فقدت أكثر من 5 آلاف أسرة في قرى ومناطق في ولاية نهر النيل المجاورة شمالا للعاصمة الخرطوم؛ المأوى بعد أن دمرت سيول جارفة منازلهم تماما، وذلك وفقا لإحصائيات حصل عليها موقع “سكاي نيوز عربية” من عدد من الناشطين في تلك المناطق.
وأحدثت السيول والأمطار التي اجتاحت الولاية، يوم الثلاثاء، دمارا واسعا في المباني والمشاريع الزراعية، كما قطعت الطريق الرئيسي الرابط بين عدد من القرى والعاصمة الخرطوم ومدن البلاد الأخرى.
وقال الناشط الاجتماعي بكري التوم إن السكان المتضررين يعيشون أوضاعا إنسانية وصحية صعبة للغاية في ظل صعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة.
وأوضح التوم لموقع “سكاي نيوز عربية” إن تراكم المياه أدى لانتشار الحشرات الضارة. وتضررت أكثر من 15 قرية حول مدينة برير الواقعة على بعد 311 كيلومترا شمال الخرطوم، إضافة إلى عشرات القرى حول مدينتي الدامر وشندي.
وإضافة إلى المناطق الشمالية؛ دمرت السيول عدد من القرى والمشاريع الزراعية في شرق وغرب البلاد؛ وأدت إلى نفوق المئات من الماشية التي يعتمد السكان المحليون عليها في معيشتهم اليومية. وقطعت السيول طريقان رئيسيان يربطان شمال السودان وغربه بالعاصمة الخرطوم.
وتتزايد المخاوف في السودان من تكرار المشكلات المزمنة التي تعاني منها معظم المدن والقرى النائية في موسم الخريف في ظل مؤشرات بهطول أمطار غزيرة خلال الأسابيع المقبلة. وبسبب تدهور البنية التحتية في البلاد تتزايد المخاوف من تكرار مآسي الخريف السنوية. وفي العام الماضي تضرر اكثر من 18 ألف منزل ونحو 90 الف مواطن من موجة الأمطار والسيول التي اجتاحت معظم ولايات البلاد.
وتعمل عدد من المنظمات الطوعية على مساعدة المتضررين وسط ظروف بالغة التعقيد خلال مواسم الخريف.
ويوضح رامي الشيخ عضو منظمة نفير وهي منظمة شبابية تعمل على درء مخاطر السبول والفيضانات أن معظم المناطق التي تتضرر في الخريف تعاني من نقص كبير في الخدمات الأساسية وانقطاع الطرق.
ويقول الشيخ لموقع “سكاي نيوز عربية” إنه وفي ظل ضعف التصريف وخدمات البنية التحتية يتسبب موسم الخريف في أوضاع خطيرة يتضرر منها بشكل كبير الأطفال وكبار السن بسبب انتشار امراض الملاريا والإسهالات المائية في ظل توالد الناموس والحشرات وسوء الأحوال البيئية. ووفقا لتقارير هيئة الإرصاد الجوي، فإن من المتوقع هطول أمطار أعلى من المعدل خلال الأسابيع المقبلة في ولايات البلاد الوسطى والغربية والشرقية وبعض المناطق الشمالية الغربية من العاصمة الخرطوم التي قد تكون أكثر تأثرا بالفيضانات الموسمية الناتجة عن التدفقات القادمة من الهضبة الإثيوبية عبر النيل الأزرق؛ لكن في الجانب الآخر بدت الاستعدادات لخريف هذا العام أقل بكثير من المتوقع.