رفع السودانيون شعارات عديدة خلال حراكهم منذ ديسمبر الماضي، كان أبرزها شعار "تسقط بس" في إشارة لحكومة البشير المخلوع، وهو شعار سبقته وتلته شعارات أخرى، من بينها "نحن الجيل الراكب راس ما بيحكمنا رئيس رقاص" نسبة لتكرار رد البشير على مطالبهم بالرقص فقط في كل لقاءاته التي كان يعدهم فيها ولا ينفذ وعوده، مما جعلهم ينسجون شعارا آخر يقول: "الحكومة دي كضابة" دلالة على كذب النظام السابق.
وخلال أيام التظاهرات المستمرة التي تعرض فيها المتظاهرون للضرب والاعتقال والقتل، كان البشير يخرج بتصريحات يشير فيها إلى وجود خلايا ومندسين من إقليم دارفور قال إنهم قاموا بضرب المتظاهرين، ليواجه اتهامات بالعنصرية ويُرفع في وجهه شعارٌ يردده كل الشعب "يا عنصري ومغرور كل البلد دارفور" مؤكدين وحدتهم.
ومن بين الشعارات التي رددها المتظاهرون أيضا: "أي كوز ندوسو دوس ما بنخاف ما بنخاف"، حيث يشير مصطلح كوز إلى المنتمين للإخوان في السودان، الذين أعلنوا بدورهم سخطهم من الشعار، معتبرين أنه يقصيهم من المجتمع.
"سلمية سلمية ضد الحرامية" كان ربما الشعار الأهم للمتظاهرين، والذي حققوه قولا وفعلا، فقد التزموا بسلميتهم التي أزالت البشير من حكم مستبد استمر ثلاثين عاما، مطالبين بالحرية والسلام والعدالة بشعارات: "حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب"، بالإضافة لشعار "نحن مرقنا ضد الناس السرقوا عرقنا، ما للسكر والبنزين، مرقنا عشان تجار الدين"، مؤكدين أن المطالب أسمى من متطلبات الحياة العادية وإنما تنشد إزالة جذور الفساد واقتلاعها.
في السادس من أبريل توافد المحتجون إلى القيادة العامة للجيش السوداني في تظاهرة مليونية كانت الأكبر منذ بدء الحراك في ديسمبر الماضي، وعندها بدأ الاعتصام في محيط قيادة الجيش، حيث خرجت شعارات أخرى تؤكد ارتباط الجيش بالشعب، من بينها "جيش واحد.. شعب واحد" و "الجيش ما جيش كيزان، الجيش جيش السودان" ليرد عليهم أفراد من الجيش مؤكدين ذلك عبر شعار "الرهيفة التنقد" والتي قصدوا بها دعمهم للحراك مهما كانت النتائج.
ثم تسلم المجلس العسكري السلطة وأزاح البشير وردد السودانيون شعارات الفرح بسقوطه، إلا أنهم واصلوا اعتصامهم، واستمرت شعاراتهم، ففي الوقت الذين يطالبون فيه بحكومة مدنية ومعاقبة المذنبين والمتورطين في جرائم الفساد وقتل المتظاهرين استمروا في ترديد: "ما راجع أنا لي مطالب جيبوا حكومة الحكم المدني ودم الكوز القتل الطالب"، و"الدم قصاده الدم، ما بنقبل الدية"، و"سقطت ما سقطت صابنها" في إشارة لاستمرار الاعتصام مؤكدين تضحياتهم عبر شعار" بالروح بالدم نفديك يا سودان"، مشيرين إلى أهمية الثورة في إحياء روح الشباب للتكاتف وبناء الأوطان، مرددين شعارات المستقبل بـ"الشعب يريد بناء سودان جديد" و"حنبنيهو" حتى يحقق حراكهم جميع أهدافه ومطالبه.