصت في نوعية أدوار السيكو دراما رغم صعوبتها؟
**هذه الأدوار صعبة جدا وعندما ظهرت لم يكن أي ممثل يجرؤ على تقديمها، وقررت أن يكون وجودي مختلفا ولافتا فيما يخاف منه غيري، لهذا اخترت هذه النوعية ومثلتها بعبقرية ووضعتني على القمة منذ بداياتي.. وأنا عكس النجوم يبدأون بأدوار بسيطة ثم يصعدون ببطء نحو القمة، أما أنا فبدأت بالقمة مباشرة، ورغم مشاركتي في فيلم الإخوة الأعداء مع 10 نجوم كنت الأبرز من حيث الدور وقتها.
*يعترف الجميع بأنك ممثل قوي لكنك لم تحصل على بطولات مطلقة ولم تصبح نجم شباك مثل أبناء جيلك محمود ياسين وحسين فهمي ونور الشريف وأحمد زكي فما رأيك؟
**لا تعنيني البطولات المطلقة بقدر ما يعنيني تأثير الدور وأهمية تواجدي، وهذا حققته وراض تماما عما وصلت له من نجاح، فهناك عشرات من نجوم الشباك كما يقولون لكن لا يوجد ملك للسيكو دراما غيري.
*لكن النجومية والبطولات المطلقة حققت لغيرك شهرة وثراء وأنت لم تحقق ذلك؟
**الفلوس آخر اهتماماتي ولم أسع يوما إليها في حياتي، والنجومية لا تنقصني وحققتها بكل معاييرها بتمثيلي وتفردي بالأدوار الصعبة جدا التي لم يقدمها معظم جيلي.
*كيف ترى الجيل الجديد من النجوم وهل ترى فيهم موهبة تشبهك؟
**الجيل الجديد رائع ومميز وبه مواهب هائلة، ومن أبرز المواهب التي جذبت انتباهي الراحل خالد صالح. وفي الشباب كريم عبد العزيز وأحمد حلمي وكل ممثل شاب حقق جماهيرية هو بكل تأكيد موهوب ويستحقها.
*أعلنت استنكارك لفيلم الجوكر الأميركي رغم رأي البعض أن بطله مثل شخصية شبيهة بأدوارك فما الحكاية؟
**الفيلم به تمثيل عظيم ولكنه بائس جدا ويحض على الكراهية والفوضى والبغض وقتل الأغنياء وتنامي شعور الحقد لدى الفقراء، وأنا ضد هذه المبادئ تماما لأنها تفسد المجتمع ولا تشبهنا على الإطلاق، في الوقت الذي يجب علينا نشر الحب ومبادئ السلام النفسي والمجتمعي، وهذا سبب رفضي لهذا الفيلم.
*وما حكاية تحضيرك لمسلسل عن الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي؟
**هذا مشروع لدي منذ سنوات وأجهز له لأنني كنت قريبا جدا من ابن القذافي، ولن أتناوله بشكل كوميدي مثلما يحاول البعض الادعاء بالعكس سأبرز جوانب حقيقية في شخصية القذافي، وقد اتفقت مع ابنته عائشة القذافي حول الخطوط العريضة للعمل.