محافظات العراق المنتفضة جنوباً.. الأكثر فقراً سئموا

بعد مرور أكثر من 4 أشهر على "انتفاضة" العراقيين لاسيما في بغداد ومحافظات الجنوب، لا يزال المتظاهرون متمسكون بمطالبهم، وعلى رأسها تكليف شخصية مستقلة من أجل تشكيل الحكومة، وبالتالي رفضهم مساعي رئيس الوزراء المكلف محمد علاوي، على الرغم من التصريحات الأخيرة التي أدلى بها محاولاً طمأنه الشارع الرافض له إلى أن حكومته ستأتي على قدر آمال المحتجين.

فمساء الأحد عاد المتظاهرون في وسط بغداد، ليؤكدوا رفضهم علاوي، مطالبين بحكومة مستقلين بعيداً عن الأحزاب والمحاصصة الطائفية.

ويرفض المتظاهرون تكليف علاوي، وزير الاتصالات السابق، باعتبار أنه قريب من النخبة الحاكمة التي يتظاهرون ضدها ويطالبون برحيلها ضمن حركة احتجاجية غير مسبوقة تعرّضت للقمع في كثير من المحطات وقتل فيها نحو 550 شخصا.

وتعهّد علاوي خلال لقاء مع عشرات من ممثلي الاحتجاجات الشهر الحالي بمنح ناشطين وزارتين كحد أعلى في تشكيلة حكومته، وبأن يأخذ برأي المحتجين في خمس وزارات ضمن مجلس الوزراء المقبل، إلا أن ذلك، لم يهدئ غضب المتظاهرين.

من وسط بغداد (16 فبراير - رويترز) من وسط بغداد (16 فبراير - رويترز)

وبالتزامن مع خروج آلاف الطلبة والمواطنين العاديين في مظاهرات احتجاجية في بغداد ومحافظات وسط وجنوب العراق، أمس، كشفت إحصائية جديدة لوزارة التخطيط مستويات الفقر في البلاد.

جنوب العراق الأكثر فقراً

وأتت النتائج لتؤكد أن شباب الجنوب العراقي الذين خرجوا إلى ساحات التظاهر دون أن يكلوا هم الأكثر فقراً. إذ بينت الإحصائية أن أعلى نسب الفقر تتركز في 4 محافظات جنوب وشرق البلاد؛ هي السماوة والديوانية وذي قار وميسان.

شرارة المسيرات الاحتجاجية التي انطلقت جنوب العراق، لم تأت من عبث، بل من تراكم سنين من الحرمان والفقر في بعض أغنى المحافظات جنوباً.

ولعل هذا ما دفع في بداية المظاهرات، المحتجين إلى حرق معظم مقار الأحزاب والفصائل المسلحة في تلك المحافظات

من الناصرية مركز ذي قار(أرشيفية- فرانس برس) من الناصرية مركز ذي قار(أرشيفية- فرانس برس)

وفي التفاصيل، تصدرت تتصدر محافظة المثنى جنوب البلاد لائحة المحافظات الأكثر فقراً بنسبة 52 في المائة، وحلت الديوانية في المركز الثاني بمعدل 48 في المائة، ثم تلتها ميسان بمعدل 45 في المائة وحلت محافظة ذي قار في المركز الرابع، من حيث معدل الفقر بالنسبة لبقية المحافظات وبنسبة 44 في المائة، أما نينوى التي ما زالت تعاني من تداعيات الحرب ضد «داعش» (2014 - 2017) فأتت في المركز الخامس بنسبة 37.7 في المائة.

يذكر أن العراق يشهد منذ الأول من أكتوبر تظاهرات حاشدة، خف زخمها مؤخراً، مطالبة بتغيير سياسي في البلاد وكف المحاصصة بين الأحزاب والفساد، واجراء انتخابات نيابية مبكرة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى