إدارة أميركا تتحد ضد طهران.. "قريباً الإيرانيون بلا وقود"

إدارة أميركا تتحد ضد طهران.. "قريباً الإيرانيون بلا وقود"
إدارة أميركا تتحد ضد طهران.. "قريباً الإيرانيون بلا وقود"

يأتي التصعيد في المياه الدولية في وقت تبدو فيه الإدارة الأميركية متماسكة في موقفها وسياستها ضد إيران، وهذا يرفع من إمكانية توجيه ضربة عسكرية وتشديد العقوبات على طهران.

وأرسلت إدارة ترمب إلى الخليج العربي منذ أسابيع قوات عسكرية إضافية كبيرة، ومنها حاملة الطائرات لنكولن، وقوة ضاربة جوية من بينها طائرات استراتيجية، تريد من ذلك ردع إيران عن أي عمل عسكري أو تخريبي، وربما تكون فشلت في ذلك مع تكرار الهجوم على السفن التجارية في المياه الدولية، ومع تسليم إيران الحوثيين صواريخ أكثر دقة كما شهدنا في قصف مطار "أبها" في السعودية.

أما وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، فقد أكد عندما تحدّث عن مسؤولية إيران عن الهجمات الجديدة ضد ناقلات النفط "أن سياسة الولايات المتحدة ما زالت مبنية على الجهد الاقتصادي والدبلوماسي لجلب إيران إلى طاولة المفاوضات في الوقت المناسب"، وتؤكد مصادر الإدارة الأميركية أن الرئيس ترمب لم يأخذ قراراً بتغيير النظام الإيراني أو إسقاطه، وأن أي ضربة عسكرية انتقامية على إيران ستبقى محدودة، وتقع ضمن استراتيجية شاملة لمواجهة الخطر الإيراني والوصول إلى حل شامل.

فأعضاء الإدارة بمن فيهم الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، يعتبرون أن إيران هي مصدر كل المشاكل والاضطرابات، وأنها الخطر الأكبر في الشرق الأوسط، وأن تهديد تنظيم داعش ضئيل جداً مقارنة بالتهديد الإيراني، وتؤكد مصادر الإدارة أن إيران هي هدف إدارة الرئيس ترمب، وواشنطن تريد مواجهة هذه المشكلة وليس التعايش معها.

موقف موحد

يجد الرئيس ترمب أنه الآن مع كل أعضاء إدارته في موقف موحّد وصلب تجاه إيران، فمستشار الأمن القومي جون بولتون، ووزير الخارجية مايك بومبيو، كما كبار المسؤولين في وزارة الخارجية، هم من "الصقور"، ومن تعيينات ترمب في الإدارة، كما أن باقي أعضاء السلك الدبلوماسي باتوا مقتنعين بمسار الإدارة الحالية، أو ليس لديهم وسيلة لمقاومة هذه الإدارة.

من الملاحظ أن الجناح الوحيد المتردّد في إدارة ترمب هو وزارة الدفاع، وليس الأمر جديداً، فالعسكريون الأميركيون يحاولون دائماً تحاشي أي مواجهة عسكرية مع أي طرف، لكنهم يضعون خطط "الانتصار" على الخصم وينتظرون أوامر الرئيس.

أفضل من تحدّث عن "نهاية المطاف" مع إيران كان مستشار الأمن القومي، جون بولتون، الذي قال منذ يومين ردّاً عن سؤال هذا الأسبوع حول "نهاية اللعبة" أن تتخلّى إيران عن "سعيها لبناء أسلحة نووية، والتخلّي عن الصواريخ الباليستية، ورعاية النشاطات الإرهابية، والنشاطات الأخرى في المنطقة".


إخضاع إيران

يرى أعضاء الإدارة أن العقوبات التي فرضوها على إيران تعطي ثماراً واضحة وأن إيران لن تتمكن من الصمود لسنة أو سنتين، ولن تنتظر نهاية ولاية الرئيس ترمب، بل يرى أعضاء الإدارة أن العقوبات ستكون سبباً لانهيار النظام الاقتصادي الإيراني بسرعة، وسيصل الإيرانيون قريباً إلى وقت "لن يجدوا فيه وقوداً لسياراتهم" وسيضطرون إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات قبل أن ينهي ترمب ولايته الأولى.

أكد مسؤولون في الإدارة الأميركية أيضاً أن المفاوضات المرتقبة لن تكون على طريقة الرئيس السابق باراك أوباما بل ستشمل العناصر الأربعة للخطر الإيراني، أي النووي والصواريخ والإرهاب والتدخل في شؤوون الدول الجارة وأن هذه المفاوضات لن تقبل المساومات كما أن إدارة ترمب لن تقبل فصل بنود "المخاطر الإيرانية".

مواجهة التمدد

هناك بند رئيسي في مواجهة إدارة ترمب للخطر الإيراني وهو مواجهة التمدد الإيراني ومواجهة الميليشيات المنتشرة في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

الخطوة الأكثر وضوحاً في هذه المواجهة الميدانية هو وقوف إدارة الرئيس ترمب إلى جانب السعودية ضد الحوثيين وإصرارها على تسليم السعودية والإمارات شحنات من الأسلحة تساعد البلدين على التعامل مع الخطر الحوثي.

البند الثاني والفائق الأهمية هو أن الرئيس ترمب بات يتمسك الآن بسياسة طرد إيران وميليشياتها من سوريا، وقد غيّر الرئيس الأميركي سياسته في سوريا من سحب القوات والجنود إلى التمسّك بنشر هذه القوات الأميركية في شمال شرقي سوريا وفي منطقة التنف، ويعمل الأميركيون بجهد لمنع الاحتكاك بين الأكراد والأتراك في شمال شرقي سوريا، فيما يتابع الأميركيون رصد الطريق الدولي من التنف ومحيطها وتوفير معلومات لإسرائيل لكي تقصف بدورها الأسلحة الإيرانية عندما تصل إلى نظام الأسد أو إلى القواعد الإيرانية المنتشرة في سوريا.

البند الثالث في هذه المواجهة يدور في العراق حيث تأكد الأميركيون من أن الأغلبية العظمى من العراقيين لا يريدون النفوذ الإيراني على أرض العراق، وبالتالي يحافظ الأميركيون على وجودهم في العراق ولديهم أكثر من خمسة آلاف جندي هناك، كما يعملون على محاصرة العناصر الموالية لإيران ويفرضون عقوبات على شبكتها المالية والأمنية، وهم نجحوا في إقناع العراقيين أن الدول العربية تريد الوقوف إلى جانبهم ولديهم خيارات "عربية" أفضل من الخيار الإيراني.

أما في لبنان فيرى الأميركيون أيضاً أن العقوبات على إيران من جهة وعلى حزب الله وشبكته الدولية لتهريب الأموال تؤتي ثماراً واضحة باتت تضغط على حزب الله وتحرص واشنطن على أن لا يتمكن التنظيم الموالي لإيران من استغلال خزينة الدولة اللبنانية لتغطية خسائره.


خطأ ايران

مشكلة طهران الآن أنها تكرر الاحتكاك مع إدارة ترمب فيما يرى الرئيس الأميركي وإدارته أن إيران كلها مشكلة، والتشدّد معها يعطي نتائج، وزيادة الضغوطات عليها سيدفعها إلى حيث يريد ترمب، أي التفاوض على كل شيء، وما يفعله الأميركيون الآن هو حشد الأسرة الدولية ضد إيران فالوصول إلى حلّ بدعم دولي أسهل من الوصول إليه على انفراد، كما أن قصف إيران بعد ثبوت انخراطها في تهديد الملاحة الدولية أسهل من قصفها وهي تعلن براءتها ونصف العالم يدافع عنها.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى