كشفت دراسة أجرتها هيئة الإذاعة الكندية CBC / Radio-Canada أن حملة تضليل على الإنترنت، يُعتقد أنها ناشئة عن إيران، حاولت إجبار وسائل الإعلام الكندية على ترويج وتضخيم الأخبار المزيفة، وقد نجحت في بعض الحالات. وتعتمد تلك الحملة على انتحال صفة وسائل إعلام شهيرة لنشر أكاذيب تستهدف بعض الدول منها على سبيل المثال الولايات المتحدة والسعودية.
وتم اكتشاف الحملة لأول مرة من قبل باحثين في "مختبر سيتيزن Citizen Lab" في جامعة تورنتو، الذي قام بتفصيل النتائج التي توصلوا إليها في تقرير نُشر الأسبوع الماضي.
وقد اعتمدت الحملة التي يطلق عليها اسم "Endless Mayfly" على قصص إخبارية وهمية قصيرة الأجل اختفت بعد نشرها من خلال أهداف غير واضحة.
وقامت CBC الكندية بتنزيل الآلاف من تغريدات "Endless Mayfly" التي حددها باحثو "مختبر سيتيزن"، وبحثت عن مراجع لها في كندا، حيث فتشت كل حساب مذكور أو مشار إليه في التغريدات للتعرف على مستخدمي "تويتر" الكنديين.
كشف هذا أنه على الرغم من أن الحملة استهدفت الآلاف من مستخدمي "تويتر" في جميع أنحاء العالم، إلا أن شريحة من الجهد ركزت بشكل خاص على الحسابات الكندية.
وخلال عامي 2016 و2017، استهدفت بعض هذه الحسابات 12 منفذاً إعلامياً كندياً، بما في ذلك CBC، لجذب الانتباه لقصة مزيفة تدعي أن وكالة المخابرات المركزية الأميركية تدعم الانقلاب الفاشل في تركيا.
وفي حين لا يستطيع باحثو "مختبر سيتيزن" الكندي توجيه أصابع الاتهام مباشرة إلى الحكومة الإيرانية، إلا أنهم كتبوا أنهم "واثقون أن إيران أو جهة فاعلة منحازة لإيران هي التفسير الأكثر منطقية" للوقوف وراء تلك الحملة، استناداً إلى الأدلة التي تم جمعها، كما يظهر تحليلهم أن الأخبار المزيفة التي دفعتها الشبكة تتماشى بشكل وثيق مع المصالح الإيرانية.
وقالت غابرييل ليم، المؤلفة الرئيسية للتقرير: "من الصعب تحديد هدفهم بشكل قاطع، لكنني أعتقد أنه كان يتعلق بإيصال قصصهم إلى وسائل الإعلام الرئيسية".
وتضيف: "أعتقد أن الهدف كان زرع التقسيم الجيوسياسي بين الأعداء التقليديين لإيران، مثل إسرائيل والمملكة العربية السعودية والدول الغربية مثل الولايات المتحدة"، بحسب قولها.
وكان هناك عنصر آخر من عناصر حملة "Endless Mayfly" يحاول الحصول على قصص كاذبة تنشرها وسائل الإعلام البديلة في جميع أنحاء العالم، حيث حاول مستخدمو "تويتر"، الذين يظهرون كمراسلين مستقلين، الاتصال بالعديد من المنافذ وعرضوا التعاون.
وكان أحد هذه المنافذ "The Rebel"، وهو موقع أخبار وتعليقات كندي يميني تديره شركة "Ezra Levant" المعروفة بتصريحاتها القوية.
وليس هناك ما يشير إلى أن أي شخص يستخدم حساب Twitter Rebel's قام بالرد على الحساب المزيف المرتبط باسم Brian H. Hayden الموصوف في صفحته الشخصية على أنه "صحافي مستقل".
ومع ذلك، فإن موقع "غلوبال ريسيرش" للأبحاث ومقره مونتريال، نشر قصصاً تروج للنظريات التي تم فضحها، ففي عام 2017 نشر "غلوبال ريسيرش" مقالتين لبراين هايدن - وهو خبير في مجال الإرهاب - كلتاهما حددهما الباحثون على أنهما نابعتان من حملة "Endless Mayfly".
ادعى أحد المقالين أن إسرائيل وتركيا كانتا تحاولان زرع الانقسام في الشرق الأوسط من خلال دعم كردستان المستقلة في العراق.
واعتمدت حملة "Endless Mayfly" جزئياً على إنشاء صفحات ويب مزيفة لمنافذ وسائط حقيقية، وغالباً ما تقوم بنسخ تصميمها واستضافتها على عناوين ويب مشابهة لتلك الخاصة بوسائل الإعلام الأصلية. على سبيل المثال، تم نشر مقالات على "theguaradian.com" بدلاً من موقع الحقيقي "theguardian.com".