صندوق الاستثمارات العامة السعودي (المعروف أيضاً بـ “الصندوق السعودي للاستثمار” بالإنجليزية: Saudi Public Investment Fund) هو أحد أكبر الصناديق السيادية في العالم. تأسس هذا الصندوق في عام 1971م، وتمتلكه حكومة المملكة العربية السعودية. يهدف الصندوق إلى دعم تنويع الاقتصاد الوطني وتعزيز التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة للمواطنين السعوديين.
أعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي وشركة بيريللي للإطارات S.P.A (بيريللي) المتخصصة في صناعة الإطارات، توقيع اتفاقية مشروع مشترك لتأسيس مصنع للإطارات في المملكة.
ستبلغ حصة الصندوق من المشروع المشترك الجديد 75%، في حين ستمتلك “بيريللي” نسبة 25%، كما ستكون شريكاً تقنياً استراتيجياً لدعم تطوّر المشروع، من خلال توفير الخبرات الفنية والتجارية.
ومن المتوقع أن يبدأ المصنع الإنتاج في 2026، وتشمل منتجاته تصنيع الإطارات عالية الجودة التي تحمل العلامة التجارية لـ “بيريللي”، والمخصصة لمركبات نقل الركاب، كما سيُنتج المشروع إطارات تحمل علامة سعودية جديدة موجهة للأسواق المحلية والإقليمية. وتبلغ القيمة التقديرية للاستثمارات في المشروع ما يقارب 2 مليار ريال. سيكون للمشروع تأثيراً محايداً على أهداف شركة “بيريللي” لتقليص المديونية حتى عام 2025.
وتمثّل الاتفاقية خطوة جديدة نحو تحقيق هدف جعل المملكة مركزا عالمياً لتصنيع السيارات بحلول 2030، كما يظهر أثر الصندوق في قيام قطاع السيارات على مستوى عالمي في المملكة، من خلال قيادة التحول على مستوى القطاع وتعزيز القدرات المحلية في مجالي التصنيع والبنية التحتية، والإسهام في زيادة قوة سلاسل الإمداد محلياً.
ومن أبرز الاستثمارات في هذا المجال، إعلان الصندوق وشركة هيونداي موتور مؤخراً توقيع اتفاقية مشروع مشترك بهدف إنشاء مصنع عالي الأتمتة لتصنيع السيارات في المملكة باستثمارات تتجاوز 1.8 مليار ريال. كما أعلن الصندوق مؤخراً إطلاق الشركة الوطنية للاستثمار في قطاع السيارات والتنقل “تسارُع”، وهي شركة استثمارية متخصصة في تطوير القدرات المحلية لسلاسل إمداد قطاع السيارات والتنقل في المملكة.
وعمل الصندوق على العديد من الاستثمارات في قطاع التنقل، ومنها الاستثمار في شركة “سير” أول علامة تجارية سعودية لصناعة السيارات الكهربائية، إلى جانب الاستثمار في شركة “لوسِد” للسيارات الكهربائية، والتي افتتحت في المملكة مؤخراً أول مصنع عالمي لها لإنتاج السيارات الكهربائية.
ونظرا لمكانة “بيريللي” العالمية المتقدمة في تصنيع الإطارات، ستعمل على تقديم خبرات ومعرفة تقنية تدعم تطوير وتشغيل مصنع الإطارات الجديد. ويجسّد هذا المشروع المشترك التزام الصندوق وبيريللي بإنشاء علامة رائدة محلياً وإقليمياً توطّن قدرات تصنيع الإطارات والتي تُعتبر مكوّناً أساسياً في المنظومة المتكاملة لتصنيع السيارات.
وتقدر القدرة الانتاجية للمصنع بـ 3.5 مليون إطار سنوياً، حيث يسهم المصنع إيجابياً في الاقتصاد الوطني، مع التزامه بالاستدامة البيئية. وسيكون المشروع ركيزة لجذب المزيد من الاستثمارات النوعية إلى المملكة.
وينسجم المشروع مع استراتيجية “بيريللي” للتصنيع محليا في أسواقها الرئيسية، وستكون الشركة بذلك أول مصنّع دولي رفيع المستوى للإطارات يُطلق عمليات إنتاجه في المملكة.
وقال يزيد بن عبدالرحمن الحميّد، نائب المحافظ، ورئيس الإدارة العامة لاستثمارات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في صندوق الاستثمارات العامة: “يهدف صندوق الاستثمارات العامة من خلال المشروع المشترك مع “بيريللي” لبناء قدرات انتاج في سلاسل القيمة الخاصة بقطاع المركبات والتنقل، وتعظيم فرص مساهمة القطاع الخاص. كما يشكّل هذا التعاون محطة مهمة ضمن جهودنا لتنويع الاقتصاد الوطني وتعزيز الاستدامة وتوطين قدرات التصنيع في المملكة.”
من جانبه، قال ماركو ترونشيتي بروفيرا، نائب رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لشركة بيريللي: “دخول مجال التصنيع المحلي في المملكة يمثّل فرصة كبيرة لـ “بيريللي”، نظرا لمكانة المملكة باعتبارها واحدة من أبرز الأسواق الواعدة في العالم، وتركيزنا على منتجاتنا ذات الجودة العالية، والإطارات المخصصة للسيارات الكهربائية. نحن سعيدون بالشراكة مع صندوق الاستثمارات العامة، لتحقيق أهدافنا المشتركة في قطاع السيارات”.
ويشترط لإتمام الاتفاقية الحصول على الموافقات الرسمية من الجهات ذات العلاقة واستيفاء شروط الاتفاقية.