جاء في “المركزية”:
في تطور بالغ الاهمية العلاقات العربية المنتكسة مع لبنان في الفترة الأخيرة، بدأ وصول وزراء خارجية 21 دولة عربية إلى بيروت للمشاركة في الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب الذي تستضيفه بيروت يوم غد السبت، هو اجتماع تقليدي تدعو إليه الدولة المضيفة، ويأتي بعد أن عُقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب برئاسة لبنان في القاهرة في آذار الماضي. الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط سيشارك في اللقاء، تحضيرا لاجتماعات القمة العربية التي ستعقد في الجزائر في شهر تشرين الاول المقبل.
وتبلغت الخارجية اللبنانية حضور ومشاركة عدد من الوزراء العرب، فيما لا تزال تنتظر تأكيدات من وزراء آخرين، ولم يتضح ما إذا كان وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قد دعي إلى الاجتماع وسط مساعٍ من بعض الدول العربية لدعوة سورية إلى قمة الجزائر واستعادة مقعدها في الجامعة العربية. فهل يشارك وزير خارجية سوريا في اجتماع وزراء الخارجية العرب في لبنان؟ وهل يثار موضوع دعوة سوريا العربية المقبلة في الجزائر في اجتماع بيروت؟ وهل تشارك سوريا في القمة الجزائرية؟
العميد الركن خالد حماده يوضح لـ “المركزية” أن “سوريا لن تدعى للمشاركة في قمة الجزائر. وفي آخر تعليق له أوضح الأمين العام لجامعة الدول العربية إن الإشكالات مع سوريا لم تحلّ وأن التداول في الموضوع دائم، لكن لم تتبلور لغاية الآن أي حلول أو أي رغبة جامعة لعودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية. ويوضح حمادة انه وبالرغم من كلّ الاتصالات الثنائية ورغم عودة التبادل الدبلوماسي لبعض الدول مع سوريا إلا أن الموقفين المصري والسعودي منها لم يتغيرا رغم التقارب الإماراتي والبحريني وموقف الجزائر الدائم الذي لم يتسق مع باقي الدول العربية”.
ويتابع “العودة الدبلوماسية المحدودة إلى سوريا كان هدفها تحقيق تفاهمات واتفاقات مشتركة لاستعادة سوريا إلى الحضن العربي وإعادة تفعيل دورها بعيداً عن طموحات طهران وما تريده في المنطقة، فعلاقات سوريا المتر دية مع الدول العربيةليست سوى انعكاساً لعلاقتها بطهران التي بنيت على اتفاقات وتحالفات عميقة وطويلة الأمد وعلى مسار سلبي لم يأخذ بعين الاعتبار المصالح العربية. وبانتظار حصول تبدل جذري في الستاتيكو القائم لا يمكن إعادة سوريا إلى الحضن العربي في ظلّ كل هذا التناقض في المواقف بين الدول العربية وطهران وفي ظلّ كل النزاعات وصراع المصالح والاعتداءات على الدول العربية”.
ويرى حماده أنه “إن لم يكن لسوريا موقفا متطوراً من المواجهة القائمة فلن تدعى إلى القمة. وبناء عليه ليس على سوريا انتظار التطورات بل يفترض بها أن تكون المُبادِرة لأنها أخطأت في حق الدول العربية وعرضت مصالحها للخطر وسمحت بنشر ميليشيات مسلّحة على أراضيها تسببت بتهجير مواطنيها وبتدمير العراق ولبنان. الموقف العربي وإن اتسم بالرصانة وتعالى على المزايدات الكلامية والخطابات الشعبوية التي يعتمدها الإيرانيون، لكن هناك كم كبير من العتب والغضب العربي تجاه سوريا التي يدفع شعبها منذ عشرات السنوات ثمن تحالفها مع طهران”.
وفي ما يتعلّق باجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب في لبنان، يشير إلى أن “أي جدول أعمال له لم يعد أو ينشر، وسيتم على الأرجح استعراض القضايا المشتركة وفقاً لوجهة نظر كل دولة وقد يتم التطرق إلى مسألة الأمن الغذائي في المنطقة، والتحديات التي تتعرض لها… لا شك ان عدم وجود جدول الاعمال هي نقطة ضعف تجعل الاجتماع هزيلاً”، لافتاً إلى أن “المشاركة العربية ستكون واسعة،وفي الوقت عينه لا يمكن أن ننسى ان لبنان فقد كثيراً من مصداقيته وموثوقية العرب به. اليوم يأتي وزراء الخارجية والسفراء العرب إلى لبنان الذي يعيش عزلة عربية والذي استخدم لسنوات كمنصة للتهجم والاعتداء على الدول العربية، لا سيما الخليجية منها، من قبل رئاسة الجمهورية اللبنانية وأمين عام “حزب الله”، وهو لم يعد يحظى بالاحتضان وفقد لهفة العرب وحماستهم للاجتماع على أرضه أو لتلمّس قضاياه ومحاولة مساعدته”.
ويختم حماده “ربما يثار موضوع دعوة سوريا إلى قمة الجزائر خلال اجتماع بيروت، إلا أن الموضوع سيرحّل إلى اجتماعات الجامعة حيث يتوفر الإطار اللازم للبت به.
اما إذا حصل ودعيت وزارة الخارجية السورية من قبل لبنان وتم تمثيلها بالسفير فان ذلك سيخلق ازمة لانه لا يمكن للبنان توجيه دعوةً لسوريا بغياب الرغبة العربية والموافقة بالإجماع على ذلك. ونتمنى ألا تضيف الدبلوماسية اللبنانية الى مسيرتها خطأً إضافياً”.