اتهمت مجلة "إسرائيل ديفينس" المتخصصة في الشؤون العسكرية وزارة الخارجية الإيرانية ووزير خارجيتها، محمد جواد ظريف، بالقيام بأدوار تتجاوز مهامهم الدبلوماسية ومن بينها دعم حزب الله وعملياته الإرهابية.
وذكر يوسي منشاروف في مقال له أن استخدام النظام الإيراني أجهزته الدبلوماسية الرئيسية، لتمويل منظمة إرهابية، حزب الله، وأذرعها العسكرية في معظم الدول الغربية، يجعل وزارة الخارجية ضمن سلسلة من الآليات والأدوات التي يستخدمها الحرس الثوري على مر السنين لتمويل حزب الله، والميليشيات الشيعية العراقية، وكذلك المنظمات السنية التي تخدم إيران مثل حماس والجهاد الإسلامي. وتشمل هذه الآليات، إضافة إلى البعثات الدبلوماسية، البنوك المختلفة وشركات الطيران الإيرانية والصناديق الخيرية. وأشارت إلى زيارة الوزير جواد ظريف إلى قبر عماد مغنية، رئيس الجناح العسكري لحزب الله، في عام 2014 على أنه يعبر عن طبيعة العلاقة التي تتجاوز العمل الدبلوماسي.
وأضافت المجلة أن المشاركة المباشرة لوزارة الخارجية الإيرانية في الترويج للهجمات الإرهابية والأنشطة التخريبية الإيرانية في جميع أنحاء العالم معروفة منذ زمن طويل. ففي سبتمبر 1987، كشفت وكالة المخابرات المركزية عن وجود المادة 210 من وزارة الخارجية. ووفقاً لـ"سي آي إي"، تعمل وزارة الخارجية كمركز عمليات رئيسي ينسق أنشطة موظفي المخابرات الإيرانيين في الخارج، وكثيراً ما يرسل تعليمات إلى موظفي المخابرات بشأن الهجمات الإرهابية.
التورط بتمويل حزب الله
وقالت إن تورط الخارجية الإيرانية أصبح معروفاً في أعقاب كشف سبق أن أعلن عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بينيامين نتنياهو، وتحديداً عن تورط الخارجية الإيرانية في تمويل حزب الله، وأن وزارة الخارجية الإيرانية تتولى مهمة الترويج للإرهاب والدفاع عنه. وقالت إن العلاقة المباشرة بين وزارة الخارجية الإيرانية وحزب الله ليست طارئة فقد سبق للزعيم الإيراني الراحل علي أكبر هاشمي رفسنجاني (1934-2017)، الرجل الثاني في التسلسل الهرمي للنظام الإيراني، أن اعترف بدور أمني للسفير الإيراني، في لبنان وكذلك سفراء إيران في الدول الرئيسية الأخرى في الشرق الأوسط مثل أفغانستان والعراق واليمن وسوريا، بالتنسيق مع الحرس الثوري.
تكتسب لقاءات ظريف مع نصر الله منذ تعيينه وزيراً للخارجية في عام 2013 أهمية إضافية. من المحتمل أن هذه الاجتماعات تضمنت أيضاً البعد المالي للعلاقات بين إيران وحزب الله
مجلة "إسرائيل ديفينس"
في ضوء ذلك، تكتسب لقاءات ظريف مع نصر الله منذ تعيينه وزيراً للخارجية في عام 2013 أهمية إضافية. من المحتمل أن هذه الاجتماعات تضمنت أيضاً البعد المالي للعلاقات بين إيران وحزب الله. من المهم التأكيد على أنه وفقاً لوكالة الاستخبارات المركزية، كان نصر الله نفسه متورطاً بشكل مباشر في العديد من الهجمات الإرهابية التي شنها حزب الله، بما في ذلك عمليات خطف الرهائن واختطاف الطائرات وغيرها من الهجمات الإرهابية من قبل المنظمة حتى قبل تعيينه أميناً عاماً لحزب الله في عام 1992. وبالتالي، فإن الاعتقاد بوجود فارق بين الجناح السياسي والجناح العسكري لحزب الله يخالف حقيقة عمل هذا التنظيم. واجتماعات ظريف مع نصر الله لها صلة مباشرة بالأنشطة الإرهابية للمنظمة كما تقول المجلة.
وطالبت بأنه "كما تم إخضاع الشخصيات الإيرانية واللبنانية التي تنتمي إلى الجهاز المالي الذي قام بتحويل الأموال من إيران إلى حزب الله للعقوبات الأميركية فإنه ينبغي إدراج الوزير ظريف ووزارة الخارجية إلى قائمة العقوبات".
"النووي" وميزانية حزب الله
وطالبت المجلة بفضح "حقيقة دور وزارة الخارجية الإيرانية ورئيسها ظريف وصورة الدبلوماسية المزعومة التي يتباهون بها، وتوضيح الحقيقة للرأي العام الأوروبي حول نشاطات ظريف ورجاله، بتوليهم مهمة إيصال الأموال مباشرة لحزب الله، مما يشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي لأوروبا"، كما تقول المجلة.
وأشارت إلى العلاقة الوثيقة بين الصفقة النووية والميزانية الإيرانية السنوية المخصصة لحزب الله، والتي تضاعفت أربع مرات في ضوء الاتفاق النووي إلى 800 مليون دولار، وأنه تم تخفيضها مؤخراً بسبب العقوبات الأميركية ضد إيران.
وقالت المجلة إن حزب الله، وفقاً لسجلات مكتب التحقيقات الفيدرالي، مسؤول عن قتل المدنيين والجنود الأميركيين أكثر من أي منظمة إرهابية أخرى باستثناء القاعدة، حيث يشكل تهديداً حقيقياً لأمن الولايات المتحدة. وأن إيران تستخدم وزارة الخارجية الإيرانية لتمرير الأموال للنشاط الإرهابي من قبل حزب الله في الولايات المتحدة.