يحتفل عشاق القهوة، في أنحاء مختلفة من العالم، بيوم القهوة العالمي في الأول من شهر تشرين الأول أكتوبر، والذي يصادف اليوم الثلاثاء.
وشاركت المنظمة العالمية للقهوة التي أطلقت هذا اليوم، في هذه المناسبة، عبر حثّ مستهلكي القهوة في المقاهي أو مصنعي تلك المادة المرغوبة على نطاق واسع، في جميع أنحاء العالم، على المساهمة بتحسين دخل المزارعين الذين هم المصدر الأساسي لتقديم تلك المادة للتجار وللمستهلكين.
وبحسب ما أشارت إليه منظمة القهوة العالمية التي تضم 77 بلداً ينتجون 98% من مادة البن، و67% من مستهلكيها، فإنها تعمل على تسليط الضوء على المصاعب التي يعاني منها المزارعون، مشيرة إلى أن سعر فنجان القهوة الذي يتناوله المستهلك في أي مقهى حول العالم، أغلى بكثير مما يتقاضاه المزارع، بل إن ما يتقاضاه في الواقع، أقل بكثير من ثمنه في أي مقهى، مؤكدة في هذا السياق أن المزارعين لا يجنون مالاً يكفيهم لإعالة أنفسهم وعائلاتهم، إلى الدرجة التي يمكن فيها، أن يحجموا عن زراعة البن، مستقبلاً، بحسب بيان منظمة القهوة العالمية الذي حذّر من تفاقم تلك الظاهرة التي قد تؤثر على إنتاج القهوة عالمياً في المستقبل.
وتعتبر البرازيل، الدولة الأكبر زراعة وتصديراً للبن، على مستوى العالم، ومن الدول العربية التي تشتهر بصناعة ثمار القهوة، التي هي البن، اليمن، وهي من أعضاء المنظمة العالمية للقهوة.
القَهو الإشباع
ويرد اسم القهوة في اللغة العربية، أصلاً، للخمر، من القهو. وتجمع أمهات المعجمات العربية، على أن الخمر سمّيت بالقهوة، كونها تُقهي شاربها عن الطعام، وتذهب بشهوته. فيما تحدّد أمهات أخرى، القصد من الذهاب بالشهوة، بمعنى الإشباع، أي أنها تقهي، بمعنى تُشبِع.
وفيما الأصل، في كلمة القهوة للخمر، القهو، الإشباع، فقد أُطلق هذا الاسم على (القهوة) التي نعرفها حالياً، وهي المشروب الناتج من حبوب البن بعد غليها بالماء. ويورد (تاج العروس) للزبيدي، رحلة انتقال هذا الاسم القهوة، بعدما يشير إلى أصله اسماً للخمر ومن الإشباع والذهاب بشهوة الطعام: "قلتُ، هذا هو الأصل في اللغة، ثم أطلقت على ما يشرب الآن من البُنّ لثمر شجرٍ باليمن، يقلى على النار، قليلاً، ثم يدق ويغلى بالماء". مع الإشارة إلى أن صاحب تاج العروس، كان من عشاق القهوة والبن اليمني، فألّف كتاباً بهذا الخصوص، يحمل اسم: (تحفة بني الزمن في حكم قهوة اليمن).
عربيان.. الفنجان والقهوة
ويشار في بعض استعمالات العربية القديمة، للقهوة، بمعنى الشبع الكامل، فكان يقال القهوة، أي الشبعة المُحْكمة، وبه سميت الخمر قهوة، وكذلك كانت اسماً للبن المحض، لأنه يُدار كما تدار القهوة، يوضح الزبيدي في تاجه الذي نقل سرداً ثانياً لرحلة اسم القهوة التي يبدو أن لها فوائد علاجية كما قال: "بُنٌّ، ثمر شجر باليمن... يخلّف حباً كالبندق... وإذا تقشّر انقسم نصفين، وقد جُرّب لتجفيف الرطوبات، والسعال، والبلغم، والنزلات، وفتح السدد، وإدرار البول، وقد شاع الآن اسمه بالقهوة إذا حُمِّصَ وطُبِخَ بالغاً".
وعادة ما تتصل كلمة القهوة، مع كلمة الفنجان، حيث العبارة شديدة الورود على اللسان العربي الحديث: "فنجان قهوة" واعتُقد في أصل غير عربي، لكلمة الفنجان، فيما توضح أمهات العربية أن الأصل عربي صرف، وهو كامن في كلمة (فلجان) التي حوّرت إلى (فنجان).
الفِلج، في بعض معانيه في العربية القديمة، هو مِكيال، في الأصل، لمقادير مختلفة، بحسب الاستعمال. ويورد الزبيدي سالف الذكر، بيتا شعريا عربيا يظهر معنى كلمة الفلج: "قال الجعدي يصف الخمر: ألقى فيها فلجان من مسك دارين/ وفلج من فلفلٍ ضرمِ". ثم يستند على المسميات التي وردت في البيت فيقول: "قلتُ: ومن هنا يؤخذ قولهم للظَّرف المُعَدّ لشرب القهوة، وغيرها، فِلجان، والعامة تقول فنجان، وفنجال، ولا يصحّان".