على الرغم من كل التصريحات لم تطو صفحة انفجار نطنز الذي وقع قبل فترة في طهران وأثار جدلاً كبيراً في البلاد حول ماهيته وطبيعته ومن يقف وراءه.
فقد أعلن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، أن أحد أقوى الفرضيات بشأن الانفجار في موقع نطنز النووي، في يوليو/تموز الماضي، هو "تورط عناصر داخلية".
وأكد ربيعي خلال مؤتمر صحافي، الثلاثاء، أن "وجود عمل تخريبي بات مؤكدا في هذه القضية"، بحسب وكالة أنباء العمل الإيرانية "إيلنا".
فيما لم يجب المتحدث باسم الحكومة الإيرانية عن أسئلة الصحافيين حول هوية الأشخاص المتهمين بالانفجار، قائلا إنه و"بسبب التعقيد الكبير في تنفيذ هذا العمل التخريبي هناك عدة أجهزة أمنية تحقق حوله".
لأول مرة.. إيران تتهم الإرهاب
وهذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤول حكومي إيراني رسمياً عما أسماه "تورط عناصر داخلية" في تفجير نطنز.
وكان بهروز كمالوندي، المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، قد قال في 2 سبتمبر/أيلول الجاري، إنه تم التعرف على منفذي التفجير، لكنه لم يخض في مزيد من التفاصيل.
كما أن كاظم غريب أبادي، سفير إيران وممثلها الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، كان أكد خلال اجتماع لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأسبوع الماضي، أن الانفجار في منشأة نطنز النووية، في يوليو/تموز الماضي، كان نتيجة "عمل تخريبي"، مضيفا أن "إيران تحتفظ بحق الرد بشكل مناسب".
في السياق أيضاً، كتبت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، في تقرير الأربعاء الماضي، أنه وفقا للمعلومات الواردة، فإن انفجار نطنز كان "تخريبا ماديا" يهدف إلى تحذير إيران من تجاوز الخطوط الحمراء.
رسالة رد
وأضافت أن "هدف الانفجار هو إرسال رسالة ردع لا لبس فيها مفادها أن التقدم نحو أسلحة نووية وتجاوز الخطوط الحمراء لن يتم التسامح معه".
وكان المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني قد أعلن أنه تم تحديد سبب الحادث في منشأة نطنز النووية، لكنه لن يكشف التفاصيل "لاعتبارات أمنية"، بحسب الإعلان الرسمي.
وبعد وقت قصير من الانفجار، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن "الانفجار استهدف قاعة أجهزة الطرد المركزي الحديثة التي لم تكن جاهزة للعمل بعد".
إيران تنفي
وكان المسؤولون الإيرانيون قد نفوا في البداية وقوع ضرر كبير في موقع نطنز، لكن مطابقة صور الأقمار الصناعية أظهرت أن أجهزة الطرد المركزي الحديثة تم تدميرها بشكل كبير، حيث أدى إلى تعطيل تخصيب اليورانيوم، وهو ما أقرت به طهران لاحقا.
وشهدت إيران سلسلة من الانفجارات والحوادث "الغامضة" طالت منشآت نووية وعسكرية شملت ما لا يقل عن 25 انفجارا وحريقا في غضون ثلاثة أشهر.
وشملت التفجيرات انفجار قاعدة "خجیر" للصواريخ شرق طهران بالقرب من موقع بارتشين العسكري، في 26 يونيو/حزيران الماضي.
يذكر أن انفجاراً آخر كان وقع في 10 يوليو/ تموز الماضي، في منطقة غرمدرّة، غرب طهران، استهدف قاعدة جوية تابعة للحرس الثوري، حيث أظهرت صور للأقمار الصناعية لشركة "بلانيت لابز Planet labs" حدوث حرائق في مساحة 22 ألف متر مربع.