لم يكن بيان وزارة الداخلية الكويتية الخاص بضبط خلية إخوانية من 8 مصريين مدانين بعمليات عنف في مصر ومحكوم عليهم بالسجن 15 عاما هو الأول الذي يكشف تواجد خلايا إخوانية مصرية في الكويت.
في عام ٢٠١٣ قامت السلطات الكويتية بترحيل ٧٠ مصريا من مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي بعد تظاهرهم أمام السفارة المصرية في الكويت احتجاجا على عزله، وتبين أن غالبيتهم من عناصر جماعة الإخوان.
قضية القابوطي
وفي العام ٢٠١٤ ألقت الأجهزة الأمنية الكويتية القبض على القيادي الإخواني محمد القابوطي نوفل المتهم بحرق مركز شرطة في بورسعيد، والمشاركة في تظاهرات والتحريض على النظام، وتسلمته مصر من الكويت لمحاكمته وأخرين، بارتكاب جرائم استعراض القوة والتلويح بالعنف والقتل العمد واستعمال القوة مع موظفين عموميين وتخريب الأملاك العامة والإتلاف العمدى فى القضية رقم 367 جنايات قسم العرب لسنه 2014.
وقتها وجه النائب الكويتي الراحل نبيل الفضل سؤالاً برلمانياً إلى وزير الداخلية آنذاك الشيخ محمد الخالد عن كيفية دخول القابوطي إلى الكويت ومن ساعده ومن وفر له الإقامة؟
في العام ٢٠١٦ ألقت السلطات الكويتية على ثلاثة مصريين متهمين بقتل وتخريب وحرق وتم ترحيلهم لمصر.
وفي العام 2017 قام الإنتربول المصري، باستعادة عنصريين إخوانيين هما أحمد عبد الموجود خضيري محمد، وعلى حمودة حسن عبد العال، وكانا مطلوبان في القضية رقم 4903 لسنة 2014 جنايات سوهاج، وصادر ضدهما حكم بالسجن المشدد 10 سنوات بتهمة القتل العمد واستعراض القوة.
تفاصيل القبض على الخلية الإخوانية
مصادر مصرية كشفت لـ"العربية.نت" تفاصيل أخرى عن الخلية الإخوانية التي ضبطتها السلطات الكويتية الجمعة، وقالت إن هولاء الثمانية وآخرين مدرجون ضمن قوائم الإرهاب التي أصدرتها السلطات المصرية، وأرسلت مذكرة توقيف بحقهم للشرطة الدولية "الإنتربول " لملاحقتهم والقبض عليهم، مضيفة أنه تم التأكد من وجودهم في الكويت، وقامت السلطات الكويتية بالقبض عليهم بعد تحديد أماكنهم.
وأضافت أن المتهمين وآخرين شاركوا في اعتصام رابعة، وتورطوا في عمليات عنف عقب الفض، كما شاركوا في عمليات عنف أمام مسجد القائد إبراهيم في الإسكندرية، وعمليات حرق وتفجيرات وإلقاء عبوات ناسفة وتحريض على التظاهر ،وتخريب ممتلكات عامة وخاصة في القاهرة وسوهاج والإسكندرية ، وحيازة أسلحة وذخائر.
لماذا لجأوا إلى الكويت؟
لكن لماذا لجأت هذه العناصر الإخوانية إلى الكويت تحديدا دون قطر وتركيا أو ماليزيا، وهي الدول التي يلجأ إليها عناصر الإخوان الهاربين من مصر؟ ثم كيف ومتى هربوا؟
ويجيب أحمد عطا الباحث في الإرهاب الدولي بمنتدى الشرق الأوسط في لندن على ذلك، ويقول لـ" العربية.نت " إن اختيار الكويت لهروب هؤلاء إليها، ليس من فراغ، فالكويت لديها فرع قوي لإخوان مصر، ويعمل في حماية تامة وكاملة من تنظيم الإخوان في الكويت، وهؤلاء العناصر الفارة إليها يمكن توفير عمل لهم وبسهولة في الكويت من خلال المحافظ المالية والمشروعات الاستثمارية التي يديرها إخوان مصر وبرعاية من إخوان الكويت، وتشكل رافدا هاما وكبيرا لاقتصاد التنظيم الدولي للإخوان.
وكشف عن أن اختيار الكويت جاء لتخفيف الضغط على قطر وتركيا، ولإبعاد العيون الأمنية عن تلك العناصر التي يتم استغلال أسمائها في عمليات غسيل وتهريب أموال.
كيف خرجوا من مصر.. ومتى؟
ويجيب على ذلك عمرو فاروق الباحث في تاريخ حركات الإسلام السياسي ويقول لـ "العربية. نت" إن هذه العناصر وغيرها خرجت من مصر قبل صدور أحكام قضائية ضدها، وخرجوا في الفترة ما بين سبتمبر 2013 وحتى نوفمبر 2013، قبل أن تصدر مذكرات توقيف بحقهم، أو صدور أحكام قضائية ضدهم، ولذا خرجوا ودون مشكلات أو عقبات.
ويضيف أنه فور أن تم استصدار مذكرات أمنية بتوقيفهم بعد ثبوت تورطهم في العنف، تم اكتشاف سفرهم، وبالتالي صدرت ضدهم أحكام غيابية، وبناء عليها أرسلت السلطات المصرية مذكرات للإنتربول للقبض عليهم وهو ما بدا يجري عن كثب وبتعاون أمني تام بين مصر والكويت.