في ظل أوضاع مالية صعبة يعيشها لبنان، لا يبدو أن الفن ومؤسساته بمنأى عن نقص التمويل وغياب الدعم، مما دعا إحدى المؤسسات في بيروت ، وهي "سينما متروبوليس"، للجوء إلى جمع التبرعات لاستكمال مسيرتها.
ويواجه لبنان المثقل بالديون متاعب مالية ناتجة عن تباطؤ في تدفقات المال المطلوب لتمويل الحكومة والاقتصاد الذي يعتمد على الاستيراد.
واجتمع عشاق السينما ليل الثلاثاء الماضي في باحة "متحف سرسق" في بيروت لدعم "جمعية متروبوليس آرت سينما" لإبقاء السينما الوحيدة في البلاد المخصصة لعرض الأفلام المستقلة وغير التجارية على قيد الحياة.
وشارك أكثر من 400 شخص في حفل سينمائي وموسيقى في الهواء الطلق بهدف جمع التبرعات لـ"سينما متروبوليس" التي كادت تغلق أبوابها.
وخلال الحفل، الذي دعمه "معهد غوته" الثقافي الألماني تم عرض الفيلم الألماني الصامت "فارايتي"، وذلك بمناسبة ختام الدورة السادسة من "أسبوع الفيلم الألماني".
وتعتبر "جمعية متروبوليس آرت سينما" مؤسسة غير ربحية تروج لفن السينما وتهتم بالأفلام المستقلة في لبنان والمنطقة وبمهرجانات سينمائية مختلفة منذ عام 2006.
وهذه أول حملة لجمع التبرعات تهدف إلى استمرارية الجمعية التي تعتمد في الجزء الأكبر من تمويلها على الاتحاد الأوروبي والسفارات الأجنبية. واستهدفت الحملة جمع نحو 50 ألف دولار.
وجاء الحفل بمثابة محاولة إنقاذ أخيرة من هانيا مروه مديرة "جمعية متروبوليس" التي ترى أن المساعدات للأنشطة الثقافية قد تقلصت في العالم وليس في لبنان فقط.
وبسبب انخفاض الدعم الخارجي وعدم إقبال الشركات الراعية محلياً والوضع الاقتصادي المالي الصعب، فقد تضافرت كل هذه العناصر لتشكل ضغطاً على المؤسسات الثقافية وبينها "متروبوليس"، كما تقول مروة.
وأضافت مروة في حديث لوكالة "رويترز": "الإقبال على السينما قل بنسبة 30%، ومنذ ثلاث سنوات وحتى الآن لا نستطيع الحصول على مساعدات وزارة الثقافة اللبنانية.. هذه السنة استثنائياً صعبة".
وتسترجع مروة الوضع قبل إقامة الحفل الذي لم يعرف بعد عائده قائلة: "لم أكن واثقة أننا سنستطيع أن نكمل عام 2019، كان ممكن أن نغلق في ديسمبر/كانون الأول"، لكنها أضافت أن حفل جمع التبرعات أصلح الحال وسيبقي السينما مفتوحة.
من جانبها، اعتبرت ميريام ساسين وهي منتجة أفلام ومديرة مهرجان "مسكون" لسينما الرعب والفانتازيا والخيال العلمي أن "متروبوليس" هي المكان الوحيد الذي تجد فيه أفلاماً مستقلة في لبنان.
وقالت ساسين لـ"رويترز": "متروبوليس دافعت عن السينما اللبنانية ووجودها واستمراريتها"، مشيرةً أنه لو أقفلت هذه السينما سيختفي جزء من هوية مدينة بيروت الثقافية.