قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين إنه سيتحدث إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترمب هذا الأسبوع في إطار مبادرة فرنسية لتفادي تصعيد التوتر في الشرق الأوسط.
وذكر ماكرون في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الصربي "الزخم الذي بنيناه في الأسابيع القليلة الماضية حال، حسب اعتقادي، دون وقوع الأسوأ ودون ردود الفعل المبالغ فيها من الجانب الإيراني".
وأضاف "في هذه الظروف الصعبة، سنواصل وساطتنا وعملنا التفاوضي".
تمسك أوروبي
وقرر الأوروبيون بذل "كل جهد ممكن" لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم مع إيران لكن استحالة الالتفاف على العقوبات الأميركية لا يترك لهم فرصة كما أفاد وزراء الخارجية الأوروبيون الاثنين في بروكسل.
وصرح وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هانت، لدى وصوله لاجتماع مع نظرائه الأوروبيين "لم يمت الاتفاق بعد" ونريد أن نعطي لإيران "فرصة للعودة عن تدابيرها المخالفة لتعهداتها".
من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، "اتخذت إيران قرارات خاطئة رداً على القرار الأميركي الخاطئ بالانسحاب من الاتفاق وفرض عقوبات تؤثر بشكل مباشر على المنافع الاقتصادية التي كان بإمكان البلد الحصول عليها من الاتفاق".
وأضاف "نود أن تعود إيران إلى الاتفاق" وتحترم تعهداتها.
ويأمل الأوروبيون في إقناع الإيرانيين برغبتهم في مساعدتهم بآلية "انستكس" للمقايضة التجارية مع إيران للالتفاف على العقوبات الأميركية من خلال تفادي استخدام الدولار.
لكن الوضع معقد. وقال دبلوماسي أوروبي إن العقوبات الأميركية ذات التأثير الواسع أدت إلى انسحاب الشركات الأوروبية من إيران وانهارت التجارة.
ولم يعد بإمكان إيران تصدير نفطها وباتت محرومة من معظم إيراداتها. وتراجعت الصادرات النفطية من 1,5 مليون برميل يومياً إلى 700 ألف برميل يومياً، وهذا لا يكفي لاستمرارية الاقتصاد كما ذكر مصدر أوروبي.
اعتقال الباحثة الفرنسية
إلى ذلك، أوضح ماكرون أنه لم يتلق بعد أي "توضيح وجيه" من السلطات الإيرانية بشأن احتجاز الباحثة فاريبا عادلخاه التي تحمل الجنسيتين الفرنسية والإيرانية.
وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الاثنين أن باحثة فرنسية-إيرانية في جامعة مرموقة في باريس، أوقفت في إيران ولم يسمح لها بالاتصال بالموظفين القنصليين.
ومن شأن توقيف فريبا عدلخاه الباحثة البارزة في علوم الأنثروبولوجيا والعلوم الاجتماعية في جامعة العلوم السياسية، أن يتسبب بتصاعد التوتر بين باريس وطهران في وقت حرج في الأزمة المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني.
وقالت الوزارة في بيان إن "السلطات الفرنسية أُبلغت مؤخراً بتوقيف فريبا عدلخاه" مؤكدة أنها تحمل الجنسيتين.
وأضاف البيان أن "فرنسا تدعو السلطات الإيرانية للكشف عن كامل تفاصيل وضع السيدة عدلخاه وتكرر مطالبها، خصوصاً فيما يتعلق بالسماح فورا بإجراء اتصال قنصلي معها". وقال البيان "حتى الآن لم يرد جواب مرض".