افتتح ظهر اليوم الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، وأعرب عن سعادته للانتهاء من هذا المشروع الضخم، والذي استمر قرابة الخمس سنوات بتكلفة مقدارها أكثر من 22 مليون جنيه، واصفاً افتتاح مشروع ترميم قبة ضريح الامام الشافعي بأنه أفضل احتفال بيوم التراث العالمي، مؤكدا على أن هذا المشروع هو تجسيد للدور الذي تقوم به الوزارة في الحفاظ على الآثار المصرية عامة والإسلامية خاصة سواء بالتمويل الذاتي أو بالتعاون مع بعض الجهات الدولية.
وقامت الوزارة في شهر نوفمبر الماضي بافتتاح مسجد الإمام الشافعي الملاصق للقبة بتمويل من وزارة الأوقاف. كما أنه ساهم في إضافة منطقة جذب سياحي جديدة للزائرين، حيث إن القبة هي أحد أهم الآثار الإسلامية في مصر وواحدة من أشهر القباب الضريحية بها ليس فقط لعمارتها وقبتها الخشبية الأضخم ولكن لأنها ضريح الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي أحد الأئمة الأربعة ومؤسس المذهب الشافعى والقاضي والفقيه والرحالة والشاعر.
وأضاف العناني أن مبنى القبة يتضمن أمثلة نادرة للزخارف الجصية والأعمال الخشبية المزخرفة وتكوينات بديعة من الخشب الملون بأنماط مميزة، ليصبح المبنى سجلاً بصريًا لطرز الزخارف الإسلامية على مر العصور.
وأوضح العميد مهندس هشام سمير، أن مشروع الترميم المنفذ في الفترة بين 2016 و2021، استهدف معالجة عدد من مظاهر التداعيات الإنشائية والمعمارية حيث تضمنت أعمال الترميم الخارجية ترميم الجص المزخرف، أما عن الأعمال الداخلية فتضمنت ترميم الأخشاب الملونة، والتكسيات الرخامية الملونة، بالإضافة إلى الإصلاحات الإنشائية للمباني، وأعمال ترميم الأسقف والتبليط، وكذلك مجموعة من أعمال الترميم الخاصة مثل ترميم التوابيت الخشبية والمقصورات والتكسيات الرصاص، والعشاري وهو المركب الذي يعلو القبة.
كما تم تطوير نظام الإضاءة وإضافة لوحات توضيحية تشرح القبة ومكوناتها للزائرين، بالإضافة إلى توثيق مبنى القبة وتفاصيله الزخرفية توثيقًا شاملاً.
وأثناء أعمال مشروع ترميم قبة الإمام الشافعي تم العثور في الأرضية علي بقايا جدران قبة فاطمية لم تُذكر من قبل في المصادر التاريخية وأشرطة كتابية خلف عناصر معمارية أحدث بالإضافة إلى عناصر زخرفية مستترة خلف طبقات من الطلاء الحديث، مشيرة إلى أن هذه الاكتشافات الجديدة والتى تم إظهارها وتوثيقها بالقبة الأثرية، تعتبر إضافة بالغة الأهمية لعمران القبة الضريحية وتطورها. وقد قام فريق العمل بإعداد مقترح تفصيلي لعمل مركز للزوار يتم استحداثه بالموقع لعرض المكتشفات وسرد قصة القبة ومحيطها بأسلوب تفاعلي شيق.
وأشار الدكتور أسامة طلعت، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية أن القبة الضريحية للإمام الشافعى تقع بجوار مسجد الإمام الشافعي، وتحديدًا بقرافة الإمام الشافعى بالقاهرة. شيد هذه القبة الضريحية السلطان الكامل الأيوبي عام 1211 م/608 هـ أعلى قبر الإمام الشافعي إكراما وتعظيما له.
والإمام الشافعي هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع المعروف باسم الإمام الشافعي. ولد الشافعي في غزة عام 150 هـ / 767 م، ونشأ في مكة المكرمة ودرس على يد الإمام مالك صاحب المذهب المالكي في الفقه السني، ثم استقل بمذهبه الخاص (الشافعي). قدم الشافعي إلى مصر عام 198 هـ / 813 م وألقى دروسه في جامع عمرو بن العاص، ونبغ على يديه العديد من العلماء المصريين، وتوفي عام 204 هـ / 819 م ودفن في تربة أولاد ابن عبد الحكم في القرافة الصغرى.
وفي عهد صلاح الدين الأيوبي قام ببناء تربة الشافعي عام 572 هـ / 1176 م، وهي أول مبنى يقوم على قبر الشافعي. وينسب الضريح الحالي إلى السلطان الأيوبي الكامل محمد الذي شيده مكان ضريح فاطمي سابق بعد دفن والدته هناك عام 608 هـ/ 1211 م. وفي عام 574 هـ / 1178م، تم الانتهاء من عمل التابوت الخشبي الذي يعلو التربة. وهو مزخرف بحشوات هندسية منقوشة نقشاً غاية في الإتقان، وكتب عليه آيات قرآنية وترجمة حياة الشافعي واسم صانعه (عبيد النجار) بالخطين الكوفي والنسخ الأيوبي، أما القبة الخشبية الحالية فهي من التجديدات التي قام بها السلطان قايتباي عام 885 هـ/ 1480م، كما جدد الضريح أيضاً السلطان قانصوه الغوري، وقام والي مصر علي بك الكبير أيضا بتجديده.