بعد أن ملأ أنصار التيار الصدري بغداد مساء الجمعة تنديداً بالحرب، قال النائب عن تحالف سائرون (الذي يدعمه الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر)، ورئيس لجنة الزراعة النيابية في البرلمان العراقي، سلام هادي كاظم إن التظاهرات كما هو واضح أتت تنديداً بالحرب ودعماً للسلام الدولي.
وحمل المتظاهرون مساء الجمعة الأعلام العراقية والورود والحمائم البيضاء وأغصان الزيتون في رسالة واضحة للعمل من أجل السلم وعدم الدخول في الحروب، لا سيما في ظل التوتر والتصعيد الذي شهدته المنطقة مؤخراً لا سيما بين الولايات المتحدة وإيران.
وفي هذا السياق، قال النائب العراقي للعربية.نت مساء السبت إن المنطقة تمر في ظروف صعبة، ولا تتحمل حروبا أو تناحرا، مضيفاً أن الحرب الأميركية الإيرانية إن وقعت، فسيكون العراق المتضرر الأول والوحيد، لا بل سيكون ساحة الصراع بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، ومشدداً على أن تحالفه يرفض أن يدفع العراق ثمن الصراع بين المحزور الأميركي والإيراني.
وأضاف:" نحن كتحالف سائرون نرفض أي حرب أو مواجهة أميركية إيرانية في المنطقة، ونرفض أن يدفع العراق الثمن."
إلى ذلك، أوضح أن التظاهرات التي خرجت الجمعة تمثل كل العراقيين، على الرغم من أن أبناء وأنصار التيار الصدري هم الذين شاركوا فيها، بتجمع مليوني رفضا للحرب ودعوة للسلام الدولي.
إلى ذلك، شدد كاظم على أن تحالف سائرون وكل أنصار التيار الصدري يؤكدون على السلام وعدم الانجرار وراء الحروب من أجل مصلحة بلدنا وبلدان المنطقة. وقال:" إن جنبنا المنطقة الحرب سنجنب العراق الدمار والخراب".
لا للمحاور
من جانبه، قال الخبير الأمني والاستراتيجي جاسم حنون للعربية.نت "لا أحد يشكك بوطنية السيد مقتدى الصدر والنهج المعتدل الذي اتخذه في سير العملية السياسية في العراق وواحدة منها محاربة الفساد وعدم تقبل موضوع المحاصصة والاجندات الخارجية، أو انسلاخ العراق عن محيطه العربي."
كما أكد أن التيار الصدري وعلى رأسه مقتدى الصدر يدرك تماماً أنه لا يستطيع بمفرده أن يغير الوضع القائم في العراق، أو توجهات البلد ما لم تجتمع القوى الوطنية كلها في موقف واحد.
وقال:" العراق مر بأكثر من تجربة وأكثر من حرب وهذا على لسان التيار الصدري، ولا يريد زج نفسه في أي معادلة عسكرية أو امنية في المنطقة وخصوصا الصراع الأميركي الإيراني".
وتابع:" هذه رسالة واضحة للأشقاء العرب بأن هنالك في العراق من لا يريد أن يتخندق في محور ضد آخر، أو لصالح دولة دون أخرى وأن مصلحة العراق أولاً، هذا ما يؤكده تحرك التيار الصدري."
زيارة ظريف.. ورئة إيران
أما عن زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للعراق، فقال الخبير الأمني والاستراتيجي:" إن إيران تعتقد أن العراق هو الرئة التي تتنفس منها في حال نشوب حرب أو ضربة عسكرية، كما هو متنفس ضد تنفيذ العقوبات الأميركية، بسبب حجم التبادل التجاري الكبير الذي يصل إلى حدود 16مليار دولار، كما أن هنالك حدود بين العراق وإيران طولها حوالي 1400كم ، فضلاً عن وجود 6منافذ حدودية، ناهيك عن آبار النفط المشتركة وموضوع الملاحة ، وغيرها، فكل تلك الأسباب تجعل العراق محوراً مهما لإيران، لا تستطيع أن تخسره إذا لم تكن هنالك تفاهمات".
وأضاف:" رسالة ظريف التي جاء بها للعراق لا تعدو عن موضوع الوساطة وتدخل العراق من أجل تخفيف التوتر بين إيران والولايات المتحدة، فالعراق اليوم هو لاعب أساسي وفعال بين الجانبين الإيراني والأميركي لأن الصراع منذ عام 2003 وحتى الآن قائم على الأرض العراقية، كما أن القوى السياسية العراقية تعلم حجم إيران وتعلم مستوى التأثيرات الأميركية ومن الممكن أن تكون زيارة ظريف هي لإيصال رسالة إلى الجانب الأميركي، بالإضافة إلى تجديد بعض التعهدات التي تتعلق بالجانب الاقتصادي".