استنفار وترقب في سرت.. وتحذير عربي من تصرفات أنقرة

مع الاستنفار العسكري في محيط مدينة سرت الليبية التي تستعد فصائل حكومة الوفاق على ما تفيد المعلومات بالتقدم نحوها، حذرت الجامعة العربية من التصعيد في البلاد الغارقة في الحرب منذ سنوات.

وأكد الأمين العام أحمد أبو الغيط، أنه لا يمكن للجامعة القبول بأن تكون ليبيا مسرحاً للتدخلات العسكرية الأجنبية أو منفذا لتحقيق أجندات خارجية أو أطماع إقليمية في إحدى دولها الأعضاء، مشددا على أن هناك التزاما عربيا مطلقا بالحفاظ على سيادة واستقلال الدولة الليبية وسلامة أراضيها ووحدتها.

وقال في مقابلة مع وكالة أنباء الشرق الأوسط: لا أحد يرغب في تكرار السيناريو السوري في ليبيا. وأضاف: الجامعة العربية لا يمكن أن تقبل بأن يمثل الوضع في ليبيا تهديداً لأمن واستقرار دول الجوار العربية المباشرة مصر والجزائر وتونس.

كما رأى أن "إعلان القاهرة" مبادرة مهمة ويضع خارطة طريق متكاملة لتسوية الأزمة الليبية. ولفت إلى أن هذه المبادرة المصرية رسم خطوات وآليات تنفيذية للتعامل مع الوضع الليبي بكافة جوانبه العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية.

إلى ذلك، أكد أن تصرفات "أنقرة" تمس وتستهدف الأمن القومي العربي ككل ولا يمكن للجامعة أن تقبل به مثلما ترفض أي تدخل إقليمي يهدد أمن وسلامة واستقرار الدول العربية.

تركيا.. وقف إطلاق النار غير مفيد

يأتي هذا التحذير العربي من تدهور الوضع الليبي، بالتزامن مع ورود معلومات تفيد بأن مهندسين عسكريين أتراكا موجودين حالياً بالقرب من سرت، وأن طائرات مسيرة تركية رصدها الجيش الوطني الليبي، قامت بتصوير عدد من الأماكن القريبة من المدينة.

كما أضافت مصادر لـ"العربية" في وقت سابق، أن مصر فتحت خط اتصال مباشرا مع الجيش الوطني الليبي والبرلمان الليبي لمتابعة كافة تطورات الأحداث في إطار الحفاظ على أمنها القومي.

من مدينة سرت (أرشيفية- فرانس برس) من مدينة سرت (أرشيفية- فرانس برس)

ومساء الثلاثاء، أكد المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي أحمد المسماري أن الساعات المقبلة قد تشهد معركة كبرى في محيط سرت والجفرة. وقال إن هناك تحركات كبيرة لميليشيات الوفاق وتركيا في محيط المدينتين.

في المقابل، أعلنت تركيا أكثر من مرة تمسها بالسيطرة على سرت. وقال وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو يوم الاثنين، إن حكومة الوفاق لن تستفيد في حال إعلان وقف لإطلاق النار الآن على امتداد خطوط القتال الحالية.

كما أضاف في مقابلة مع قناة خبر ترك أنه لا بد لقوات الوفاق من السيطرة على مدينة سرت الساحلية والقاعدة الجوية في الجفرة قبل أن توافق على وقف النار.

أهمية سرت

وكانت مصر أعلنت أنها لن تتوانى عن التدخل عسكريا حماية لأمنها القومي، كما وصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سرت بأنها "خط أحمر" ينبغي ألا تتجاوزه قوات الوفاق. ولوح بأن بلاده قد تضطر "للتدخل المباشر" في حال تعرض المدينة لأي تهديد.

وتتمتع مدينة سرت الساحلية، مسقط رأس العقيد الراحل معمّر القذافي ولاحقاً معقل تنظيم داعش مؤقتاً، بموقع استراتيجي بين الشرق والغرب في ليبيا، وتقع على بعد 300 كلم من الساحل الأوروبي وفي منتصف الطريق بين العاصمة طرابلس في الغرب وبنغازي المدينة الرئيسية في إقليم برقة في الشرق.

فصائل الوفاق في طرابلس استعدادا للتوجه إلى سرت (أرشيفية - رويترز) فصائل الوفاق في طرابلس استعدادا للتوجه إلى سرت (أرشيفية - رويترز)

وكان الجيش الليبي سيطر عليها في كانون الثاني/يناير 2020، وتمكن من دخولها من دون معركة تقريباً.

في حين، تعتبر الجفرة نقطة استراتيجية مهمة، وهي من أكبر القواعد الجوية الليبية، وتتميز ببنيتها التحتية القوية التي تم تحديثها، لكي تستوعب أحدث الأسلحة، كما تشكّل غرفة عمليات رئيسية لقوات الجيش الليبي.

كذلك تعتبر منطقة الجفرة مهمة لأنها تقع وسط البلاد، وتبعد بنحو 650 كيلومتراً جنوب شرقي طرابلس، وهي محور ربط بين الشرق والغرب والجنوب.

كما أن السيطرة على قاعدة الجفرة تعني تقريبا السيطرة على نصف ليبيا.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى