أب الأزياء الجاهزة يرحل.. وفاة بيير كاردان عن 98 عاماً

غيّب الموت صباح اليوم المصمم الفرنسي بيير كاردان عن عمر 98 عاماً. وهو ترك وراءه إمبراطوريّة تُقدّر بحوالي 640 مليون دولار أميركي، وتجتمع تحت لوائها مئات التراخيص المنتشرة حول العالم.

فما كانت أبرز المحطّات في حياة هذا المصمم الذي كان "أب" الأزياء الجاهزة ومناصراً للأسلوب المستقبليّ في صناعة الموضة.

ولد هذا المصمم الفرنسي في العام 1922 بمنطقة قريبة من مدينة البندقيّة الإيطاليّة. وقد تحوّل إلى أحد رموز الموضة في ستينيّات القرن الماضي إلى جانب مصممين آخرين أمثال باكو رابان وأندريه كوريج. عُرف بيير كاردان بتقديمه مجموعات أزياء مستوحاة من عوالم الفضاء، وقد دفعته نظرته إلى ابتكار مفهوم "الأزياء الجاهزة" وتطوير الرخص الجاهزة في مجالات مختلفة بعيدة أحياناً عن عالم الموضة، مما عرّضه لانتقادات عدة في حينها.

انتقل بيير كارادان من إيطاليا إلى باريس في العام 1945، ليتدرّج في مشاغل خيّاطين معروفين أمثال جان باكان وإلسا شياباريللي قبل أن ينتقل للعمل في دار كريستيان ديور ويُشارك في ابتكار "تايور بار" إحدى أبرز القطع الأيقونيّة التي عُرفت بها هذه الدار.

في العام 1950، أطلق بيير كاردان دار أزيائه الخاصة عن عمر 28 عاماً وقدّم أول مجموعاته من التصاميم في العام 1953 ليبدأ بتحقيق النجاح تلو الآخر. وهذا ما دفعه إلى افتتاح أول متجر خاص بالأزياء الجاهزة النسائية أطلق عليه اسم "Eve" تبعه في العام 1975 متجر خاص بالأزياء الجاهزة الرجاليّة أطلق عليه اسم "Adam".

من تصاميم بيير كاردان

شكّلت مرحلة ستينيّات القرن الماضي منعطفاً مهماً في حياة بيير كاردان المهنيّة، إذ نظّم في العام 1959 أول عروض أزيائه النسائية الجاهزة، وفي العام 1960 أول عروض أزيائه الرجاليّة الجاهزة. وهو كان يقول في هذا المجال "الأزياء الجاهزة أبرز إنجازاتي في مجال الموضة، في عصر لم يكن فيه سوى الخياطة الراقية التي كانت مصدراً لهدر الأموال".

تمتّع بيير كاردان برؤية مستقبليّة للسوق جعلته محطّ انتقادات عديدة وتسبّبت بطرده من نقابة الخياطين الفرنسيين. وهو عمل على تحويل دار أزيائه إلى علامة تجاريّة ليضمن لها الاستمرارية وطوّر مفهوم التراخيص ليضم إلى علامته صناعة ورق الجدران، السيجار، المياه المعدنيّة، البياضات المنزليّة، وحتى أواني المائدة. وهذا ما جعل اسم Pierre Cardin يصل إلى مئات الدول ويظهر كتوقيع على أدوات متنوّعة.

كان بيير كاردان أول من قدّم عروض أزياء ضخمة ومميّزة منها في صحراء غوبي المنغوليّة، على متن حاملة طائرات صينيّة، في الساحة الحمراء بموسكو بحضور أكثر من 200 ألف شخص، في فيللا مديسيس بروما، وفي القصر الأبيض ببلغراد.

في سبعينيّات القرن الماضي، حاول بيير كاردان توسيع نطاق أعماله ليدخل مجال تصميم الأثاث، والمجوهرات، والعطور ثم انتقل إلى مجال المطاعم وأصبح مالكاً لمطعم Maxim’s الباريسي الشهير في العام 1981. اهتمام بيير كاردان طال أيضاً مجال الفنون، إذ أسس في العام 1970 تجمّعاً للرسامين والنحاتين والمخرجين. وهو أنشأ في العام 2006 متحفاً حمل اسم "ماضي-حاضر-مستقبل" يؤرّخ لشغفه بالتصميم من خلال عرض 200 قطعة من الأزياء الفاخرة والأثاث التي تحمل توقيعه.

قدّرت مجلة Challenges المتخصصة بالأعمال موخراً، قيمة علامة Pierre Cardin بحوالي 640 مليون دولار أميركي. ورغم أن نشاط المصمم اقتصر على تقديم عروض متقطّعة في السنوات الأخيرة، إلا أن علامته بقيت تحقق مداخيل مهمة عبر تراخيصها المتعددة. فقد فهم بيير كاردان باكراً أهمية تطوير علامة تجاريّة من خلال بيع حقوق استثمارها في مجالات مختلفة. وهو كان يقول بكل فخر: "استطعت بمفردي ودون أي تمويل، أو مصرف، أو مستشارين أن أنجح في تحويل دار أزيائي إلى علامة ناجحة وتحقق أرباحاً مهمة في وقت اضطرت فيه أسماء كبيرة في مجال الموضة للانضمام إلى تجمّعات للعلامات الفاخرة كي تضمن تحقيق استمراريتها."

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى