تونس.."ديكتاتورية" الغنوشي تشعل الخلاف داخل "النهضة"

تونس.."ديكتاتورية" الغنوشي تشعل الخلاف داخل "النهضة"
تونس.."ديكتاتورية" الغنوشي تشعل الخلاف داخل "النهضة"

تعيش حركة النهضة صراعا حادا بين قياداتها، بسبب الخلافات حول الأسماء المرشحة للظهور في القوائم الانتخابية الخاصة للانتخابات البرلمانية، وهيمنة رئيس الحركة راشد الغنوشي على القرار في عملية الاختيار.

رسالة لاذعة

"اتق الله في حركة النهضة"، هي الرسالة التي وجهتها قيادات من الحزب إلى رئيسه راشد الغنوشي، منتقدين تدّخله في اختيار مرشحين بطريقة غير ديمقراطية، وعدم احترامه للقوائم التي اختارها كبار الناخبين في الحزب، للترشح للانتخابات البرلمانية.

كما أجرت حركة النهضة في يونيو/حزيران الماضي، انتخابات داخلية على مستوى المحافظات، ليختار كبار الناخبين فيها (أعضاء المكاتب المحلية والجهوية للنهضة والمستشارين البلديين التابعين لها) أعضاء قوائم الحركة التي ستترشّح للانتخابات التشريعية المقبلة.

"خطوة انقلابية"

وقبل أيام من إيداع القوائم النهائية للمترشحين للانتخابات البرلمانية لدى الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات، أدخل المكتب التنفيذي للنهضة تغييرات على القوائم الأولية التي وقع عليها الاختيار في انتخابات الحزب الداخلية، وأزاح أسماء ثقيلة من رئاسة بعض القوائم، بطريقة فاجأت قيادييه، الذين رأوا فيها "خطوة انقلابية" على إرادة قواعد الحزب، من أبرزها القياديين البارزين عبد اللطيف المكي وعبد الحميد الجلاصي، الذين تم إزاحتهما من قوائم "تونس الكبرى" وتعيينهم في كل من دائرة الكاف ونابل، وكذلك القيادي محمد بن سالم، الذي تم إقصاؤه من رئاسة قائمة محافظة زغوان، التي فاز بها في الانتخابات الماضية.

وبعد سنوات من الانضباط السياسي، جاءت هذه الخطوة لتكشف حجم الانقسام والتصدّع الذي باتت تعيشه حركة النهضة وتعكس عدم احترامها لقواعد الديمقراطية،وذلك قبل أشهر على موعد الإنتخابات البرلمانية والرئاسية، حيث انتفضت القيادات المقصية في وجه الغنوشي ووجهت له رسائل غاضبة، تنتقد فيها دكتاتوريته وسياساته وتفردّه بالقرار.

وفي هذا السياق، اتهم القيادي بحركة النهضة عبد اللطيف المكي في رسالة وجهها إلى الغنوشي، المكتب التنفيذي للحزب وقيادته، بـ"تدمير المناخات الداخلية للحركة والتعسّف على القانون وتصفية حسابات داخلية"، مشيرا إلى المظلمة التي تعرض لها وعددا من قيادات الحركة ونساءها وشبابها، بعد تغيير القائمات، وإزاحة أسمائهم وتعويضها بأسماء أخرى، بطريقة لم تحترم فيها نتائج الإنتخابات الداخلية.

"اتق الله"

ورفض المكي ترّشيحه لرئاسة القائمة البرلمانية لمحافظة الكاف، موجها رسالة شديدة اللهجة إلى الغنوشي قال فيها "أدعو رئيس الحركة أن يتقيَ الله في حركتنا وشبابنا ونسائنا واخوتنا"، وهي الرسالة نفسها التي وجهها الرئيس السابق لمكتب رئيس حركة النهضة و عضو مجلس الشورى، زبير الشهودي، وانتقد في تدوينة نشرها الخميس، قرار المكتب التنفيذي إزاحة النساء من ترؤس القوائم الإنتخابية.

وقبل نحو أسبوعين، قدم القيادي في حركة النهضة لطفي زيتون، استقالته من منصب المستشار السياسي لرئيس الحركة راشد الغنوشي، في خطوة كشفت أيضا حجم المعارك والخلافات داخل حزب النهضة وصراع بين جناحين على الزعامة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى