الأموال التشغيلية
مبلغ الـ100 مليون دولار الذي تمت الموافقة عليه، بعد أشهر من المطالبات والمخصّص للتحويل إلى الخارج لاستيراد المواد الأولية، ليس هبة ولا منحة ولا قرضاً أو سلفة، بل هو من أموال الصناعيين الخاصة بهم، والمجمدة في المصارف التي تمنع التصرف بها بسبب إجراءاتها غير المقبولة وغير المبرّرة. وهو يشكل فرصة للصناعيين لشراء المواد الأولية بداية لتحرير رؤوس الأموال التشغيلية. ووفق وزير الصناعة عماد حب الله، فإن سلامة وعد القطاع الصناعي بمدّه بمزيد من الجُرع المالية خلال الشهر المقبل "إذا أمكن".
رهينة القلق
على المصارف إيقاف القبض على الأموال والحجز عليها في ما يشبه الحجر الصحي، أو التوقيف الإحتياطي، فالموضوع وفق حب الله، ليس فيروس كورونا وليس قضية شيك من دون رصيد. ولا بد من أن يبادر مصرف لبنان والمصارف الخاصة إلى تحرير أموال المودعين. فالسياسات الخاطئة بدفع الفوائد المرتفعة أوصلتنا إلى الوضع الحالي، وإلى ما يرزح تحته اللبنانيون حالياً. والمطلوب حالياً وضع السياسات المرنة والتشجيعية والتحفيزية لتشغيل الأموال في مشاريع وتوظيفات انتاجية، و"آن الأوان لأن تدور الآلات في المصانع، وتشغل الدورة الاقتصادية، وتؤمن تكاملها"، يقول حب الله.
الصناعيون لم يكتفوا بوعود سلامة وتأييد حب الله، فقصدوا وزير المال غازي وزني لرفع مطالبهم، التي تتمثّل بتأمين التمويل اللازم لاستيراد المواد الأولية للتصنيع والإنتاج، ومعالجة التهريب والتهرب الجمركي، وأخذ إجراءات لتحفيز القطاعات الإنتاجية، وتشجيع الإستثمارات ومنع الهدر ومعالجة الأكلاف المتعلقة بالطاقة المكثفة، بالإضافة إلى معالجة قضية سعر صرف الدولار. لكنهم رغم ذلك ما زالوا رهينة القلق من عدم الالتزام معهم بتسهيل تحويلاتهم المالية لاستيراد المواد الأولية.
مئات المصانع
ويتخوّف المصدر من عدم التزام مصرف لبنان في الأشهر المقبلة بتحويل الأموال الموعودة. إذ أن مخزون غالبية المواد الاستهلاكية شارفت على الإنتهاء. وباتت دورة الإنتاج وتأمين السلع الضرورية للأسواق مهدّدة بالتوقف، "وهناك مئات المصانع قلّصت أعمالها بسبب شح الدولار والعجز عن استيراد المواد الأولية اللازمة للصناعة، في وقت تعيش فيه الأسواق حاجة ماسّة للصناعات اللبنانية في ظل تراجع حجم استيراد المواد الاستهلاكية الأجنبية".
يُذكر ان القدرة الإنتاجية للقطاع الصناعي تراجعت خلال الأشهر الماضية بنسبة تراوحت بين 25 و75 في المئة على اختلاف المصانع وطبيعة إنتاجها.
المصدر: لبنان 24