كشفت مجلة "نيوزويك" الأميركية أن تركيا لجأت إلى روسيا طلبًا للمساعدة، الخميس، إثر قيام مجموعة من المتطرفين بقصف موقع مراقبة تركي في محافظة إدلب السورية.
ولفتت المجلة الأميركية في عنوان الموضوع إلى أن "أنقرة لجأت إلى موسكو بدلا من أن تستنجد بمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) أو الولايات المتحدة"، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تأتي بعد تدهور العلاقات التركية مع الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو من جانب، وتعميق التعاون العسكري بين أنقرة وموسكو من جانب آخر".
وذكر بيان صادر عن وزارة الدفاع الروسية: "بالنظر إلى التهديد المميت، الذي (كان) يتعرض له أفرادها، لجأت القيادة التركية إلى المركز الروسي للمصالحة بين الجانبين المتحاربين طلبا للمساعدة في ضمان أمن قواتها العسكرية وشن ضربات على مواقع الإرهابيين".
تنسيق غير مسبوق
لم يسبق أن ظهر مثل التنسيق بين تركيا وروسيا فيما يتعلق بالسياسة تجاه سوريا، ولكن يبدو أنه تم تعزيز العلاقات بين البلدين بعدما اتخذت تركيا قرارها المثير للجدل بشأن إتمام صفقة شراء منظومة دفاع صاروخي طراز S-400 من روسيا.
وشهدت الأشهر الماضية جدلا متواصلا بين الولايات المتحدة وتركيا، الحليفين في الناتو، بأن منظومة S-400 لا تتوافق مع أنظمة التسلح في الناتو.
كما هددت الولايات المتحدة بوقف صفقة بيع طائرات مقاتلة من طراز F-35 إلى تركيا ردًا على عملية صفقة أنقرة مع موسكو، كما أنه من المحتمل أن تخضع تركيا لعقوبات بسبب شراء معدات عسكرية روسية.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قد صرح حول منظومة صواريخ S-400، خلال مؤتمر صحافي في أواخر الشهر الماضي، قائلا: إنه "بمجرد أن تكون روسيا مستعدة لتسليمها إلينا (تركيا)، فسوف نكون مستعدين لقبولها (شحنات الصواريخ)". ويرجح المسؤولون أن التسليم سيتم بحلول شهر يوليو، فيما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الأول الخميس، أن "تركيا اشترت بالفعل منظومة الدفاع S-400. وإنها صفقة منتهية"، معربا عن أمله في تسليم الصواريخ إلى تركيا الشهر المقبل.
تقارب مؤقت
وأوردت مجلة "نيوزويك" مقتطفات من تقرير يشتمل على تحليلات خبراء جيوسياسيين يرون أن العام الماضي كان ذا أهمية بالنسبة لعلاقة تركيا مع روسيا، لأن الحرب المستمرة في سوريا أجبرت الجانبين على التعاون، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن هذا التعاون سيكون دائمًا.
وذكر تقرير صدر في عام 2018 من منصة ستراتفور للاستخبارات الجيوسياسية: "تعد علاقة تركيا بروسيا محفوفة تاريخيا بالشك والاحتكاك. ولكن لأول مرة منذ نهاية الحرب الباردة، أقامت الدولتان علاقات اقتصادية مهمة، وحددتا هدفا جريئا وربما لا يمكن الوصول إليه، وهو إقامة عمليات تجارة ثنائية بقيمة 100 مليار دولار".
وأضاف تقرير ستراتفور: "على الرغم من ذلك، فإن هذا الطموح الاقتصادي يقابله اختلاف في الصلاحيات في المجال الاستراتيجي والجغرافي السياسي".
وأشار الخبراء إلى أن "التطورات الأخيرة في الحرب الأهلية السورية أدت إلى توافق غريب في المصالح وتعاون واضح بين أنقرة وموسكو، ولكن سيكون من قبيل المبالغة القول إن هذا التعاون سوف يتعمق ليصبح علاقة استراتيجية دائمة".