يقع منزل أشهر أدباء القرن التاسع عشر Honore de Balzac في أحدِ شوارعِ العاصمةِ الفرنسية، وهو آخر منزل سكنه قبلَ رحيله. كان يقضي فيه ما يقاربُ الخمس عشرة ساعة بين الكتابةِ الليلية التي كان يبدأُها في منتصفِ الليل، وبين القهوةِ التي كانت يتناولها بشكلٍ شبهِ مستمر .
قطنَ بالزاك هذا المنزلَ لمدةِ سبعةِ أعوام وكتبَ ثلثَ أعمالهِ على هذه الطاولةِ المتواضعةِ التي رافقته إلى معظمِ الأماكنِ التي سكنَها في باريس. إذْ عُرِفَ بكثرةِ تغييرِ مكانِ سكنه هربا من الضرائب، وكتبَ في هذا المنزلِ قصصاً عدة أشهرُها Les Cousin Pensent La Raboyeuse / La Cousine Bete وكذلك La Comedie Humaine التي شيع خطأ أنها اسم موسوعة بالزاك. وهي تجسدُ تصنيفَ الإنسانِ حسبَ طبقتِه الاجتماعية.
لم يكمل موسوعته
وكان يعمل على إنجاز مشروع أكبر بكثير من موسوعة، إذ أراد أن يصنف طبقات المجتمع في موسوعة تماما كما فعل في القرن الثامن عشر أدباء آخرون في عالم الحيوان، لكن القدر أمر بوفاته قبل أن يتمم تلك الموسوعة، إذ أنجز منها 100 صفحة من أصل 150.
ومع الزمن والتطور العمراني وتنقل بالزاك الكثير من بيت لآخر في باريس، تم هدم جميع البيوت التي قطن فيها هذا الأديب الفرنسي. وفي بدايات القرن العشرين، قام معجبو بالزاك باستئجار هذا البيت لعرض أعماله على نطاق خاص، وبات يعد متحفا عاما.
الهدفُ من زيارةِ هذا البيتِ أو المُتحف هو ليس فقط التعرفُ على قصةِ ومذكراتِ المؤرخ Honoré de Balzac، بل أيضا إثارة فضولِ الزائر للتعرفِ على رواياتِه التي تُرجمت وتُدرَّسُ في أهم مدارسِ وجامعاتِ العالم.