أثار نشر القيادة المركزية الأميركية مقطع فيديو يعرض قاربا إيرانيا قالت إنه تابع للحرس الثوري لدى قيامه بنزع لغم لم ينفجر من إحدى الناقلتين اللتين تعرضتا لهجوم في خليج عمان، الخميس، وهي "كوكوكا كاريدجس" اليابانية، التساؤلات حول نوعية الألغام التي استخدمت في تلك الهجمات.
وسلّط موقع إذاعة "فردا" الأميركية، التي تبث من العاصمة التشيكية براغ، الضوء على نوعية تلك الألغام البحرية مخروطية الشكل، التي قالت إنها عبارة عن عبوات ناسفة يمكن لصقها بسفينة بمغناطيس قوي وتثبيتها على جسم السفينة أو أي مركبة أخرى.
وذكر التقرير أن هذه الألغام وهي من نوع "ليمبت" Limpet يتم تشغيلها بطريقتين مختلفتين: إما من خلال أدوات إلكترونية مع أجهزة توقيت لتكون كقنبلة موقوتة، أو عن طريق وسائل ميكانيكية حيث يتم تفجيرها على بعد مسافة معينة من موقعها.
واستخدمت الألغام الأرضية "ليمبت" على نطاق واسع في الحرب البحرية خلال الحرب العالمية الثانية من قبل قوات الكوماندوس في العمليات الخاصة.
وفي عام 1943، أطلقت البحرية الملكية الأسترالية عملية "جايويك" التي اعتمدت على استخدام الألغام الأرضية، حيث تمكن 14 من كوماندوس البحرية الأسترالية متنكرين في زي صيادين محليين من الدخول إلى ميناء سنغافورة، الذي كان آنذاك تحت السيطرة اليابانية وتمكنوا من لصق تلك الألغام في السفن. أسفرت العملية عن إتلاف أو غرق 6 سفن يابانية على الأقل.
ألغام مشابهة محلية الصنع
وأشارت إذاعة "فردا" إلى تقرير نُشر في أكتوبر/تشرين الأول 2015 من قبل وكالة "فارس" التابعة للحرس الثوري الإيراني حول معرض نظمته البحرية الإيرانية في شمال طهران، عرضت فيه بالتفصيل الأسلحة المختلفة التي تمتلكها إيران. وشملت هذه الأسلحة أنواعا مختلفة من الصواريخ والقذائف. وكان أحد العناصر المعروضة عبارة عن "لغم لاصق" هو مشابه في الشكل والإمكانيات لألغام "ليمبت".
وبحسب ما كُتب إلى جانب اللغم، فإنه يتم إنتاجه بواسطة منظمة "جهاد البحث الصناعي والاكتفاء الذاتي" التابعة للبحرية الإيرانية، ويزن اللغم 42 كلغ، وهو مصنوع من الألمنيوم والصلب.
ووفقا لإذاعة "فردا"، فقد أشار تقرير نشرته وكالة الطلبة الإيرانية "ايسنا" عام 2010 إلى أنه خلال مناورات عسكرية أجرتها إيران بحضور مراقبين من العراق وقطر وعمان، كان أحد التدريبات في خليج عمان يشمل زرع ألغام "ليمبت" على "هدف محدد مسبقاً".
وتُظهر الصور التي نشرها الجيش الأميركي، الجمعة، لغماً ثلاثي الشكل ملصوقا على جانب ناقلة Kokuka Courageous. ويظهر الفيديو كيف قام عناصر على متن القارب بانتزاع اللغم، بينما نفت إيران تورطها في تفجير الناقلتين في خليج عمان.
تطابق القارب
وكانت تقارير قد قارنت القارب المستخدم في الهجوم بقوارب الحرس الثوري من طراز "عاشوراء" من فئة "ذو الفقار"، التي تم عرضها في مراسم عسكرية أقيمت في مارس/أذار 2016، بحسب ما صرح به نائب قائد الحرس الثوري، الأدميرال علي فدوي، قائد بحرية الحرس الثوري الإيراني آنذاك، الذي أشرف في حينه على المناورات.
وتتطابق الصور التي نشرتها القيادة المركزية الأميركية "سنتكام" مع قارب "عاشوراء" الذي يحمل نفس المواصفات والميزات، حيث له قوس مشفر وقمرة قيادة وتجهيزات مشابهة تماما.
تنفيذ التهديدات
وتدل هذه الهجمات على الناقلتين في خليج عمان والهجمات المشابهة الشهر الماضي على الناقلات في الخليج العربي قبالة سواحل الإمارات، على أن إيران بدأت بتنفيذ تهديداتها حول إعاقة الملاحة الدولية رداً على حظر صادرات نفطها، وفقا لمسؤولين أميركيين.
وكان مسؤولون إيرانيون وقادة الحرس الثوري قد هددوا عدة مرات بأنه إذا تم حظر صادرات نفط إيران فإنهم سيقومون بعرقلة شحن النفط من دول المنطقة.
كما أن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أطلق نفس التهديدات في يوليو/تموز 2018 بإغلاق مضيق هرمز بوجه صادرات النفط، قائلاً إن "إيران في مواجهة عقوبات الولايات المتحدة لديها مضائق كثيرة وهرمز أحدها".