يبدو أن الحراك الشعبي الذي تعيشه الجزائر وأبهر العالم بسلميته مند الـ 22 فبراير الماضي والذي أطاح بالرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة ولايزال مصرا على تنحية كل رموزه مناشدة للتغيير وضخ دماء جديدة في المشهد السياسي الجزائري للنهوض بالبلاد، قد أضحى نموذجا في رقي الانتفاضات الشعبية ولم يبق حبيس الوطن بل سيصل صيته حتى الفضاء.
هي ليست كلمات أو شعارات كالتي يحملها المتظاهرون لإسماع صوتهم، بل هو فعلا ما كشف عنه البروفيسور الجزائري، نور الدين مليكشي، المختص في الفيزياء الذرية بوكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، مؤكدا أنه سيتم إطلاق مركبة تجوال فضائية تحمل اسم "حراك الجزائر"، يرتقب أن تحط على سطح المريخ في شهر مارس 2020.
وكتب عضو الجمعية الفيزيائية الأميركية المكلفة بترقية العلوم الفيزيائية في العالم، على صفحته بتويتر، تغريدة تناقلتها وسائل إعلام جزائرية، جاء فيها أن المركبة ستحمل اسم "HIRAK ALGERIA"، على سطح المريخ في مركبة التجوال مارس 2020.
وغرد قائلا "سيتم إرسال اسم "Hirak Algeria" إلى كوكب المريخ (على متن مركبة مارس 2020). فقط في حالة رغبة أي فضائي في معرفة المزيد عن واحدة من أجمل الانتفاضات على الأرض في عام 2019: حراك الجزائر 2019 من أجل السلام في الكون!
وعلى الأرض لم تبق سوى ساعات على نھاية آجال إيداع ملفات الترشح للرئاسیات الجزائرية ولا أسماء ثقيلة مطروحة حتى الآن في السباق الرئاسي المزمع إجراؤه في الـ 4 من يوليو المقبل، والذي يرفضه الحراك الشعبي، لأن مسؤولية تنظيم هذا الاستحقاق المهم منوطة بأشخاص يعتبرها الشارع محسوبة على الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.
وخرج أمس الجمعة المئات من الجزائريين للتظاهر بسلمية أمام البريد المركزي بالجزائر العاصمة في الجمعة الـ14 من الحراك الشعبي المستمر منذ 22 فبراير الماضي للمطالبة بإلغاء انتخابات 4 يوليو، ولرفض إشراف كلٍ من رئيس الدولة المؤقت عبد القادر بن صالح والوزير الأول نور الدين بدوي على الرئاسيات.
وردد المتظاهرون شعارات ورفعوا لافتات تطالب برحيل كل رموز النظام، والعدول عن الانتخابات الرئاسية المقررة في الرابع من يوليو المقبل، فيما شهد وسط العاصمة انتشارا أمنيا كثيفا خاصة بالبريد المركزي.