في الـ15 من شهر نوفمبر عام 1944 ولد الفنان الراحل محمد نجم بمحافظة الشرقية، وانتظر حتى مطلع السبعينيات من أجل الكشف عن مواهبه بالتمثيل، حيث شارك في البداية بأدوار صغيرة في عدد من الأفلام والمسلسلات، قبل أن ينضم إلى فرقة عبد المنعم مدبولي المسرحية، ويبدو أنه وجد ضالته في المسرح.
بعدما أسس مسرحه الخاص وابتعد عن السينما والتلفزيون، ليبرع في المسرح الكوميدي من خلال الأعمال التي قدمها ونالت إعجاب الجمهور واستحسانه، ومنذ البداية رأى نجم أنه تلميذ مخلص للراحل عبد المنعم مدبولي دون أن يقلده.
مسيرة فنية حافلة قدمها الراحل محمد نجم، قبل أن يغيب عن المسرح لسنوات، وهو ما تحدث عنه في لقاء تلفزيوني ظهر من خلاله قبل رحيله ليعرب عن حزنه مما بات يقدم في السينما والمسرح والتلفزيون.
وأعرب عن انزعاجه من العري والإسفاف والموضوعات التي باتت تطرح في الأعمال الفنية، وهو ما يرفضه ويرى أنه يضر بالمجتمع على عكس كل ما يقال.
الضحك يأتي من الرجال!
وتطرق نجم للحديث عن غضبه من حال الفن، وكذلك بعض الفتاوى التي حصل عليها وتتعلق بشرعية ما يقدم، مبديا اعتراضه على مشاركة المرأة في التمثيل بشكل مبتذل.
وأكد بطل مسرحية "عش المجانين" أنه حاول قدر المستطاع ألا يسمح بأي ملابس مبتذلة للسيدات على المسرح الخاص به، إلا أن هذا الأمر لا يفلح في السينما، مشيرا إلى كونه بحث عن نصوص وروايات مسرحية تعتمد في قوامها الأساسي على الرجال لأن الضحك دائما ما يأتي من الرجال.
واستشهد الفنان الراحل بمسرحيته "عش المجانين"، معتبرا أن الضحك كله كان يأتي من جانبه، ومن جانب الفنان حسن عابدين.
ويبدو أن هناك أعمالا في تاريخ الراحل لم يكن يفضلها، حيث أكد أن مسلسلي "خرج ولم يعد" و "غابة من الأسمنت" لا يفضل ذكرهما على الإطلاق، حيث كانا في بداية عمله بالتلفزيون وقدمهما دون اقتناع ما جعله يشعر بالندم عليهما.
وهاجم الراحل جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، معتبرا أن الجهاز لا يقوم بدوره بشكل جيد، وهو ما تسبب في ظهور أعمال هابطة تعرض للجمهور.
شفيق يا راجل!
وكشف نجم عن كواليس الجملة الشهيرة له "شفيق يا راجل" في مسرحية "عش المجانين"، مؤكدا أنها جاءت من خلال ارتجاله، ولم تكن ضمن النص المسرحي، حيث نسي وقتها النص المكتوب وتوجه ناحية الملقن محاولا تنبيهه إلى كونه نسي النص، إلا أنه وجد الجمهور يتجاوب مع ما يقوله بالضحك فقرر الاستمرار في الارتجال.
يذكر أن الفنان المصري أعلن اليوم الأربعاء عن وفاته في أحد المستشفيات بحي المهندسين في القاهرة، بعدما دخل في غيبوبة منذ أيام إثر إصابته بجلطة دماغية، ورحل عن عمر ناهز 75 عاما.