الحوارات مع ايران تنتعش: فرصة أخيرة للتهدئة “دبلوماسيًا”

الحوارات مع ايران تنتعش: فرصة أخيرة للتهدئة “دبلوماسيًا”
الحوارات مع ايران تنتعش: فرصة أخيرة للتهدئة “دبلوماسيًا”

جاء في “المركزية”:

بالتزامن مع انتعاش المحادثات الاميركية – الايرانية غير المباشرة في الدوحة، بدا ان الحوار الاقليمي السعودي – الايراني ذاهب ايضا نحو الانطلاق من جديد بعد فترة من التوقّف.

العراق، الذي لعب دور الوسيط بين الجانبين منذ اشهر، والذي استضاف المفاوضات بين الدولتين، تحرّك في الايام الماضية بقوّة على خطهما، فتنقّل رئيس وزرائه مصطفى الكاظمي بين الرياض وطهران، ممهّدا الارضية لعودة الطرفين الى طاولة المحادثات. ويبدو وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، انه نجح في مهمته.

فمطلع الاسبوع، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده إن الكاظمي، الذي زار السعودية نهاية الاسبوع الفائت، نقل إلى طهران نقاطا من السعودية في شأن المحادثات الثنائية، مشيرا إلى أن المحادثات مع الرياض ستستأنف قريبا في بغداد. واعتبر خطيب زاده أن الرسالة التي نقلها الكاظمي تعتبر “خطوة إلى الأمام” في المفاوضات مع السعودية التي ستكون العلاقة معها أمرا مهما للمنطقة والعالم الإسلامي.

بدوره، أكد وزير الخارجية الايرانية حسين أمير عبد اللهيان – خلال لقائه الكاظمي في طهران- أن بلاده تدعم إعادة فتح متبادل للسفارات مع السعودية، وتثمن دور العراق في تعزيز الحوار بين البلدين. واعتبر عبد اللهيان أن بغداد تبذل جهودا بناءة في تقوية الحوار بالمنطقة، وتدعم استمرار وقف إطلاق النار في اليمن وإنهاء الحصار عليه.

وبحسب المصادر، فإن الاجواء السعودية كانت ايضا مرحّبة بمساعي العراق، والمملكة لن تمانع استئناف المحادثات مع الجمهورية الاسلامية. لكن الرياض لا تريد الحوار للحوار، بل تريده منتجا خاصة على صعيد المنطقة وأمنها. فوفق المصادر، إعادة فتح السفارات بين الدولتين لا تكفي بل يجب ان ترافقها تهدئة للجبهات، خاصة في اليمن، ماذا والا بقي الحوار محدود الاهداف والفوائد، وهذا ما لا تستسيغه المملكة.

على اي حال، تقول المصادر ان الحوارات التي انتعشت أكان في الدوحة أو في بغداد قريبا، ليس هدفها مسايرة الجمهورية الاسلامية او الموافقة على تفلّتها من كل الضوابط النووية والعسكرية والامنية، بل هي فرصة اخيرة لإبلاغها عبر الوسائل “الدبلوماسية”، رسالة بأن لا بد لها من ان تعود الى “عقلنة” تصرّفاتها المتهوّرة، بما يُعيد الامن والاستقرار الى المنطقة. اما خلاف ذلك، فستدفع ثمنَه هي، خاصة بعد زيارة الرئيس الاميركي جو بايدن الى المنطقة هذا الشهر، حيث سيجول على اسرائيل والخليج، وسينسّق خطة لردع ايران ومواجهتها على الصعد كافة، ستكون “مؤلمة” لطهران. اي ان الاخيرة امام خيارين: إما القبول بالتهدئة عبر الحوارات والخيار الدبلوماسي، أو القبول بها تحت وطأة العقوبات والتصعيد العسكري، تختم المصادر.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى