تداول روّاد مواقع التواصل في مصر فيديو يظهر اعتداء عناصر من الشرطة الرومانية بالضرب على مصري وزوجته، خلال تواجدهما على متن طائرة رومانية في مطار بوخارست.
وأثار الفيديو غضباً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وقررت الجالية المصرية في رومانيا ملاحقة شركة الطيران الرومانية قضائياً.
وبدأت تفاصيل الواقعة عند صعود المصري، حسن سلامة، وزوجته إلى الطائرة المتجهة إلى القاهرة، حيث كانا قادمين من فرنسا ووصلا إلى بوخارست كـ"ترانزيت" فقط.
وضعت زوجة سلامة بعض حقائبها بجوار مقعدها في الطائرة، الذي تصادف أنه كان بجانب باب الطوارئ. فطلبت منها مضيفة نقل الحقائب من المقعد، وفقاً لما تنص عليه تعليمات الأمان، إلا أن الزوجة رفضت ذلك بإصرار.
وفي تبريرها للرفض، قالت الزوجة إن الحقائب تحتوي جوازي سفرها هي وزوجها وبعض المصوغات الذهبية والأوراق المهمة، إلا أن المضيفة أصرت على طلبها، فنشبت بينهما مشادة كلامية تطورت لشجار انتهى باستدعاء الشرطة.
وحاول أفراد الشرطة إنزال الراكب المصري وزوجته بالقوة لتحرير محضر لهما ومنعهما من السفر، وسط صراخ الزوجة، ومحاولة الزوج الاستغاثة بالركاب من المصريين، فيما وثق بعضهم الواقعة بالفيديو.
إثر الواقعة، تدخل بعض أعضاء الجالية المصرية في رومانيا، وتطوعوا لتقديم مذكرة قانونية بالواقعة وملاحقة شركة الطيران قضائياً.
ونشر يوسف عبدالقادر، وهو باحث في "المركز الأوروبي لدارسات مكافحة الإرهاب" ورئيس منظمة "محبي مصر في بلجيكا"، فيديو الواقعة وشهادة لإحدى الراكبات عبر حسابه على موقع "فيسبوك".
وأعلن عبد القادر تواصله مع سلامة وأسرته بالتنسيق مع رئيس الجالية المصرية في رومانيا، واستعداده لملاحقة الشركة قضائيا.
بدورها، تدخلت الحكومة المصرية وطلبت تحقيقاً في الواقعة. وتواصلت نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج، مع صلاح عبد المقصود سفير مصر في رومانيا، الذي أكد لها أن الواقعة حدثت داخل الطائرة ببوخارست، وهي محطة الترانزيت لرحلة الراكب المصري وزوجته المغربية الجنسية، واللذين كانا يستقلان طائرة الخطوط الرومانية في طريقهما من فرنسا إلى القاهرة.
وذكر السفير المصري أن مشادة حدثت بين طاقم الطائرة والراكبة المغربية نظراً لوضعها حقيبتها الخاصة عند باب الطوارئ الذي تصادف جلوسها بجواره، مما اعتبروه خطراً لسلامة وأمن الركاب على متن الطائرة، ومتعارضاً مع إجراءات تأمين الرحلة. وقد رفضت المسافرة المغربية تغيير مقعدها إلى مكان آخر.
وأضاف السفير أن "الموقف تحول من حوار إلى شجار مع الأسرة، أدى إلى استدعاء طاقم الطائرة سلطات أمن المطار، التي أجبرت الأسرة على ترك الرحلة وإلغاء التذكرة".
وتوجه القنصل المصري برومانيا إلى المطار فور إبلاغه بالواقعة، حيث اكتشف أن الراكب غادر رومانيا إلى مصر عبر الخطوط التركية متوجهاً إلى شرم الشيخ ثم القاهرة.
وأشار القنصل إلى متابعة السفارة المصرية والمغربية التحقيقات الجارية مع السلطات المعنية لمعرفة كافة تفاصيل الحادث، وما ستسفر عنه التحقيقات، وإطلاع الوزيرة على تطور سير التحقيقات في هذا الشأن.
في سياق متصل، تواصلت وزارة الهجرة مع رموز الجالية المصرية في رومانيا، للتأكيد على استمرار متابعة الموقف مع السفارة المصرية لحين انتهاء التحقيقات الخاصة بالحادث وما ستسفر عنه.
